ترامب لن يعترف بنتائج الانتخابات الأميركية علنياً … مهنئاً بايدن على فوزه.. بوتين: روسيا وأميركا تتحملان مسؤولية الحفاظ على الأمن في العالم

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن على فوزه بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، مؤكداً انفتاح روسيا على التعاون مع الولايات المتحدة على أساس مبدأ الاحترام المتبادل والتساوي في الحقوق.
وجاء في بيان الكرملين، حسبما ذكر موقع «روسيا اليوم»: «بعث الرئيس الروسي بوتين برقية تهنئة إلى جو بايدن بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية، وأشار الرئيس الروسي إلى أن التعاون الروسي الأميركي القائم على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل سيلبي مصالح شعبي البلدين والمجتمع الدولي».
وأضاف البيان: «وتمنى بوتين للرئيس المنتخب كل التوفيق، وأعرب عن ثقته في أن روسيا والولايات المتحدة، اللتين تتحملان مسؤولية خاصة عن الأمن والاستقرار العالميين، يمكنهما على الرغم من خلافاتهما، المساهمة حقاً في حل العديد من المشكلات والتحديات التي يواجهها العالم حالياً».
وأعرب بوتين عن جاهزيته للتعاون مع بايدن قائلا: «من جانبي، أنا جاهز للتعاون والتواصل معك».
من جانبه، قال أنطون موروزوف، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي: إن واشنطن قد تواصل مسارها في محاولة لكبح روسيا بوصول جو بايدن للحكم كرئيس للولايات المتحدة.
وقال موروزوف: «أعتقد أن جو بايدن، كممثل للطبقة الحاكمة في أميركا، ما يسمى بالمؤسسة، سيسترشد بالدرجة الأولى بمصالح هذه الطبقة الحاكمة، وبالتحديد من خلال تعزيز الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة الأميركية في جميع أنحاء العالم».
وأشار موروزف إلى أنه بما أن روسيا لا تزال أحد المنافسين الرئيسيين للولايات المتحدة على المنصات الاقتصادية العالمية، فإن نهج كبح روسيا واحتواء نفوذها باستخدام أدوات منافسة غير نزيهة سيستمر في عهد بايدن أيضاً.
لكن موروزوف ألمح أيضاً إلى أنه مع وصول شخص جديد من فريق بايدن إلى وزارة الخارجية، يمكن للمرء أن يأمل في استخدام مناهج جديدة لبناء حوار بناء مع روسيا، مضيفاً: «أعتقد أننا بحاجة إلى الاستفادة من التحول وعدم تفويت فرصة إعادة العلاقات مع أميركا».
بدوره، اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي، قسطنطين كوساتشوف، أن انتخاب جو بايدن رئيساً أميركياً يتيح فرصة لإعادة الحوار بين موسكو وواشنطن حول الحد من الأسلحة الإستراتيجية.
وفي تعليقه على نتائج تصويت المجمع الانتخابي الأميركي، أمس الثلاثاء، التي أعلن فيها فوز بايدن بالرئاسة، قال كوساتشوف: «إن الأهم اليوم هو تمديد اتفاقية ستارت-3 (اتفاقية الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة)، لأن الوقت ضيق والقرار لا بد من اتخاذه قبل حلول أواخر الشهر المقبل.. لكن ليس من المستبعد أن يكون من الأهمية بالنسبة لبايدن وإلى فريقه الدبلوماسي المحترف، العودة إلى إنجازات الإدارة الديمقراطية السابقة، التي كانت تعتبر وبحق، الاتفاقية حول الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية إنجازاً كبيراً لها».
وأكد البرلماني الروسي عزم بلاده على بذل ما في وسعها من الجهود لتحقيق هذا الهدف.
في السياق، أفاد مصدر مقرب من البيت الأبيض لشبكة الـ«CNN»، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لا ينوي الاعتراف علنياً بنتائج الانتخابات الرئاسية.
وأشار المصدر إلى أن قرار ترامب يأتي على الرغم من الاجتماع التاريخي للهيئة الانتخابية (المجمع الانتخابي) الذي وضع الرئيس المنتخب جو بايدن في المقدمة.
وأشارت الشبكة إلى أن بعض مستشاري البيت الأبيض كشفوا أن ترامب قد أقر بالسر بأنه «لن يبقى في البيت الأبيض لفترة ولاية ثانية»، على الرغم من «محاولاته لإبطال نتائج الانتخابات في المحاكم، واستنزاف الأموال من قاعدته، حول مزاعمه الوهمية بتزوير إرادة الناخبين».
وتمثلت إحدى آخر محاولات الرئيس المنتهية ولايته تغيير نتائج الانتخابات في دعوى قضائية رفعها مسؤولون جمهوريون، بدعم من ترامب، لإلغاء فوز بايدن في ولايات رئيسية عدة، لكن المحكمة العليا ردت هذه الدعوى الجمعة.
واتهم بايدن مساء أول من أمس الإثنين ترامب بـ«عدم احترام إرادة الشعب» ورفض «سيادة القانون والدستور»، كما اعتبر أن الوقت قد حان لـ«طي الصفحة».
وامتنع بايدن الذي سيكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة حتى يوم أمس عن مهاجمة ترامب علناً بسبب رفض الرئيس المنتهية ولايته الإقرار بهزيمته في الانتخابات، لكن هذا الموقف تغير بعد أن تكرس فوز الديمقراطي رسمياً الإثنين الفائت بحصوله على أغلبية أصوات كبار الناخبين.