قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية: إن تصديق الكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون شرعنة البؤر الاستيطانية، يعد جريمة حرب، تضاف إلى ملف الجنايات الدولية.
ودعا اشتية في كلمة له في مستهل جلسة الحكومة الفلسطينية الأسبوعية، المجتمع الدولي إلى عمل كل ما يمكن لمواجهة المشروع الاستيطاني برمته وإدانته ووقفه ومقاطعة مخرجاته، مؤكداً أن الاستيطان بكل أشكاله وأماكنه غير شرعي وغير قانوني، حسبما ذكرت صحيفة «القدس العربي».
وينص مقترح القانون على أن حكومة الاحتلال ستمنح مكانة قانونية، وتعمل على شرعنة البؤر الاستيطانية بموجب قرار صادر عن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «كابينيت» منذ عام 2017، وحتى ذلك الحين يتعين على الوزارات الحكومية تقديم الخدمات الأساسية للمستوطنين، الذين يسكنون تلك البؤر الاستيطانية.
جاء في تفسير القانون أن «الحكومة قررت تنظيم وتسوية جميع البؤر الاستيطانية والمباني الاستيطانية العشوائية التي أقيمت في السنوات العشرين الماضية».
ولمنع المساس بالمستوطنين وتفادي عمليات الهدم والإخلاء، ستعترف جميع الوزارات الحكومية بالبؤر الاستيطانية، وستتعامل معها على أنها قانونية، بغرض تحويل الميزانيات إليها بشكل منتظم».
وجاء ذلك، في ظل ما تشهده المناطق الفلسطينية، منذ الأسبوع الماضي، من هجمات إرهابية للمستوطنين، تخللها الاعتداء على المواطنين بالسلاح، وحرق محاصيلهم واقتلاع الأشجار، ضمن المساعي الرامية لطردهم قسراً من أراضيهم، لمصلحة توسعة الاستيطان.
إلى ذلك فقد رحب اشتية بالبيان المشترك لوزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين، الذي أكد قرارات الشرعية الدولية وقرارات العرب ومبادرتهم للسلام، والذي أكد أن فلسطين تعتبر قضية العرب المركزية، وأن مطالبة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، تشكل مدخلاً جدياً وحقيقياً لإنجاز السلام على أرضية القانون الدولي والشرعية الدولية.
وعقد وزراء خارجية فلسطين رياض المالكي، والمصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، اجتماعاً في القاهرة، السبت الفائت، جرى خلاله تأكيد أن حل القضية الفلسطينية يقوم على أساس حل الدولتين، استناداً للشرعية الدولية، وأن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للعرب.
على خط مواز، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية من خلال تنفيذ المشروع الاستيطاني في منطقة الرأس غرب مدينة سلفيت شمال الضفة، تعمل على إسقاط حل الدولتين وإنهاء عملية السلام.
وقال خلال لقاء ضمّ هيئة مقاومة الجدار والاستيطان والقوى الوطنية، وبلدية سلفيت، واللجنة الزراعية، في المركز الجماهيري، على ضوء الاعتداءات المستمرة وإقامة بؤرة استيطانية في المنطقة، إن المشروع الاستيطاني بمنطقة الرأس غرب مدينة سلفيت يهدف إلى تقسيم الضفة الغربية إلى كانتونات لإنهاء إقامة الدولة الفلسطينية.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» عن عساف قوله: «هذا المشروع الصهيوني بالمنطقة هو من أخطر المخططات بالضفة الغربية»، مؤكداً أن الأمر يتطلب المزيد من الصمود والتصدي لهذه المشاريع.
وأشار إلى أن الهيئة ستُجند كل الإمكانات والموارد لمواجهة المُخططات الاستيطانية في منطقتي خلة حسان والرأس وباقي المناطق المُستهدفة، وتقديم كل الدعم للمزارعين من خلال تجنيد متطوعين وتوفير غرف زراعية وأشتال لتعزيز الصمود في الأراضي.
وأوضح عساف في كلمته أن القيادة الفلسطينية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، يضعون ملف المقاومة الشعبية على سلم الأولويات في هذه المرحلة لاستنهاض الطاقات الشعبية لمواجهة الاستيطان وعمليات الضمّ ومصادرة الأراضي.
في السياق، توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين جنوب قطاع غزة المحاصر وجرفت مساحات من أراضي الفلسطينيين.
وذكرت وكالة «معا»، أن قوات الاحتلال توغلت بعدد من الآليات العسكرية شرق رفح جنوب القطاع المحاصر وقامت بتجريف مساحات من أراضي الفلسطينيين.
وتتوغل قوات الاحتلال يومياً في أراضي الفلسطينيين على أطراف قطاع غزة المحاصر وتقوم بتجريفها لحرمانهم من زراعتها والاستفادة منها في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه عليهم منذ سنوات.
ومن جانب آخر جددت بحرية الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الإثنين استهداف الصيادين الفلسطينيين في البحر شمال قطاع غزة المحاصر بنيران أسلحتها الرشاشة.
وتتعمد قوات الاحتلال استهداف الصيادين في بحر غزة بإطلاق النار عليهم وملاحقتهم والاستيلاء على مراكبهم لمنعهم من مزاولة مهنة الصيد التي تعد مصدر رزقهم الوحيد في ظل الحصار الجائر الذي تفرضه على القطاع.
في السياق، أصيب خمسة فلسطينيين واعتقل آخر خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة نابلس في الضفة الغربية.
وذكرت وكالة «وفا»، أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين بالرصاص، كما قامت قوات الاحتلال باعتقال شاب، كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين بالضفة الغربية.