ثقافة وفن

عادل داود الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لـ «الوطن»: مهما بلغت الثقة بالنفس نحتاج إلى دعم

| سوسن صيداوي

بناء على أحكام المرسوم التشريعي رقم 11 لعام 2012 القاضي بإحداث جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية، في مجالات الآداب والفنون للمبدعين والمفكرين والفنانين، وتقديراً للعطاء الإبداعي والفكري والفني، منحت وزارة الثقافة جائزة الدولة التشجيعية للعام 2020 للسادة: الشاعر منير محمد خلف في مجال الأدب، المايسترو ميساك نوبار باغبودريان في مجال الفنون، الدكتور عادل محمد داود في مجال النقد والدراسات والترجمة.
هذا ويمنح كل فائز من الفائزين الثلاثة المحددة أسماؤهم مبلغاً وقدره خمسمئة ألف ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها، وسيتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في موعد يحدد لاحقاً.
اليوم وفي حوار «الوطـن» مع الدكتور عادل محمد داود توقفنا عند أهمية الجائزة بشكل عام وبالنسبة له على وجه الخصوص، ودورها في تعزيز القيمة الثقافية والإبداعية في هويتنا السورية، إضافة إلى بعض النقاط التالية.

تقديم طلب ونبأ فرحة

بداية حدثنا د. عادل عن الأسباب التي دفعته لتقديم الطلب للترشح، مشيراً إلى رغبته بتعزيز الثقة بملكاته الثقافية، قائلاً بلسانه الفصيح: «قد ينمو في ضمير الباحث أو المترجم ماردٌ انعزالي، يهوى الاستئثار بنفْس صاحبه، إذ يلبِّي له أحلامه. لكنّ هذا المارد يصيبه – بعد حينٍ من الدهر- شيءٌ من التبرُّم، فيَودّ الخروج إلى وسط الساحة الثقافية ولعلّ تقدُّمي للجائزة كان إرضاءً لماردٍ، راودتْ نفس مربيّه الشرودَ في فضاء أوسع».
وعن فرحته بتلقي نبأ قبول ترشحه عبّر كالتالي: « بادرتُ إلى الردِّ على السيد الراقي الذي أنبأني بهذا النبأ المفرِح قائلاً إن «عمقَ اللغة لا يتّسع فيضَ شكري»، وإنَّ هذا: «خبرٌ لا يضاهيه خبر».

الجائزة تلبّي التنوع الثقافي

الجائزة التشجيعية بحسب المرسوم تلبي الإبداع الفكري والفني بكل مجالاته، وفي كل عام تستقطب الأسماء وفق تنوع مدروس في أهميته وغاياته، واليوم في حوارنا ركز د. عادل على هذه النقطة وخصوصاً بأن اختصاصه في مجال (الدراسات والنقد والترجمة)، وقد منحت الجائزة له كمترجم وليس لناقد أو باحث، متابعاً: «أنا في الأصل باحثٌ، وقد تدرَّجتُ في الدراسات الأكاديمية وأقوم الآن بعمل بحثي، أَنتجَ بحوثاً –تأليفاً وترجمةً- في مجالات مختلفة من الفكر والنقد. ولكن تبقى الترجمة محور نشاطي الأساسي، وهواي الأسمى. وإنَّ مبادرة وزارة الثقافة إلى منح الجائزة في مجال الدراسات والنقد والترجمة – لأول مرة- لمترجمٍ، فيه دلالة صريحة على تشجيع الوزارة لنشاط الترجمة وعمل المترجمين، دعماً منها لخطوات رفد الثقافة العلمية والأدبية السورية بالجديد المفيد؛ لأن الترجمة مُعين على النهضة، ونافذة على الغريب للتصالح معه والاكتمال به».

القيمة المعنوية

كما أشار ضيفنا خلال حوارنا معه إلى أن الكل بحاجة إلى دعم، مهما بلغت الثقة بالنفس، ومهما كانت الاستطاعات كبيرة، كون التشجيع يعزز أكثر من الملكات، وعلى الخصوص في هذا الوقت العصيب الذي يمرّ على بلدنا الحبيب، والذي يواجه فيه المثقف شأنه شأن المواطن العادي، كل الصعوبات الحياتية التي تثقل القلب والفكر، وتحبس الروح بعيداً عن شعلة الإبداع المتقدة، وللمزيد تابع د. عادل: «تستمدُّ (الجائزة التشجيعية) قيمتها من الشهادة والميدالية المرافقتَين للقيمة المادية. والحقُّ أن المشروع الثقافي لا يحدُّه حدٌّ، ويُبنى طوراً بعد طور. فبعد أن افتضحَ أمر ماردنا، وزَارَ الساحة الثقافية، وشيَّد لنفسه منزلاً صغيراً؛ لم يعد أمامنا إلا خيار المضي في توسعة هذا المنزل، بعمل دؤوب وعطاء مستمر لقيا تشجيعاً، فتحفّزا على تزيينه بالجديد من الأعمال الإبداعية البهية».

في المحافظة على الهوية الثقافية

في الختام لابدّ من التوقف عند الهدف الذي يسعى إليه المرء من خلال مواصلته لأموره الفكرية، وبشكل خاص عند الدكتور عادل محمد داود، الذي ركز على أهمية الفكر الثقافي وضرورة التمسك به وعلى الخصوص في هذه الفترة التي تمرّ بها البلاد العربية في مواجهاتها لمحاولات طمس الهوية الثقافية، ليقول: «لا ريب أن الثقافة السورية تقوم على أسس صلبة، قوامها العراقة والأصالة. وما اشتد أساسه، قاوم تقلُّبات الزمن ومِحنه. فالشيء الذي أصاب الواقع السوري لم يلقَ سبيلاً إلى إضعاف الجذور الثقافية. وحسبُنا الآن إرواء هذه الجذور الطيبة بعرق المخلصين الحقيقيين في بلدنا الحبيب، واقتلاع بعض الأعشاب الخبيثة التي طَلَعت نشازاً؛ لتورِق ثقافتنا من جديد يانعةً متألقةً. وإنِ استُصلِحت أرضنا الثقافية، زدنا –عن طريق الترجمة وغيرها- فتحَ سواقي الارتواء من الثقافات الأخرى؛ لننهل من فكر الآخر بوعي ينبذ الطغيان الثقافي والغزو الفكري، إذ نمضي في علاقة مثاقفة مدروسة ونافعة».

في السيرة الذاتية

الدكتور داود من مواليد حلب 1980، حاصل على إجازة في اللغة الفرنسية وآدابها من جامعة حلب، حاصل على دبلوم تأهيل وتخصص في الترجمة والتعريب من جامعة حلب، حاصل على دبلوم دراسات عليا في الدراسات الأدبية من جامعة البعث، ماجستير في اللغويات والعلوم المعرفية من جامعة كان باس نورماندي في فرنسا.
يعمل أستاذاً مساعداً في قسم اللغة الفرنسية بجامعة البعث.

من أعماله المترجمة

«التواصل المتعدد اللغات»، «أغنيات لها»، «خمسة أسابيع في المنطاد»، «الاحتماء بالعدم»، «القصة الحقيقية»، «الأمير الصغير».
بالإضافة إلى الكثير من المقالات المنشورة في عدد من المجلات السورية أو العربية نذكر منها: «جسور ثقافية»، مجلة «الآداب»، مجلة «الأدب العلمي»، مجلة» الفيصل العلمية»، نشرية «الألكسو العلمية»، مجلة «التراث الشعبي»، مجلة «الألكسو العلمية للفتيان»، مجلة «التعريب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن