سوق التزوير «نشيط».. أكثر من يتاجر بالذهب المزيف هو النساء … معروف لـ«الوطن»: ضبطنا أونصات مزيفة لماركات عالمية مهرّبة من لبنان
| محمد راكان مصطفى - محمد منار حميجو
كشف رئيس فرع التزييف والتزوير في إدارة الأمن الجنائي العقيد وسيم معروف عن ضبط شبكات لتزوير الذهب في دمشق وريفها، لافتاً إلى أن معظم المروجين له من النساء.
العقيد معروف بين في تصريح لـ«الوطن» أن الورشات كانت تغش وتزيف الذهب عن طريق تخفيض عياره بإضافة النحاس ليصبح عيار 8 أو 9 بدلاً من 21، مضيفاً: إنهم يستغلون أن الذهب مشغول وأن المشتري لن يخاطر بحرقه من أجل التأكد من صحته، ما يعني أن التزييف قد يمر حتى على الصاغة.
وأشار إلى أن هذا النوع من التزوير دفع نقابة الصاغة وصناعة المجوهرات لإيجاد حلول للمشكلة بإحضار أجهزة تستطيع تحديد نسبة الذهب في القطعة المفحوصة من دون اللجوء إلى حرقها، علماً أن الجهاز غير موجود لدى جميع الصاغة.
وكشف معروف عن ضبط ورشة في جرمانا، تعود لفنيين مرخصين، أحدهم مسن وحاصل على الترخيص منذ عام 1985، منوهاً أنه مسموح له بصك الليرات الذهبية والأونصات.
وأوضح أن عملية التزوير تتم عبر دمج الذهب بالنحاس، وليس عن طريق الطلي كما كان يتم سابقاً، بحيث لا يكتشف التزوير عن طريق قص القطع، كون الغش بكامل المزيج، ولا يمكن اكتشافه إلا بالحرق، مبيناً أنه يتم الحصول على الدمغة الخاصة بالنقابة عن طريق شراء قطعة ذهب صغيرة يتم استخدامها عن طريق الصهر لغش القطعة ويتم وضع الدمغة على القطعة المزيفة.
وأشار معروف إلى أن المقبوض عليهم اعترفوا ببيع أغلب المشغولات الذهبية المزورة في الجزائر والعراق والإمارات، بمعدل 4 أطقم كل سفرة ينقلها المزيف، ويكون برفقته إما فتاة أو اثنتان بحوزة كل منهن 4 أطقم.
ولفت معروف إلى ضبط ورشة أخرى في مدينة دمشق قرب شارع الثورة في منزل عربي مكون من غرفتين، مؤكداً مصادرة الماكينات والمعدات من كلتا الورشتين، لافتاً إلى وجود معدات كبيرة تستخدم لتسحيب الذهب.
رئيس الفرع أوضح أن أغلب عمليات الترويج للذهب المزور تتم بمناطق الاصطياف تحت ذريعة الاحتياج للسيولة، أثناء رحلة الاصطياف، وتابع: يتم بيع القطع المغشوشة عن طريق إحدى النساء لكون المرأة لديها مصداقية أكبر لدى الصياغ، لافتاً إلى وقوع حالات كثيرة في محافظتي درعا واللاذقية لعمليات بيع أطقم ذهب مغشوشة.
العقيد معروف أشار إلى حدوث عمليات بيع غريبة منها أن صائغاً باع طقماً مزيفاً إلى صائغ آخر، بعد أن اكتشف بمساعدة أخيه أن الطقم الذي اشتراه من أحد الزبائن مزيف، بحجة أنه لا يريد أن يتحمل الخسارة.
وفي السياق ذاته كشف معروف عن ضبط أونصات ذهب مزيفة بعلامة تجارة لإحدى أفضل الشركات السويسرية، وهي من الشركات الأفضل عالمياً، حيث استغل المروج أن الصاغة لا ينزعون الغلاف عن هذا النوع من الأونصات حفاظاً على قيمتها، منوهاً بأن هذا النوع يبقى نحو 30 سنة دون أن ينزع مقتنيها الغلاف عنها.
وأوضح أن عملية التزوير تمت بطريقة فنية باستخدام أونصات من الفضة بعد طلائها بالذهب، ليتم بعد ذلك تغليفها بغلاف الشركة وتزوير ورقة هوية القطعة التي تلصق خلف القطعة والتي تحوي العيار والمقاس.
وأشار معروف إلى أنه تم اكتشاف العملية من خلال تقدم المروج بشكوى بحق صائغ مدعياً أنه باع بيته وذهب برفقة عمته واشترى 7 أونصات، وعندما ذهب لبيع إحداها لدى صائغ في مساكن برزة وبعد أن رفض شراء الأونصة من دون نزع الغلاف عنها وفحصها، تبين بعد حرقها أنها مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب.
وأضاف: وبعد التوسع بالتحقيق وبالمواجهة مع الصائغ وسماع أقوال الشهود الذين حضروا عملية البيع، تم التأكد بأن المشتكي هو من باع الأونصات المزورة، وبعد اكتشاف الصائغ للتزوير تم تهديده من أجل إعادة أثمانها، فلجأ المروج إلى الشكوى ليتهرب من المسؤولية ومن إعادة المبالغ المستحقة.
معروف أكد أن المروج اعترف أنه أحضر الأونصات المزيفة من لبنان وذلك بقصد الترويج وبأنه باع الأونصات السبع بـ28 مليون ليرة سورية.
وأشار معروف إلى اكتشاف الفرع لحالات تزييف ليرات وأونصات ذهبية مزورة محلياً، مؤكداً ضبط 800 ليرة ذهبية مزورة إضافة إلى أحرف ذهبية خلال العام الجاري.
تزييف العملة
وفي سياق آخر بين رئيس الفرع أنه تمت مخاطبة المحامي العام عن تعرض بعض المواطنين للنصب والاحتيال أثناء قبضهم لثمن بيوتهم أو سياراتهم بالدولار، لعدم تجرؤهم على الشكوى، كاشفاً أنه تم الحصول على موافقة النائب العام على عدم توقيف المواطن الذي يتعرض لعملية النصب وعدم تحريك الادعاء بحقه بجرم التعامل بغير الليرة السورية في حال تقدمه بشكوى وأن يتم اعتباره ضحية.
وأكد أن هذا الإجراء يحد من تجرؤ المجرمين ومن طمأنتهم لعدم تمكن الضحايا من التقدم بشكوى.
وحول عمليات تزييف العملة أوضح معروف أنه يوجد حالات تزييف تتم داخل البلاد بواسطة سكنر وورق عادي، مبيناً أن هذا النوع من التزييف كشفه سهل، مشيراً إلى وجود حالات تروج لعملات مزورة تصنع خارج البلاد وهي بدقة عالية يصعب كشفها مصدرها الأراضي اللبنانية، وفي الفترات الأخيرة من مناطق المسلحين في إدلب.
وأشار معروف إلى وجود حالات عبور للأموال المزيفة من لبنان عبر سورية إلى العراق، منوهاً بأن عمليات الترويج للعملة المزيفة الأكثر شيوعاً هي لفئة 100 دولار لكون قيمتها عالية ولفئة الـ2000 ليرة لكونها الورقة الأعلى قيمة في العملة المحلية.
ولفت إلى ضبط عدد من عمليات الترويج في سوق الهال والمحال التي توجد فيها عمليات تبادل تجاري في مناطق التماس بين المناطق المحررة ومناطق المسلحين، وفي سوق الغنم لعدم انتباه الفلاحين ومربي الأغنام للعملة المزيفة.
وكشف معروف أنه تم ضبط 500 ألف دولار مزورة خلال العام الحالي و2,5 مليون ليرة و125 مليون دينار عراقي.
وأكد معروف أن المرسوم 4 لعام 2020 القاضي بتشديد العقوبة بحق المتعاملين بغير الليرة السورية ساهم بحماية المواطنين من التعرض لعمليات الاحتيال بالعملة المزورة، لكون عمليات الحوالات غير المشروعة يتم الاعتماد فيها على أشخاص غير محترفين وغير مضمونين، ومن الممكن أن يتم استبدال مبالغ صحيحة بأخرى مزيفة لكون لحظة التسليم حرجة، ولا يتاح لمستلم الحوالة التأكد من سلامة المبلغ المستلم.
من جهة أخرى بين معروف أنه تم ضبط عصابات نصب واحتيال في موضوع الآثار، لافتاً إلى أن أغلب الحالات تتم لتماثيل، موضحاً أن القطع الأثرية نوعان منها أثري ذو قيمة يكون عمر القطعة فوق 200 سنة ومنها أثري غير ذي قيمة وهو لقطع أثرية متوفرة بكثرة مثل القروش، منوهاً بأن تحديد قيمتها يتم من قبل مديرية الآثار.
وأشار إلى ضبط فرع الأمن الجنائي بحمص لقضية تهريب آثار، حيث تم ضبط قطع تماثيل أصلية معدة للتهريب خارج البلاد.
ولفت إلى أن أغلب عمليات التهريب عبارة عن نصب واحتيال، لقطع يتم تعتيقها عن طريق دفنها أو كسر طرفها لإيهام المشتري بأنها أصلية وهذه الحالات موجودة بكثرة.
أدوية وماركات مزورة
وكشف معروف عن ضبط حالات تزوير لماركات صناعية وغذائية معروفة، منها شامبوهات، ومتممات غذائية، محذراً من خطرها لأن لها تأثيراً مباشراً على الصحة.
ولفت إلى ضبط 3 مستودعات تحتوي على مواد مرتفعة الثمن تدخل بمعالجة الأسنان، على خلفية تقدم منتجها بشكوى بعد أن فؤجئ بها في الأسواق، كما تم ضبط حقن مرتفعة الثمن في مشفى تشرين باللاذقية بعد أن أثبتت الشركة المستوردة أنها لم تزود المشفى بها ومنذ مدة طويلة، مضيفاً: «يتم التفتيش عن الطريقة التي دخلت بها البلاد».
وأشار إلى ضبط مواد غذائية في ثلاث مستودعات كبيرة في محافظة دمشق تحتوي على كميات كبيرة من الكونسروة والبهارات، تم تزوير لصاقاتها، كما تم ضبط 6 ورشات تصنع مادة مزيل الشعر في قدسيا والحريقة، كما أنه يتم تصديرها، لافتاً إلى أن صاحب الشركة اشتكى على شركة الشحن التي تصدر مادة ليست من تصنيعه.
وفيما يتعلق بموضوع الأدوية أكد معروف أنه تم ضبط الكثير من المتممات والأدوية الجنسية المزورة، موضحاً أنه يتم تزوير الغلاف بالتعاون مع أصحاب مطابع.