التقى بروجردي وأكد أن الدول التي تستهدف الاستقرار في المنطقة تستخدم الإرهاب الاقتصادي والاغتيالات … المقداد: الانتخابات الرئاسية ستجري في موعدها ولن يكون هناك ربط بينها وبين نجاح «الدستورية»
| وكالات
أكد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها في منتصف عام 2021 ستجري في موعدها، وأنه لن يكون هناك ربط بينها وبين نجاح عمل لجنة مناقشة الدستور، وفي الوقت نفسه أكد أن الدول التي تستهدف الاستقرار في دول المنطقة انتقلت اليوم إلى سياسات الإرهاب الاقتصادي والاغتيالات.
والتقى المقداد أمس معاون الشؤون الدولية في جامعة آزاد الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاء الدين بروجردي والوفد المرافق له، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
وأكد المقداد خلال اللقاء، أن الدول التي تستهدف الاستقرار في دول المنطقة انتقلت اليوم إلى سياسات الإرهاب الاقتصادي والاغتيالات وكان على رأس المستهدفين العلماء من أمثال الشهيد محسن فخري زاده ما يظهر أهمية العلم والعلماء في نضال شعوبنا في مواجهة أعدائها، مشيراً إلى ضرورة تطوير العمل المشترك وتعزيز التعاون العلمي والأكاديمي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية.
من جانبه قال بروجردي: إن العلاقة الأخوية التي تجمع بين شعبي وقيادتي البلدين أقوى من أن تؤثر فيها أي جهة ولن تغير من عمقها وثباتها محاولات الأعداء ومؤامراتهم أينما كانوا معتبراً أن النضال في مجال العلوم والمعرفة هو ساحة جديدة من ساحات النضال ولا بد من تعزيز التعاون بين البلدين في هذه المجالات.
حضر اللقاء السفير رضوان لطفي مدير إدارة آسيا وعبد اللـه حلاق مدير مكتب الوزير ورؤى شربجي من مكتب نائب الوزير، كما حضره من الجانب الإيراني السفير جواد ترك آبادي سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دمشق ومدير العلاقات العامة في جامعة آزاد الإسلامية الدكتور صالح فكر ورئيس جامعة آزاد في كرمان الدكتور منظري توكلي وإبراهيم ولي بور من السفارة الإيرانية بدمشق.
في الأثناء، قال المقداد في مقابلة نشرتها وكالة «سبوتينك» الروسية، في رده على سؤال حول إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية في حال إخفاق لجنة مناقشة الدستور في التوصل إلى اتفاق: «من الواضح جداً أننا جميعاً سنعمل على أساس الدستور الحالي حتى نضع دستورًا جديدًا، وهذا أمر تعرفه اللجنة الدستورية جيدًا»، مضيفاً: إن الانتخابات ستجري حسبما ينص عليها الدستور الحالي.
وأكّد المقداد، أنه «لن يكون هناك ربط بين عمل اللجنة الدستورية الحالية والانتخابات المقبلة التي يجب إجراؤها بالضبط في الوقت المحدد بموجب الدستور الحالي».
وأشار المقداد إلى أن «اللجنة الدستورية جاءت كنتيجة لمخرجات مؤتمر سوتشي، ونحن بالفعل اتخذنا الإجراءات اللازمة للمساهمة في إنجاح هذه الجهود، وشكّلنا الوفد الوطني»، مضيفاً: «نحن نعلم أن الأشخاص الذين تم تعيينهم يجب أن يأخذوا في اعتبارهم مصالح سورية، التي يجب أن تكون مستقلة وذات سيادة، وأن تؤسس دستورا يخدم سلامة أراضي ووحدة الشعب السوري».
وأضاف: «من المبكر الآن الحديث عن نجاح أو إخفاق اللجنة الدستورية، ولكننا نأمل نجاحها»، وتابع: «الأزمة تكمن في هل الطرف الآخر لديه نفس المصلحة في المساهمة في نجاح عمل اللجنة الدستورية»، موضحاً أنه «على سبيل المثال، اتفقنا على عقد جولة رابعة من المفاوضات، لكن الطرف الآخر لم يكن ملتزما بمواضيع وأجندة الجولة الرابعة، كانوا يناقشون قضايا أخرى، ما يظهر أنهم غير عازمين على العمل في اتجاه جيد».
وأوضح المقداد، أن «العامل الأهم الذي يضمن نجاح عمل اللجنة الدستورية هو أن تكون بقيادة سورية، وتناقش القضايا بين السوريين، وأن تأخذ في الاعتبار مصالح الشعب السوري»، وأضاف: «إذا ألزم الطرف الآخر نفسه بهذه المبادئ، أعتقد سيمكننا الوصول إلى نتيجة ما، عدا ذلك، المجموعات التي تسمي نفسها المعارضة ستظل تحت إرشاد الدول الأجنبية للتأثير في الدستوري السوري، وهذا بالطبع لن يؤدي إلى دستور توافق عليه سورية».
وانتهت الجولة الرابعة من اجتماعات لجنة مناقشة الدستور المصغرة في 11 كانون الأول الجاري في جنيف دون تحقيق نتائج، سوى الاتفاق على موعد وبرنامج عمل الجولة الخامسة التي ستعقد في 25 كانون الثاني.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية والمغتربين، رداً على سؤال بشأن الوجود العسكري الروسي في سورية: «نحن حققنا انتصارات مشتركة ضد الإرهاب، لكن هذا لا يعني أن الإرهاب انتهى، لأن الولايات المتحدة الأميركية تشجع المجموعات الإرهابية على العمل لضمان وجود مبرر لبقائها في المنطقة».
وأضاف: «هذا التشجيع الأميركي يحدث في شمال شرق سورية من خلال دعم المجموعات الانفصالية، ويتجلى ذلك في الدعم الذي تقدمه لتركيا لاحتلال الشمال الغربي، والاحتلال الأميركي المباشر لسورية».
وتابع: إن «الحرب ضد الإرهاب مستمرة بطرق ومعان مختلفة، لأننا بمجرد ما ننجح في تحقيق هدفنا بهزيمة الإرهاب، هم يخلقون مجموعات إرهابية ومجموعات انفصالية مسلحة تستكمل المعركة لتحقيق أهدافهم السياسية»، مشدداً على أن «هذا بالطبع يجب مواجهته، لأن روسيا ليست بعيدة عن سورية».
وأكد المقداد، أن «الوجود العسكري الروسي ليس مفيداً فقط، بل ضرورياً أيضا».
وفي سياق آخر، قال المقداد في رده على سؤال إن كانت سورية تجري مفاوضات مع روسيا لشراء اللقاح الروسي لفيروس «كورونا» المستجد «سبوتنيك v»: «هناك مناقشات حول ذلك، ونأمل أن يتلقى السوريون لقاح «سبوتنيك V» وبقية اللقاحات الروسية لأن الشعب السوري يثق باللقاحات الروسية أكثر من لقاح فايزر واللقاحات الأخرى».
وحول شروط الحصول على اللقاح إذا كان من الممكن أن تحصل عليه سورية بالمجان، قال المقداد: «نحن واثقون أن الشعب الروسي كريم بما يكفي ليأخذ هذه الجوانب في اعتباره، وخاصة وسط الظروف الخاصة التي تعيشها سورية، من محاربة الإرهاب، والتأثير الاقتصادي الواقع عليها، والبنى التحتية المدمرة إثر الأعمال الإرهابية».