رياضة

الدفاع المكشوف

| مالك حمود

وسط فرح الكثيرين بالسلات الغزيرة التي راحوا يستمتعون فيها، ويتغنون بأعدادها الكبيرة المسجلة في مباريات الفئات العمرية لكرة السلة السورية، وبعيداً عن لغة العواطف التي تسيطر على آراء الكثيرين ممن يجدون الأهمية في فوز فرقهم، أولاً، وبالسكورات العالية ثانياً، والتقدم في سلم الترتيب ثالثاً، فإنني أجد من الحكمة العودة إلى تفاصيل المباريات وسكوراتها مادمنا نتحدث عن دوري الفئات العمرية.
فالفئات العمرية هي مستقبل كرة السلة السورية وأملها القادم، والاهتمام بها يجب أن يكون أضعاف اهتمامنا بالكبار، رغم التركيز الكبير على دوري الكبار والصرف عليه بالملايين، عكس الفئات العمرية التي لا ينالها من الجمل سوى أذنه أو أقل من ذلك بكثير!
ارتفاع السكورات أي النقاط المسجلة في المباراة يعكس قوة هجومية معينة ومميزة، ولكن بنفس الوقت يعكس دفاعاً ضعيفاً لدى الطرف المقابل، فكيف لو كان السكور العالي من الطرفين وتصوراً مباراة في فئة الشباب أو حتى الناشئين وكل فريق فيها يسجل مايقارب التسعين نقطة، فأين الدفاع يا سادة؟!
أين العمل الدفاعي وفكره وتكتيكه يا مدربونا الأكارم، وهل أصبحت كرة السلة مجرد تسجيل سلات؟ والخطورة الأكبر عندما ينحصر تسجيل أغلبية السكور عبر لاعب أو اثنين في الفريق، فأين جماعية اللعبة وروح الفريق؟ وأين بقية المواهب الواعدة والصاعدة؟ وأين الدفاع الذي يعطي الفريق توازنه المطلوب؟ والعمل بحكمة فنية يبدأ بمنع التسجيل في سلتك، وبعدها تبحث في خيارات التسجيل في سلة الفريق المقابل.
ظاهرة السكورات العالية من الطرفين أصبحت موضة الكثير من مباريات الموسم الحالي في سلة الفئات العمرية، وكل ذلك رغم وصايا وتأكيدات اتحاد السلة على التمسك بدفاع (المان تو مان) رجل لرجل في مباريات الأشبال والناشئين، وحتى عندما يطبقونها تكون بطريقة (رفع العتب) والاحتيال عليها بتحرك ما هدفه إغلاق المنطقة الخلفية والتكتل الدفاعي داخل القوس، ولذلك نرى الضعف الدفاعي فكراً وتنفيذاً من أهم عيوب منتخباتنا عندما تلعب على الصعيد الدولي!
وتذكروا أن فوزنا الأخير والمثير على السلة الإيرانية في التصفيات الآسيوية لم يتحقق إلا بالدفاع القوي والمدروس والمتابع والذي لم يسمح للمنتخب الإيراني بطل آسيا بالتسجيل أكثر من 70 نقطة في سلتنا، حيث لم يكن فيها دفاعنا مكشوفاً، وبالتالي فالدفاع القوي منحنا القوة الهجومية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن