موسكو تدعو واشنطن لتمديد معاهدة ستارت لصالح العالم بأسره … بوتين لا يعتقد أن تغيير القيادة الأميركية سيصعّب الأمر

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، عن طبيعة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة برئاسة جو بايدن.
وقال بوتين خلال اجتماع مشترك لمجلس الدولة ومجلس شؤون التنمية الإستراتيجية والمشاريع الوطنية حسب وكالة «سبوتنيك»: «فيما يتعلق بحقيقة أن قيادة الدولة هناك تتغير وسيكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لنا، لا أعتقد ذلك.. سيكون كالمعتاد.. لا ينبغي أن ننطلق من هذه الفكرة فيما يتعلق بسياستنا المتبعة».
وأشار بوتين إلى ضرورة إدراك الصعوبات أو التهديدات التي ستواجه البلاد، وقال: «يجب توقع هذا مسبقاً وتنظيم عملنا في المجال الاقتصادي، وفي مجال زيادة قدرتنا الدفاعية».
وفي وقت سابق، قال بوتين إن روسيا لا تنوي نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في الجزء الأوروبي من البلاد، وكذلك في مناطق أخرى من روسيا الاتحادية، لكنها سترد بسرعة على نشر الدول الغربية للصواريخ بالقرب من حدودها.
من جانب آخر دعت روسيا الولايات المتحدة الأميركية إلى تمديد معاهدة ستارت الجديدة وذلك لمصلحة العالم بأسره.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن السفارة الروسية في واشنطن قولها أمس في بيان بمناسبة الذكرى العاشرة لتصديق مجلس الشيوخ الأميركي على المعاهدة «إن روسيا تدعو واشنطن إلى استغلال الوقت القليل المتبقي حتى الخامس من شباط المقبل وتمديد معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية (ستارت الجديدة) وذلك لصالح البلدين والعالم بأسره».
وأشارت السفارة إلى أن معاهدة ستارت الجديدة هي آخر اتفاقية ثنائية يمكن التحقق منها بشفافية بشأن الحد من أكبر ترسانتين نوويتين في العالم.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين استعداد روسيا لتمديد معاهدة الأسلحة الهجومية الإستراتيجية ستارت 3 وقال: «لا يوجد يقين بشأن تمديد المعاهدة التي تنتهي في شباط المقبل في عام 2021 لقد أعلنا مراراً عن استعدادنا للتمديد في العام المقبل ولا توجد إجابة حتى الآن».
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في شباط 2019 انسحابها من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى الموقعة مع روسيا لتبقى معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الإستراتيجية ستارت 3 التي وقعت في نيسان من عام 2010 المعاهدة الوحيدة النافذة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن الحد من الأسلحة وينتهي العمل بها عام 2021 وحتى الآن لم تعلن واشنطن قرارها بشأن تمديدها.
وفي سياق منفصل قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين حسب موقع «روسيا اليوم»، إنه سيتم تخصيص أكثر من 39 تريليون روبل (نحو 520 مليار دولار) خلال السنوات الثلاث المقبلة لتنفيذ الخطة الوطنية، وهي خطة تنموية شاملة.
وجاء تصريح ميشوستين خلال اجتماع مشترك لمجلس الدولة ومجلس التنمية الإستراتيجية والمشاريع الوطنية في روسيا برئاسة الرئيس فلاديمير بوتين.
ويعد هذا أول اجتماع لمجلس الدولة الروسي بعد الموافقة على التشكيلة الجديدة له، ويترأس المجلس الرئيس الروسي وتعمل في هيكلته 18 لجنة من أجل تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفيما يتعلق بالخطة الوطنية، التي تضم مجموعة من المشاريع التنموية التي تخطط الحكومة الروسية لتنفيذها في السنوات القادمة، قال ميشوستين، إنه تم تنفيذ الكثير من العمل عند إعداد الخطة، حيث تم تشكيل 25 مجموعة عمل مشتركة بين الإدارات في مركز المشاريع الوطنية، وتم تدقيق جميع تفاصيل الخطة، وتحديد أهداف التنمية الوطنية.
ودعا ميشوستين المجلس للموافقة على الخطة المقدمة للبدء بتنفيذها انطلاقاً من بداية العالم المقبل (2021)، وأضاف إن الخطة تحدد مجال مسؤولية كل وزارة وإدارة وسلطة إقليمية.
وتم اعتماد الخطة الوطنية في فبراير 2019 حينها قدرت قيمتها بنحو 25.7 تريليون روبل، وكان من المخطط تنفيذها حتى العام 2024، لكن في ظل المتغيرات التي أصابت الاقتصاد العالمي في 2020 بما في ذلك أزمة كورونا تقرر إدخال تعديلات على فترة تنفيذها.
وكان بوتين قد دعا في مايو 2020 إلى توسيع أفق التخطيط للأهداف والمشاريع الوطنية حتى العام 2030، حيث يجب بحلول هذا الوقت خفض مستوى الفقر في روسيا إلى النصف مقارنة بالعام 2017، وضمان النمو المستدام في دخل المواطنين وفي معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي.
وفي سياق منفصل قال إدمون ماروكيان رئيس كتلة «أرمينيا الساطعة» في البرلمان الأرميني حسب وكالة «سبوتنيك»، إنه يجب على بلاده توقيع اتفاقية أمنية جديدة مع روسيا تتضمن إنشاء قاعدة عسكرية روسية ثانية في سيونيك المتاخمة لأذربيجان.
وأضاف: «يجب أن تتم الإشارة بشكل خاص في الاتفاقية الجديدة، إلى موضوع أمن منطقة سيونيك. وفي هذا الصدد، نعتبر أنه من المهم جداً البدء بمفاوضات عاجلة حول نشر قاعدة عسكرية روسية جديدة في منطقة سيونيك، وستدعم هذه القاعدة العسكرية من جهة نشاط قوات حفظ السلام الروسية في قره باغ، ومن ناحية ستضمن السلام والأمن على المدى الطويل في المنطقة».