سورية

«الباغوز».. من إرهاب داعش إلى تهميش واعتقالات «قسد»

| وكالات

رغم إعلان الاحتلال الأميركي وميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» في 23 آذار 2019، هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في آخر معاقله ببلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، ومرور 20 شهراً على سيطرتها على البلدة، مازال الدمار في البلدة على حاله ولم تتمكن الأغلبية العظمى من الأهالي النازحين من العودة إلى منازلهم، كما لم يكن ذاك الإعلان كافياً للقضاء على آخر خلايا التنظيم التي ما زالت تنشط هناك وتنفذ عمليات قتل بحق المدنيين الذين بقوا في البلدة، وتستهدف مسلحي «قسد»، ومسؤولين فيما يسمى «الإدارة الذاتية» الانفصالية، على حين ما زال الخوف من داعش حاضراً حتى في البلدة المهدمة.
وفي تقرير له أمس، أشار موقع إعلامي معارض إلى أنه وقبل الإعلان الآنف الذكر لم يكن يبقى في الباغوز من مسلحي التنظيم سوى السوريين الأكثر ولاء له، والمسلحين الأجانب الذين قرروا القتال حتى الرمق الأخير، وهو ما حصل فعلاً بمقتل عدد منهم، قبل خروج قوافل النازحين والأسرى الذين توزعوا بين عشرات المخيمات والسجون في شمال شرق سورية.
ونقل الموقع عن أحد العاملين بالقطاع الصحي في ريف دير الزور الشرقي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن 250 جثة لمسلحي داعش الإرهابي، والمدنيين الذين اقترن مصيرهم بهم، دُفنت في منطقة صحراوية قريبة من البلدة، بعد انتهاء المعارك التي خاضتها ميليشيات «قسد» معهم، مدعومة بغارات «التحالف الدولي» الجوية.
ولفت الموقع إلى أن جميع أهالي بلدة الباغوز من عشائر العكيدات والمراسمة والجبور لم يستطيعوا العودة إلى بلدتهم بعد رغم طرد داعش منها.
وبين أنه وبالرغم من مرور أشهر على انتزاع البلدة من سيطرة التنظيم، ما زال الدمار الذي حل بالبيوت باقياً، إذ وصل عدد المنازل المهدمة بعد نهاية المعركة إلى 700 منزل، حسب إحصائية أجراها سكان الباغوز آنذاك.
وأكد طلال العشوي أحد سكان البلدة أنه ترك منزله الريفي على أطراف الباغوز، ونزح نحو مدينة الرقة مع عائلته في أثناء المعركة، ولم يعد إلا بعد قرابة الشهرين على نهاية المعركة لكنه لم يجد من بيته شيئاً حين عاد.
وأضاف: إن الحواجز التابعة لـ«قسد» كانت منتشرة في كل مكان، والجميع عرضة للتفتيش والتدقيق، ولم يكن الخروج والدخول للبلدة متاحاً كل يوم، بسبب كثرة المضايقات والتدقيق التي نتجت عن قلق مسلحي «قسد» من أي حركة مشبوهة من المدنيين.
وأوضح العشوي أنه سكن هو وعائلته عند أقرباء لهم، ريثما بنوا منزلاً طينياً من مواد بسيطة منخفضة التكلفة، لجأ إليه مع أطفاله الخمسة وزوجته.
وبين الموقع أن أغلبية سكان الباغوز يعملون اليوم بالزراعة، إذ تشتهر البلدة بزراعة الرمان والنخيل، إضافة إلى تربية المواشي وصناعة الألبان ومشتقاتها، مضيفاً: إن سكان البلدة يشتكون من قلة الدعم المقدم لإعادة إعمار ما تهدم بصواريخ طائرات عدوان قوات «التحالف».
وأكد أهالي الباغوز، حسب الموقع، أنهم يعانون نقص الخدمات في المنطقة، مثل محطات مياه الشرب والأفران وسوء الطرقات وانتشار أنقاض المباني ومخلفات الحرب، إضافة إلى وجود الألغام وتردي الواقع الصحي.
ويرى أهالي البلدة، حسب الموقع، أن منطقتهم معرضة للتهميش، كحال أغلبية مناطق ريف دير الزور، ولذا لم يكن هناك اهتمام بترميم منازلهم ولا بإعادة تأهيل الخدمات التحتية.
ولا تزال ميليشيات «قسد» تواجه تحديات عدة لبسط سيطرتها الكاملة على المنطقة، إذ تطلق حملات اعتقال من حين لآخر لتلقي القبض على أشخاص مطلوبين في المنطقة بحجج واهية، وذلك بمساعدة قوات الاحتلال الأميركي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن