ثقافة وفن

سامية الجزائري أيقونة الكوميديا السورية! … سيدة الأمثال الشعبية.. تعود إلى الشاشة من جديد!

| سارة سلامة

سامية الجزائري تاريخ من العمل والعطاء لأجل الهوية الفنية السورية واستطاعت عبر مسيرتها أن تؤسس لنهج خاص بها وعفوية مرصوفة بذكاء وسرعة بديهة لا ترتوي خبرتها بنص ولا تحتاج نباهتها لتفويض هي هكذا تنطلق من ذاكرة حاضرة وسرعة مطلقة ونهفة ساحرة.
لطالما أعطت دمغة مختلفة وأسست للكوميديا السورية بارتجالها وقربها من الناس جوكر الكوميديا والورقة الرابحة لأي عمل، تفتقدها اليوم الأعمال السورية لاسيما الكوميديا منها التي اختفى بريقها إذا لم نقل قد غاب بغيابها.
اليوم يحتفل عدد من نجوم سورية بعودتها إلى التمثيل من خلال مسلسل «الكندوش» لتزين من جديد الشاشة وتقدم المزيد والمزيد مما لم تقدمه بعد.

البداية في التلفزيون

وفي أحد أحياء دمشق القديمة ولدت ونشأت الجزائري عام 1946 في عائلة بسيطة وهي الأخت الكبرى للممثلة صباح الجزائري وهي إلى الآن عزباء حُرمت من الأمومة في حياتها لتعوضها بدور الأم في الدراما السورية. وقامت بأداء الكثير من الأدوار في التلفزيون والسينما والمسرح.
دخلت عالم الفن مصادفة عندما رأتها المخرجة السورية قسمت طوزان التي أعجبت بشخصيتها فعرضت عليها التمثيل حيث سألتها: تمثلي؟ فأجابتها سامية: «أي بمثل شو خايفة منك».. فكانت بدايتها الفنية في التلفزيون عام 1963 في تمثيلية اجتماعية حملت اسم «أبو البنات» مٌدتها ربع ساعة أدت بها دور ممرضة وبعدها عملت في المسرح العسكري كموظفة لعدة سنوات إلى أن توالت الأعمال والنجاحات لتقف مع نجمات الصف الأول في سورية.

أشهر الأعمال

مسلسل «عيلة خمس نجوم» يعد من أشهر مسلسلاتها وقدمت دور البطولة المُطلَقة بشخصية «أم أحمد»، كما أنها تتزعّم هرم أسرة فنّيّة، ساهمت مع أخريات في التأسيس لدراما سورية لائقة، من خلال تكريسها نفسها للفنّ الذي استمرّت فيه عقوداً. وأثبت إتقانها لمختلف الأدوار التي أدّتها، متنقلة من نوعٍ إلى آخر، وذلك بتدقيق وتركيز عاليين، هي التي كانت يداً بيد مع جيل المؤسّسين، ولا غرابة في ذلك، لأن التنويع في الأدوار يستلزم طاقات مضاعفة، ومرونة في الشخصيّة، وثقافة عالية، تؤّهلها لتقمّص الشخصيّات التي تؤدّيها، لتغرق فيها، قبل أن تقنع المتلقّين بمصداقيّتها، وإن كان الطاغي في أدوارها الدراميّة في السنوات الأخيرة، تلك الأدوار الكوميديّة التي أدّتها مع المخرج هشام شربتجي وغيره، وتلك الأدوار نفسها، لم تكن تقدّم بطريقة كوميديّة مجّانيّة، بل كانت تعكس تناقضات جاثمة في داخل الشخصيّة، كما أنها أدت تنويعات اجتماعيّة مميّزة، كانت فيها الجدّة الحريصة على أولادها، وأحفادها، كما في «أهل الراية»، وقد حضر هذا النموذج بالنسبة إليها في أكثر من عمل شاركت فيه، ولعلّ الدور الأكثر لفتاً للأنظار، والأكثر تميّزاً وتألّقاً، كان في تأديتها لدور أم وكيل، في مسلسل « شتاء ساخن» مع المخرج فراس دهني، حيث كانت المرأة الخيّرة التي تنتج بذرة سيّئة، يكون ابنها وكيل المجرم الذي ستقوم معظم مجريات العمل على سلوكياته وعصابته التي لا تترك للخير مكاناً.

سيدة الكوميديا

لا يمكن إسقاط اسم سامية الجزائري من جيل الرواد، وهي تستحق لقب سيدة الكوميديا فهذه المرأة التي أطلت علينا من ستينيات القرن الفائت كوجه من وجوه كوميديا الأبيض والأسود «صح النوم مثلاً» أو بداية عصر التلوين في التلفزيون العربي السوري في نهاية السبعينيات «وين الغلط» استطاعت على الفور أن تشد الأنظار نحوها، مرةً عبر نموذج المرأة النزقة، ومرةً في شخصية المرأة القوية طيبة القلب، إذ لم تلجأ «الجزائري» إلى تصنيع الكاركتر أسوةً بأبناء وبنات جيلها، فالمرأة التي رأيناها في أوتيل صح النوم في دور «أم عنتر» المرأة الشامية الخارجة لتوها من الحرملك الشامي، ستعود إلينا في دور «أم ياسين» في مسلسل «وين الغلط» امرأة شابة وجميلة، وقد تبدو لأول وهلة من عمر ابنها ياسينو- الفنان ياسين بقوش- لكنها ستحتال علينا مجدداً عبر قماط الرأس ومقشة ربات المنازل في مشهد لا ينسى من أرشيف الكوميديا الشعبية المعاصرة، مشهد صاحبة البيت التي تضبط مستأجريها «غوار وأبو عنتر» في حلق برادها، روح كبيرة لهذه المرأة حتى عندما تسدد الضربات لرجلين أمام الكاميرا، أو حتى في تلك المشاهد التي يحتفظ بها أرشيف التلفزيون لفنانة أجادت تشخيص المرأة الدمشقية الحكاءة، امرأة الأمثال الشعبية، حوارات مطولة للجزائري قوامها الذاكرة الشعبية، مرونة بالوقوف أمام الكاميرا، وسليقة في تصنيع الشائق والمرح واللاذع من دون الإخلال بنموذج الشخصية التي تريد سامية تقديمها في أبهى حللها القريبة من قلب المشاهد.

من أعمالها

في التلفزيون: «مذكرات حماد، صح النوم، أم عنتر، بريمو، أم وحيد، أسعد الوراق، وين الغلط، قصاقيص، الدمعة الحمراء، تجارب عائلية، الجدة، تلفزيون المرح، مرايا 82، نساء بلا أجنحة، عريس الهنا، المجنون طليقا، مرايا 84، امرأة لا تعرف اليأس، دائرة النار، الدنيا مضحك مبكي، البناء 22، شوفو الناس، أيام شامية، كان ياما كان، عيلة خمس نجوم، الغربال، أبو البنات، أحلام أبو الهنا، مدير بالصدفة، عيلة ست نجوم، مرايا 96، يوميات جميل وهناء، عيلة سبع نجوم».
في السينما: مقلب حب، رحلة حب، المغامرة، صح النوم، غابة الذئاب، الأبطال يولدون مرتين، زواج على الطريقة المحلية، سمك بلا حسك، كفرون.
في المسرح: غربة 1976.
في الإذاعة: حكم العدالة، أنا وزوجتي والمشاكل، أنا وزوجتي، وخمسة بعيون الشيطان، يا لطيف شو شوب، إذاعة الساعة، آفكات خانم تحييكم من استديو 26، روزناما خانم.

أهم الأدوار

أم عبدو في أيام شامية، أم محمود (سعدية بنت المسعود) يوميات جميل وهناء، ألو جميل ألو هناء، عفراء جوهر البرعط، عيلة 8 نجوم، بوران كرعوبة، عيلة 7 نجوم، فردوس كرعوبة، عيلة ست نجوم، أم أحمد بلاليش، عيلة خمس نجوم، عيوش خوش بوش، مدير بالصدفة، أم صادق، ليالي الصالحية، صخور، فيلم كفرون، أم جانتي، ملك التاكسي، مدام دبليو، مدام دبليو، عصمت، الفندق.

الجوائز

أفضل ممثلة صاعدة 1967 (إذاعة دمشق) تكريم عن دورها في مسرحية غربة 1984، تكريم من مهرجان القاهرة عن دورها في فيلم كفرون 1990، أفضل ممثلة عربية عن دورها في مسلسل عيلة 6 نجوم 1996 (مهرجان التلفزيون العربي السوري).
سورية: أفضل ممثلة عربية عن دورها في مسلسل عيلة 7 نجوم 1997 (مهرجان التلفزيون العربي السوري)، أفضل ممثلة عربية عن دورها في مسلسل يوميات جميل وهناء 1997 (مهرجان قرطاج)، تكريم عن دورها في مسلسل ليالي الصالحية 2004 (مهرجان قرطاج)، تكريم عن دورها في مسلسل الحوت 2008 (مؤسسة دبي للإعلام)، تكريم عن كافة أعمالها الفنية 2008 (الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون)، أفضل ممثلة كوميدية عن دورها في مسلسل أبوجانتي (المدينة Fm 2010).

سوشال ميديا

وبعد كل هذا التاريخ هاجم ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الممثلة القديرة، بسبب ظهور علامات التقدم بالعمر على وجهها في أحدث ظهور لها أمام الإعلام، ووجهوا انتقادات لاذعة وتعليقات ساخرة.
في الوقت نفسه دافع آخرون عنها وقالوا بأن شكلها طبيعي وهي جميلة على الرغم من أثار السنين الواضحة على وجهها لأنها لم تخضع لعمليات التجميل كباقي الممثلات.

أخيراً

هذا التاريخ قوبل بتصرفات غير لائقة والتنكر لتاريخها الكبير فهل من اللائق أن يكون هكذا.. فهل عوملت أمينة رزق وسناء جميل مثل هذه المعاملة عندما بلغتا عمراً متقدماً أم عوملتا على أنهما خميرة الدراما المصرية؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن