ثقافة وفن

يا يوم ميلاده المجيد.. كم هو درب الآلام طويل؟!

| الوطن

| إسماعيل مروة

يسوع…
كلمة الله إلى العذراء
مكلّم الناس في مهده
منح البراءة المعجزة للعذراء البتول
فكانت أماً.. وكانت قداسةً
ما مسّها بشر
وكان يسوع المبّرأ والمبرئ
يسوع
كلمة الهداية لمجتمع جاهل لا يدري
كان يغطّ في جاهلية
في كفر
في وثنية
في تيه
وبحبه ومحبته غيّر الكون
كان كلمة هداية
إعجازه الحب
رسالته التسامح
منهجه الحق
علّق اللؤلؤ على الأجياد
آكل ظالميه
أحبَّ أعداءه وأمرنا أن نحبهم
عرف ما يضمرون وتجاهل!
يريد الهداية
برأ المجدلية
ألقوا حجارتهم من أيديهم
لا مكان للحجارة مع البريء
وقبل أن يغادر يسوع حملوا حجارتهم
رجموا البريء
قتلوا البريئة
نسوا قبل حياته السرمدية وصيته
مشى معهم إلى عشائه الأخير
يعرف أنه الأخير
لكنه مشى إليه بحب
أراد أن يحمل خطايانا
حمل خطايانا يسوع
في ذلك اليوم
في مغارة.. مع براءة الخلق جاء يسوع
جاء كلمة
قال كلمة
جاء حباً
عاش حباً
أنقذ من جهل وما سمعوا
اليوم يا يسوع أقبل
شام مجدليتك
شام مجدلية الرب
إنسانها مصلوب ظلماً
لا أحد يسحب الحجارة من أيدي راجميها
لا أحد يدعو لمصلوبها
كم يحتاجك مهدك يا يسوع
باب مغارتك مقفل على طهرك
براءة الراعي تنتظر
والعذراء تحرس مغارتك
أقبل يا يسوع
طهرنا وقد تلوثنا
حملت خطايانا وكم بقي من خطايا
حملت الكثير ولم نتطهر
أيا يسوع.. نحن أبناؤك
نحن من آمن بكلمتك
نحن من آمن بالحب
أما من لفتة لنا في ميلادك؟!
خلصنا ونحن نؤمن بك
خلصت أعداءك
أحببتهم
طلبت أن نحبهم
آه يا يسوع من درب آلامنا
كم هو الدرب طويل؟!
وكم نحتاج حبك!
أخبرنا أخوك بالسبع العجاف
ها قد رحلت السبع
ورحلت التسع
وقاربت العشر
أما آن الأوان للسّمان؟
نبتهل إليك في ميلادك
نذكرك كل يوم
نرجو محمداً شفاعة
نقنع بتقشف صحابته
نحمل كلماته وأحاديثه
ونتمسك بمحبتك
وعند انبلاج الفجر نأمل
كلّما سلمنا أنفسنا لليل استبشرنا
غداً يغمرنا يسوع بمحبته
غداً يشفع محمد لخطايانا
حزينان أنتما؟
خرجنا عن هديكما
حاولنا أن نأخذ دوركما
حاولنا أن نأخذ دور الألوهه
اشفع لنا يا محمد
ازرع الحب بيننا يا يسوع
قد مسّنا الضر
قد مسّنا القتل
قد مسّنا الضرّ
قد أحاق بنا الدمار!
أين الضرّ؟
أين المرض؟
أين الجوع؟
أما رأى أيوب أشباهه؟!
أما طلب الرحمة لنا؟
سكن يونس قلب الحوت
وسكنّا قلب الموت
قلب الدمار
قلب القتل.. كلنا قابيل
كلنا أبناء قابيل
تركنا جثة أخينا في العراء
لم نتعلم من الغراب!
لم نوارِ سوأته!
يا يسوع اليوم ميلادك
وكل يوم تولد من جديد
انهمر ميلاداً وحباً ونوراً من جديد
خطايانا تنتظر تطهيرك
لا شيء ينوب عن حبك
لا شيء يا يسوع
اخرج من مغارتك علينا
حباً
نوراً
رحمة
اخرج كما شئت
لكن أخرج علينا
لقد قتلنا الظمأ للحب
ننادي به ولا نفعله
أنت سيد الحب والمحبة
طاب يوم ميلادك
مجيد حبك
يزهر هديك
والبراءة ننتظرها
بعد العشر العجاف
ليكون ميلاد شام من جديد
وتبدأ رسالة حب للعالم
أنت يسوعها
وشام مهدها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن