من دفتر الوطن

ماذا تفعل في العطلة؟

| عبد الفتاح العوض

السؤال بشكل مباشر ما خيارات السوريين في أيام العطل؟

ليس لأحد أن يجادل كثيراً في أن كورونا كان له تأثير كبير على مسألة العطل بشكل عام وخاصة أن العالم تحول في كثير من الأحيان إلى عالم عاطل عن العمل.
وفارق كبير بين عطلة استراحة وبين عطلة عن العمل، ولعل هذا الفارق لا يبدو كبيراً هذه الأيام ليس على مستوى سورية فقط، بل على المستوى العالمي.
وبدا في كثير من دول العالم الجدل واضحاً في أن الحظر والحجر هما في وجه آخر تعطل وبطالة وما يعنيه ذلك من انخفاض في دخل الناس.
لن نتحدث عن العالم كثيراً، فلدى كثير من الدول حلولها التي نجد فيها ما يخفف الوجع عن ناسها، لكن نتحدث هنا عن أوجاعنا وعن حالتنا.
لاشك بأن معظم السوريين لم يشجعوا على الحظر ورغم التجربة المبكرة والمحدودة إلا أنهم لمسوا بأن مسألة الحظر في سورية تبدو كما لو كانت تمثيلية سيئة الإخراج.
مطلوب التباعد الاجتماعي، ولكن لا يمكن التباعد في أي مكان، لا على الأفران ولا في الأسواق.

وإن الحكومة لا تستطيع أن تتحمل تكلفة الحظر على الأقل، لا تستطيع أن تعوض عن الذين فقدوا دخلهم من إجراءات الحظر وفي بلدنا كثر الذين يعملون مياومة فإن عملوا أكلوا وإن حُظروا جاعوا.
لذلك، فإن مسألة الحظر تبدو مكلفة من كل النواحي، لكن من الواضح أن العطل في سورية لدى البعض تشبه الحظر، فليس لدى معظم السوريين إمكانات مادية تسمح بأن تكون العطل مثمرة من حيث الاسترخاء أو السفر أو السياحة، فهذه مفردات أصبحت عملياً غير موجودة في قاموس الكثيرين.

البعض يفضل الجلوس في البيت معتمداً على جزء من طبيعته، حيث يفضل الاختباء في «قلعته» حيث الشعور بالأمان.
لكن إن بحثنا أكثر فإن معظم الناس يفضلون القيام بنشاطات حتى لو كانت من باب التسلية وفي هذه الأوقات فإن هذه النشاطات مكلفة جداً، وخاصة مع ارتفاع الأسعار وقلة الدخل وضعف قيمته الشرائية.
لن أتحدث كثيراً عن حالة البيوت في العطل وما زاد من المشكلات الأسرية معتمداً على أن الرجال عرفوا «حدودهم» وأصبحوا أكثر «أدباً» مع زوجاتهم وخاصة أيام العطل.

إذا عدنا إلى السؤال الأول: ما خيارات السوريين في أيام العطل؟

فإن هذه الخيارات كثيرة جداً.. جداً..
الخيار الأول البقاء في البيت.. والخيار الألف البقاء في المنزل.
أقوال:
الغني يقتل الوقت، والوقت يقتل الفقير.
يبحث الفقير عن الغذاء، ويبحث الغني عن الشهية.
من غضّ طرفه أراح قلبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن