قال مسؤولون أميركيّون لصحيفة «نيويورك تايمز»، أمس الإثنين، إنّ تونس وسلطنة عُمان قد تكونان الدولتين المقبلتين اللتين تنضمّان إلى «اتفاقات أبراهام» بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
ويشكّل احتمال تطبيع تونس علاقاتها بإسرائيل مفاجأة، نظراً للمعارضة الواسعة للتطبيع فيها وتصريح الرئيس، قيس السعيّد، أكثر من مرّة وعلناً أنّه ضد التطبيع.
وقال السعيد بعد الإعلان عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات إنّ «الحق الفلسطيني ليس صفقة ولا بضاعة أو مجرد سهم في سوق تتقاذفها الأهواء والمصالح»، ومع ذلك، رفض السعيد التعليق على قرار التطبيع الإماراتي، وعزا ذلك إلى أن تونس «لا تتدخّل في اختيارات بعض الدول ولا نتعرض لها، ونحن نحترم إرادة الدول، فهي حرة في اختياراتها وأمام شعوبها، ولكن لنا أيضاً مواقفنا التي نعبر عنها بكل حرية، بعيداً عن إصدار بيانات للتنديد بهذا الموقف أو ذاك».
وأضاف المسؤولون الأميركيّون: إن الاتفاقات قد تتوسّع لتشمل دولاً في آسيا وجنوب الصحراء الأفريقيّة، حتى بعد خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من منصبه ودخول الرئيس جو بايدن.
وكتبت «نيويورك تايمز»، حسبما ذكر موقع «عرب48»، أنّ الحوافز التي قدّمتها الولايات المتحدة للدول العربيّة للتطبيع قد تسقط قريبًا، إمّا بسبب رفض الكونغرس لها أو من إدارة بايدن.
والحوافز التي أشارت إليها الصحيفة هي، بالنسبة للسودان رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وللمغرب الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربيّة، وللإمارات الحصول على صفقة أسلحة متطوّرة، منها طائرات F35.
في السياق، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان عبر حساب «إسرائيل بالعربية» التابع لها على تويتر: «ستسيّر شركة طيران العال الإسرائيلية أول رحلة من إسرائيل إلى المغرب اليوم الثلاثاء».
وأضافت الوزارة، أمس الاثنين، «تجسيداً للعلاقات الثقافية المشتركة سيتم وضع رموز «الكف» أو «الخمسة» إلى جانب الرقم 555 على الطائرة، إلى جانب عبارة السلام بالعربية والعبرية والإنجليزية وأعلام المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة».
وقالت شركة «العال» أكبر شركة طيران في إسرائيل أول من أمس الأحد إن الطائرة سوف تقل وفداً أميركياً إسرائيلياً مشتركاً، متوقعة أن تستغرق الرحلة المباشرة التي تحمل رقم LY555 نحو 6 ساعات.
وكان مصدر دبلوماسي مغربي كشف لـ «سبوتنيك» في وقت سابق أن الوفد الإسرائيلي سيكون على رأسه جاريد كوشنر، يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث يوقع الجانبان عدة اتفاقيات في مجالات مختلفة، منها الاستثمار والاقتصاد والطيران المدني والموارد المائية والطاقة، إلى جانب اتفاقيات أخرى في المجالات الإدارية.
ويضم الوفد الأميركي الإسرائيلي برئاسة كوشنر، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط آفي بيركويتس، ومدير هيئة مالية التنمية الدولية الأميركية آدم بروهلر، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات.
وقال المتحدث باسم الحكومة المغربية سعيد امزازي، أول من أمس الأحد، إن تسيير رحلات جوية بين بلاده وإسرائيل سيكون على رأس جدول المحادثات التي سيجريها وفد أميركي إسرائيلي لدى زيارته.
وأضاف إن المغرب يولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية مع إسرائيل.
وفي سياق حديثه مع مراسل إذاعة «كان»، أشار امزازي وهو أيضاً وزير التربية والتعليم إلى أنه عملاً بتوجيهات العاهل محمد السادس تم إدخال مواد إلى المنهاج الدراسي حول التاريخ والحضارة اليهودية، مشيراً إلى أنها فرصة لتربية الجيل الناشئ على قيم التسامح والتعايش، حسب زعمه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في العاشر من الشهر الجاري استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل، في إطار خطة السلام الأميركية المزعومة في الشرق الأوسط، مع اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على منطقة الصحراء الغربية التي تتنازع الرباط وجبهة البوليساريو السيادة عليها.
وتبع ذلك، إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس استئناف الاتصالات الرسمية الثنائية والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في أقرب الآجال، وفق بيان صدر عن الديوان الملكي، مشدداً على أن ذلك «لا يمس بأي حال من الأحوال، الالتزام الدائم والموصول للمغرب في الدفاع عن القضية الفلسطينية العادلة، وانخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشرق الأوسط.