في سياق الحرب الكونية على سورية، لم يترك المعتدون وسيلة إلا وجربوها في الميدان السوري مهما كانت طبيعة تلك الوسيلة أو وحشيتها ولا أخلاقيتها، ومن أبشع السلوكيات العدوانية كانت جرائم التدخل تحت إطار إنساني أو بذريعة المساعدة والإنقاذ ومد الأيدي البيضاء التي تمد للشعب السوري في الوقت الذي كان فيه المجرمون يسفكون دماء السوريين ويهجرونهم من دورهم ويستدرجون التدخل العسكري لجيوش العدوان من أجل منع سورية من التصدي للإرهاب.
وقد برزت ظاهرة «منظمة الخوذ البيضاء» التي روج لها على أساس أنها «جماعة من المتطوعين الذين هبوا لنجدة ضحايا الحرب في سورية وتقديم المساعدات الصحية والإنسانية لهم»، ولكن هذه المنظمة التي دخل عناصرها بأثواب ملائكية وإنسانية سرعان ما اكتشفت حقيقتها وظهر دورها وتأكدت طبيعتها بأنها تنظيم إرهابي محترف غايته القيام بأعمال سرية ضد الشعب السوري، وتنظيم مسرحيات استعمال الأسلحة الكيمائية وإلصاق تهمة استعمالها بالحكومة السورية من أجل أن تتخذ دول العدوان على سورية بشكل عام ودول الحلف الأطلسي، الأمر ذريعة للعمل العسكري ضد سورية وجيشها لمنعه من القيام بمهامه الدفاعية الوطنية في وجه الإرهاب.
لقد شكل تنظيم الخوذ البيضاء البريطاني النشأة والرعاية والتمويل في تاريخ الحرب العدوانية على سورية رمزاً للإجرام والوحشية والإرهاب والتلفيق المسرحي، وبات الاسم مقترناً في الذهن بتلك الصفات الساقطة، وتأكد للقاصي والداني حجم الأضرار التي تسبب بها هذا التنظيم لسورية وشعبها كما تأكد حجم الرعاية والاحتضان الذي يحظى به من دول العدوان، يكفي أن نذكر بعملية خروج عناصره من درعا عبر إسرائيل والأردن عند ما تأكد لهم أن الجيش العربي السوري في طريقه لإحكام السيطرة على المنطقة.
اليوم تجاهر السلطة في ألمانيا بتكريم ممثلي هذا التنظيم واستقبالهم كما يستقبل الأبطال، لتؤكد بذلك، وعلى حد ما جاء في بيان وزارة الخارجية السورية، لتؤكد ألمانيا بذلك أنها كانت وما زالت مكوناً من مكونات تحالف العدوان على سورية وراعية للإرهاب فيها، ولكن دمشق التي عرفت كيف تنتصر على الإرهاب، تعرف أيضاً كيف تفضح وتتصدى للإرهابيين وداعميهم وتؤكد أن ألمانيا في سلوكياتها، لها موقع ريادي في دعم الإرهاب والعدوان على سورية.