سورية

مواصلة إخلائهم من مبنى مهدد بالسقوط في صيدا … الأمم المتحدة: 89 بالمئة من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر

| وكالات

أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أن نسبة كبيرة جداً من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في فقر مدقع للغاية، في وقت تواصلت فيه عملية إخلاء مبنى مركز العاقبية التجاري في منطقة البيسارية – مجمع البيبسي بقضاء صيدا، من اللاجئين السوريين، نظراً للمخاطر الإنشائية التي تهدد المبنى بالسقوط، بالتزامن مع انتشار أمني وعسكري لعناصر من قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة والمخابرات وغيرهم من أجهزة الدولة اللبنانية، في حضور رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر وموظفي مصلحة الليطاني.
وأعلنت المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في بيان، حسب «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية، أنها «باشرت عملية إخلاء مبنى مركز العاقبية التجاري في منطقة البيسارية- مجمع البيبسي، من النازحين السوريين، نظراً للمخاطر الإنشائية التي تهدد المبنى بالسقوط والثابتة بموجب الكشف الفني والهندسي على المبنى والذي أجراه فريق المصلحة بتاريخ 29/09/2020».
وأشارت إلى أنها «كانت اتخذت الإجراءات الرامية إلى تلافي المخاطر التي قد تتأتى نتيجة انهياره، بطلب وجهته إلى وزير الداخلية والبلديات، في 7 تشرين الأول 2020».
في الأثناء، أظهرت نتائج دراسة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، أن «الانكماش الاقتصادي والتضخم الحاد وتفشي وباء «كورونا» وأخيراً انفجار بيروت قد دفعت المجتمعات الضعيفة في لبنان– بمن في ذلك اللاجئون السوريون– إلى حافة الهاوية».
وبينت الدراسة، أن نسبة العائلات اللاجئة السورية التي باتت «تعيش تحت خط الفقر المدقع» بلغت 89 في المئة في العام 2020 مقارنة مع 55 في المئة العام الماضي.
وتعيش تلك العائلات بأقل من 308.728 ليرة لبنانية للشخص الواحد شهرياً، ما يعادل 205 دولارات وفق سعر الصرف الرسمي ونحو 38 دولاراً وفق سعر السوق السوداء.
وأوضحت المنظمات في بيان أن «تسعاً من أصل كل عشر أسر سورية لاجئة في لبنان تعيش حالياً في فقر مدقع».
ويقدّر لبنان وجود 1.5 مليون لاجئ سوري على أراضيه، نحو مليون منهم مسجلون لدى مفوضية شؤون اللاجئين.
ويعيش هؤلاء في ظروف إنسانية صعبة، فاقمتها الأزمة الاقتصادية التي عمقها تفشي فيروس «كورونا» المستجد ثم انفجار مرفأ بيروت.
وتبذل الدولة السورية جهوداً حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم التي تم تطهيرها من الإرهاب الذي دعمته دول معادية لها، واتضح ذلك بعقد دمشق مؤتمراً دولياً حول عودة اللاجئين السوريين الشهر الماضي حظي بمشاركة دولية واسعة، لكن الدول المعادية لسورية قاطعته في دلالة واضحة على سعيها لعرقلة عودة هؤلاء اللاجئين لإبقاء هذا الملف ورقة تضغط بها على الدولة السورية في المفاوضات السياسية.
وقالت ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، وفق الدراسة: إن «وضع اللاجئين السوريين في لبنان يتدهور منذ سنوات، غير أن نتائج الدراسة لهذا العام تشكّل مؤشراً دراماتيكياً على مدى صعوبة الصمود والنجاة بالنسبة لهم».
وأضافت إن اللاجئين يواجهون اليوم «أصعب فصل شتاء لهم حتى هذا التاريخ في لبنان بموارد ضئيلة لا تكفي لكي ينعموا بالدفء والأمان».
وارتفعت بنسبة 18 في المئة الديون المتراكمة على اللاجئين في لبنان، وفق الدراسة التي أشارت إلى أن «السبب الرئيسي للاستدانة هو شراء الطعام».
وعلى وقع الانهيار الاقتصادي، بات أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر مع فقدان عشرات الآلاف من وظائفهم أو مصادر دخلهم وتراجع قدرتهم الشرائية مع تدهور سعر صرف الليرة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وبحسب الأمم المتحدة فقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في لبنان «ثلاثة أضعاف تقريباً منذ شهر تشرين الأول الماضي 2019» أي زيادة بنسبة نحو 174 في المئة.
وتعاني نصف العائلات السورية، التي شملتها الدراسة، انعدام الأمن الغذائي، مقارنة مع 28 في المئة في العام 2019. وتضاعف كذلك عدد الأسر التي تعتمد على أنظمة غذائية غير كافية من 25 في المئة في 2019 إلى 49 في المئة في 2020.
وأظهرت الدراسة أن تلك العائلات تلجأ إلى طرق عدة للتكيف بينها الزواج المبكر للأطفال وإخراجهم من المدارس أو إرسالهم للعمل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن