اللغة العربية في يومها العالمي … لغة القرآن والسياسة والأدب والعلم وتمتاز بالعراقة والأصالة والفصاحة والبلاغة
| وائل العدس
يحتفل العرب حول العالم في 18 كانون الأول من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة.
وقد أصدرت المؤسسة السورية للبريد طابعاً تذكارياً بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وأوضحت اليوم أن قيمة الطابع 300 ليرة سورية وبإمكان هواة جمع الطوابع والراغبين في اقتنائه الحصول عليه من جميع المكاتب البريدية المنتشرة في المحافظات.
أهم اللغات
إذاً، اللغة العربية هي إحدى أهم اللغات في العالم وانتشرت انتشاراً كبيراً حيث ينطق بها ما يقدّر بـ450 مليون نسمة حول العالم، وتعد أغزر اللغات بالمفردات بأكثر من 12 مليون كلمة.
ولها أهميتها الكبيرة عند المسلمين لأنها لغة القرآن الكريم ولأنهم يستخدمونها لأداء بعض العبادات كالصلاة وتلاوة القرآن وغيرها من العبادات التي لا تؤدى إلا بها، وتتميز بالبيان والبلاغة، وعليه فالقرآن لم ينزل إلا بها؛ وقال تعالى في سورة الشعراء: «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ».
هي لغة السياسة والأدب والعلم، وسميت بلغة الضاد لأنها اللغة الوحيدة حول العالم التي تحتوي حرف الضاد.
وتمتاز اللغة العربية بالأصالة والعراقة حيث كانت أقدم اللغات وكان يتنافس الأدباء في نظم الشعر فيها، فهي لسان العرب وهويتهم.
فكان العرب قديماً يحافظون عليها وعلى قواعدها ونحوها وألفاظها العذبة الجميلة، ويتنافسون فيما بينهم في نظم القصائد بها ومدحها، وبقيت اللغة العربية راسخة وصلبة حتى يومنا ولم ولن تشوبها شائبة، فهي الجبل الصلب والشامخ، وهي مصدر العزة والكرامة لأبنائها، كما أن انتشارها بين الناس بازدياد نظراً لعظمتها وقوة كلماتها، وفي كلماتها تجد الجزالة والقوة.
تتمثل أهمية اللغة العربية بأنها أقدم اللغات التي لا تزال تتميز بخصائص تراكيبها وصرفها ونحوها وأدبها، وكذلك خيالها، فضلاً عن تمكن اللغة العربية من التعبير عن جوانب العلم المختلفة.
مزايا وخصائص العربية
تعد اللغة العربية لغة خالدة، ولن تنقرض مع مرور الزمن أبداً حسب دراسة لجامعة برمنغهام أجريت للبحث في بقاء اللغات من عدمه في المستقبل.
وتتميز اللغة العربية بالكثير من الميزات التي توجد في لغة الضاد فقط ولا توجد في غيرها من اللغات.
اللغة العربية ثابتة وراسخة، وهذه ميزة ليست في سائر اللغات التي تختلف عما كانت عليه قبل قرنين أو ثلاثة.
هي لغة راقية في التعبير، إذ تتميز بالفصاحة والبلاغة والصور الفنية البديعية فيها، حيث أبدع العرب في كتابة الشعر والمعلقات لتلذذهم بالصور الفنية البديعية التي يمكن تكوينها من كلمات اللغة العربية.
كما تمتاز بالترادف وهو أن يدل عدد من الكلمات على المعنى المراد نفسه.
ومن ميزاتها أيضاً الأصوات ودلالتها على المعاني، بمعنى أن يفهم معنى الكلمة بشكل عام أو دقيق من خلال الصوت فقط، وهذه من أهم الميزات الخاصة باللغة العربية.
وتمتاز بكثرة المفردات حيث تزخر اللغة العربية بعدد وافر جداً من المفردات، ولا تحتوي لغة أخرى عدداً أكثر أو يساوي العدد الذي تحتويه.
وتضم اللغة العربية في ميزاتها علم العروض، وهو العلم الذي ينظم أوزان الشعر وبحوره، ويضع القواعد الرئيسية لكتابة الشعر، ما جعل الشعر العربي الأكثر بلاغة وفصاحة نتيجةً لاتباعه أوزاناً محددة، وقواعد رئيسية.
من أكبر التحديات التي واجهتها العربية هو ثباتها وانتصارها على عامل الزمن والتطور، على حين أن اللغات الأخرى مثل الإنكليزية قد تطورت واختلفت بشكل كبير عبر الزمن.
وتمتاز العربية بالتخفيف وهو أن أغلب المفردات في اللغة العربية أصلها ثلاثي، ثم يأتي الأصل الرباعي، ثم الخماسي على الترتيب في كثرة انتشاره في أصول المفردات العربية.
قالوا في العربية
الإمام الشافعي: «ما جهل الناس ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس».
الشاعر أحمد شوقي: «تعلموا العربية فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة». ويقول أيضاً: «إن الذي ملأ اللغات محاسن جعل الجمال وسره في الضاد».
الأديب مصطفى صادق الرافعي: «إنما القرآن جنسية لغوية تجمع أطراف النسبة إلى العربية، فلا يزال أهله مستعربين به، متميزين بهذه الجنسية حقيقةً أو حكماً».
الأديب طه حسين: «إن المثقفين العرب الذين لم يتقنوا لغتهم ليسوا ناقصي الثقافة فحسب، بل في رجولتهم نقص كبير ومهين أيضاً».
الأديب الثعالبي: «اللغة العربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، ولو لم يكن للإحاطة بخصائصها والوقوف على مجاريها وتصاريفها والتبحر في جلائلها وصغائرها إلا قوة اليقين في معرفة الإعجاز القرآني، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة، الذي هو عمدة الأمر كله، لكفى بهما فضلاً يحسن أثره ويطيب في الدارين ثمره».
المؤرخ الفرنسي إرنست رينان: «اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال، وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر، فليس لها طفولة ولا شيخوخة».
المستشرق الألماني فريتاج: «اللغة العربية أغنى لغات العالم».
المستشرق الإنكليزي وليم ورك: «إن للعربية ليناً ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر».
المستشرق الألماني يوهان فك: «إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي الأساس لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية».
المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس: «إن في الإسلام سنداً مهماً للغة العربية أبقى على روعتها وخلودها، فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث للغات القديمة المماثلة، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد. ولقد كان للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً، وكان لأسلوب القرآن الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدانت بها لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً».
المؤرخ النمساوي جوستاف جرونيباوم: «ما من لغة تستطيع أن تطاول اللغة العربية في شرفها، فهي الوسيلة التي اختيرت لتحمل رسالة اللـه النهائية، وليست منزلتها الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع اللـه في سائر اللغات من قوة وبيان، أما السعة فالأمر فيها واضح، ومن يتبع جميع اللغات لا يجد فيها على ما سمعته لغة تضاهي اللغة العربية، ويُضاف جمال الصوت إلى ثروتها المدهشة في المترادفات».
المستشرقة الألمانية زيفر هونكه: «كيف يستطيع الإنسان أن يُقاوم جمال هذه اللغة ومنطقها السليم، وسحرها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صَرْعَى سحر تلك اللغة».
المستشرق الألماني أوجست فيشر: «إذا استثنينا الصين فلا يوجد شعب آخر يحق له الفخر بوفرة كتب علوم لغته غير العرب».
المستشرق الألماني بروكلمان: «بلغت العربية بفضل القرآن من الاتساع، مدىً لا تكاد تعرفه أي لغة أخرى من لغات الدنيا».
المستشرق الفرنسي وليم مرسيه: «العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تُحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكباً من العواطف والصور».
المستشرق الفرنسي لويس ماسينيون: «اللغة العربية هي التي أدخلت في الغرب طريقة التعبير العلمي، والعربية من أنقى اللغات، فقد تفردت في طرق التعبير العلمي والفني».
المستشرق البلجيكي جورج سارتون: «اللغة العربية أسهل لغات العالم وأوضحها، فمن العبث إجهاد النفس في ابتكار طريقة جديدة لتسهيل السهل وتوضيح الواضح».