وزارة الثقافة تحتفي بمبدعيها بتسليمهم جائزة الدولة التشجيعيّة … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: اليوم المبدع السوري متقد في عطائه ولاشيء يعوقه رغم الألم والصعاب
| سوسن صيداوي -ت: طارق السعدوني
منحت وزارة الثقافة جائزة الدولة التشجيعية للعام 2020 للسادة: الشاعر منير محمد خلف في مجال الأدب، المايسترو ميساك نوبار باغبودريان في مجال الفنون، الدكتور عادل محمد داود في مجال النقد والدراسات والترجمة.
هذا ومُنح – بحسب المرسوم- كل فائز من الفائزين الثلاثة المحددة أسماؤهم، مبلغاً وقدره خمسمئة ألف ليرة سورية وميدالية تذكارية مع براءتها، وتم الاحتفال بالفائزين وتسليمهم الجوائز في مبنى وزارة الثقافة بدمشق، بحضور اللجنة والإعلاميين.
كلمة الثقافة
بداية عبرت وزيرة الثقافة لبانة مشوح عن سعادتها الكبيرة بالحضور الإبداعي المتنوع الذي جاءت طلباته للوزارة للترشح للجائزة التشجيعية، مشيرة بأن الطلبات كلّها كانت من أساتذة سواء بالفنون أم الآداب أو النقد والترجمة مبشرة بالموروث الثقافي السوري الباقي متتالياً ومستنيراً مهما اشتدّت الصعاب على الوطن الحبيب سورية، وفي تصريحها الخاص لـ«الوطـن» تابعت «المبدع السوري لن يتوقف عطاؤه، المبدع السوري منذ الحضارات الأولى هو مبدع، وهذا ما أشرت إليه في كلمتي في افتتاح أيام الفن التشكيلي، فالعين السورية كانت ظاهرة وواضحة تراقب العالم وترصد الجمال في كل مكان، واليوم المبدع السوري فنوناً وأدباً ومفكراً متقد في عطائه ولاشيء يعيقه، وربما أحياناً كل ضارة نافعة وقد يكون من الألم والصعاب تخرج الإبداعات، ونحن لا نريد لشعبنا أن يتألم، ولكنها الظروف القاسية التي فرضت علينا جميعاً، ولابد لنا أن نتعايش معها ونتجاوزها، وسنفعل بإذن الله».
فرحة عامرة
في غمرة كبيرة من السعادة والفرح، عبر كل من الفائزين المايسترو ميساك باغبودريان، والشاعر منير خلف، والمفكر د. عادل داود، عن فرحتهم بالفوز بالجائزة، وعلى الثقة الكبيرة التي منحتهم إياها وزارة الثقافة أولاً واللجنة ثانياً، مبشراً كل واحد منهم مع وعد صادق بالمتابعة بمجال إبداعه، ومحققاً رسالته التي اختارها في حياته ولبلده، من دون أن يبخل بجهده أبداً على أي كان.
لم نلجأ للتصويت
أشار الناقد التشكيلي سعد القاسم وهو عضو تحكيم في اللجنة التي اختارت أسماء المرشحين لجائزة الدولة التشجيعية، بأنهم نادراً ما لجؤوا إلى التصويت في هذا العام بالذات، مضيفاً «هذه الجائزة بالذات تتطلب منا جهداً مضاعفاً، لكونه علينا الاطلاع على كل طلبات الترشح الواردة إلى وزارة الثقافة، لهذا عندما يكون في اللجنة اتفاق على اسم معين، هذا الأمر يمنحنا نوعاً من الطمأنينة، وبأن خياراتنا كلها دقيقة، وأضيف إن عدد الطلبات المتقدمة يبعث في النفس الراحة أيضاً، رغم الظروف الدائرة بالبلد، وفي هذا العام بالذات لم نحجب أي جائزة على عكس الأعوام السابقة، وكما أشرت أعلاه فإننا كنا مجمعين على الجوائز الثلاث ولم نحتج إلى تصويت، كما أن الفائزين لهذه الدورة أنا واثق بأنهم سيدفعون زملاءهم ويشجعونهم للتقدم إلى الجائزة في الأعوام القادمة».
الجائزة احترام للثقافة وللفعل الثقافي
من جانبه اعتبر د. راتب سكر أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة التشجيعية، أن هذه الدورة تميّزت بالتقدير الواضح لكل الطلبات التي قُدمت للوزارة، لكونها تمّ الاطلاع عليها جميعاً ودراستها ومناقشتها، وحتى لو فازت ثلاثة أسماء فقط، فبنظره الفوز يطول كل الطلبات التي تبشّر حقاً بالإبداع الثقافي والفني السوري، مضيفاً» تميّزت هذه الدورة بعدد كبير من الطلبات لأشخاص يمثلون الثقافة، وبعض المتقدمين كالمايسترو ميساك باغبودريان هو جدير بالجائزة التقديرية أيضاً، ولكن بما أنه في مرحلة من العمر تسمح للتقدم للجائزة التشجيعية، تقدم وفاز، وهذا دليل على احترامه للثقافة وللفعل الثقافي، هذا من جهة ومن جهة أخرى ناقش أعضاء اللجنة وقدموا دراسات جادة للمنجز الذي قُدم، بمعنى بمجرد التقديم لهذه الدورة والاطلاع على الطلبات، هو بحد ذاته تقدير للمبدعين عموماً، لكون الطلبات دُرست ونوقشت بكل اهتمام، وبالتالي فهو تقدير للجائزة أيضا، لكون المتقدمين لهم تعاطٍ جاد في الشأن الثقافي والفني في سورية».
في التعريف
تم إحداث كل من جائزة الدولة التقديرية وجائزة الدولة التشجيعية، بموجب المرسوم التشريعي رقم / 11 / لعام 2012 الصادر عن رئيس الجمهورية بشار الأسد، الجائزتان تُمنحان سنوياً من وزارة الثقافة لمواطني الجمهورية العربية السورية في مجالات الفنون والآداب، ولا يجوز اقتسامهما كما لا يجوز منحهما إلا للأحياء.
يُمنح الفائز بجائزة الدولة التقديرية مبلغاً قدره مليون ليرة سورية وميدالية ذهبية مع براءتها، بعد أن تتم تسميته من قبل لجنة سنوياً مشكّلة في وزارة الثقافة، تسمى « لجنة جائزتي الدولة التقديرية والتشجيعية»، وتكون برئاسة وزير الثقافة وعضوية ستة أشخاص من ذوي الكفاءة والاختصاص في مجالات العلوم الإنسانية والفنون والآداب، يسميهم وزير الثقافة كما يسمي أحد العاملين في الوزارة أميناً للسر في تلك اللجنة، والأسماء الفائزة لهذا العام هي: إسكندر لوقا في مجال الأدب، إحسان عنتابي في مجال الفنون، وهب رومية في مجال النقد والترجمة.
في الاختصاصات
تمنح جائزتا الدولة التقديرية والتشجيعية للمبدعين والمفكرين والفنانين تقديراً لعطائهم الإبداعي والفكري والفني وذلك في المجالات التالية:
*جائزة في الفنون في إحدى الاختصاصات التالية: الموسيقا -المسرح -السينما -الفنون التشكيلية والتطبيقية -الاتصالات البصرية.
*جائزة في الآداب في إحدى الاختصاصات التالية: الشعر -الرواية -القصة القصيرة -المسرحية -أدب الأطفال.
*جائزة في النقد الأدبي والفني والدراسات الأدبية واللغوية والترجمة والعلوم الإنسانية.