رياضة

بعد أحداث شغب مباراة جبلة وتشرين … معلا: نوجّه اتحاد كرة القدم لاتخاذ عقوبات صارمة

| ناصر النجار

يمكننا باختصار أن نصف الدوري الكروي الممتاز بالدوري المضطرب، وبداية أقترح سحب لقب تسمية الدوري بالممتاز، لأنه لا يوجد فيه أي شيء ممتاز للأسف.
المعني الرئيسي بموضوعنا اليوم هي لجنة الحكام العليا لأنها مسؤولة عن حكامها، وتعيين حكم ليس على قدر المسؤولية لمباراة كبيرة وحساسة بين جبلة وتشرين يتحمل تبعات ذلك هذه اللجنة، خصوصاً أن الحكم نجح سابقاً وفشل كثيراً، وهذا الأمر ليس من باب التجني على أحد إنما هو واقع حقيقي يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى الشواهد والأدلة، وإذا افترضنا أن الأمر غير مقصود فإن التعيين بحد ذاته يدل على الجهل أو اللامبالاة من لجنة الحكام، وإذا كان الأمر مقصوداً كما يلّمح البعض، فإن الدوري الكروي يدفع ثمن الصراع الدائر في اتحاد الكرة، وهو أمر لم يعد خافياً على أحد.
الأخطاء الكثيرة التي يقع فيها اتحاد كرة القدم لا تدل على مستوى هذا الاتحاد، وتنذر بكارثة كبيرة، وهذا الأمر بات بحاجة إلى تدخل مسؤول، لأن تشكيلة هذا الاتحاد غير منسجمة والأعضاء كل يغني على ليلاه ضمن دائرة صراع لا تنتهي، ويمكننا القول إنه بعد عام كامل من انتخاب هذا الاتحاد فشل في إثبات جدارته بقيادة كرتنا، والأخطاء باتت أكثر من أن تحصى، وبالمقابل لم يقدم هذا الاتحاد أي فائدة ترجى.
وعلينا أن نتذكر أن عملية تسويق الدوري السوري فشلت لأن البدايات الخاطئة توصل إلى النهائيات الفاشلة، وكان من المفترض أن يخطط اتحاد الكرة للتسويق قبل أشهر من بداية الدوري وليس قبل انطلاقه بيومين. عملية معالجة ثغرات المنتخب الوطني لم تكن مجدية وجعلتها تتنامى وتكبر حتى صارت حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
المستوى التحكيمي المتدهور مباراة بعد أخرى يشير إلى أن أمور التحكيم لا تؤخذ بجدية، وما دام التعامل مع الحكام ضمن مبدأ (خيار وفقوس) و«هذا حبيبنا وقريبنا» وهذا غير ذلك، فإن التحكيم سينتهي الدوري قبل أوانه، إن لم تحدث مشاكل نحن بغنى عنها.
موضوع المشاركة في بطولة الاتحاد الآسيوي والخطأ الإداري الكبير بينّ أن اتحاد الكرة لا علاقة له بشيء اسمه إدارة وقيادة وتنظيم، ونحن ضد مبدأ وجود مؤامرة للإطاحة برئيس اتحاد الكرة، لأن العمل الجيد والمتابعة اليومية يبطلان مثل هذه المؤامرات ويضمنان عدم وقوعها.
التنازل عن العقوبات وتخفيفها أفقدا اتحاد الكرة هيبته، وتعيين مراقبين ليس لهم إلا قبض المال وتحقيق منافعهم الشخصية أفقد الدوري هيبته، وللأسف فإن أغلب المراقبين المكلفين هم من الأصحاب والأحباب بغض النظر عن الكفاءة والخبرة والمقدرة. واللجوء إلى القضاء والتهديد به بشكل دائم حدث لم نعهده من قبل في رياضتنا وهذا الأمر أفقد اتحادنا الثقة به.
هنالك الكثير من الأمور التي يمكن طرحها، لكننا نكتفي بهذه العناوين، لنصل إلى أمر مفاده أن على اتحاد كرة القدم مراجعة أموره من خلال النقد البناء الذاتي، وأعتقد أن الاستقالة بعد كل ما ذكرناه أمر واجب، لعلة عدم التجانس وضعف الخبرة وسوء الإدارة، وهذا مطلب حق ولا نبخس بذلك حق أحد أو نتجنى عليه.
المباراة المذكورة خرجت عن السيطرة للأسباب التي ذكرناها سابقاً، فرمي أرض الملعب بالحجارة وضرب الحكم المساعد واختلط الحابل بالنابل وساد الهرج والمرج أرض الملعب ومدد الشوط الأول بزمن قياسي لم يحدث في أي مباراة في العالم منذ ولادة كرة القدم وللأسف امتد الشغب إلى خارج أسوار الملعب ليطول كل شيء.
والغريب أن الصمت يسود هذه المشكلة ولا أحد يصرح عنها بشيء، والتصريح الوحيد كان لرئيس الاتحاد الرياضي العام فراس معلا الذي أنكر ما حصل جملة وتفصيلاً وقال: نحن لا نستطيع فرض عقوبات لأن هذه مهمة اتحاد كرة القدم ولا نستطيع التدخل في عمله وسنوجه بإصدار عقوبات صارمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن