على حين تجاهد المغرب لإثبات قدم علاقاتها بالكيان الإسرائيلي، قال وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة: «كنا طلائعيين بكل ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، وهذا حدث عظيم بالنسبة لنا، لكننا لم نبدأ من الصفر»، مشيراً إلى أن الاتصالات بين المغرب وإسرائيل استمرت سنتين وأن استئناف العلاقات بينهما «أثمر في الوقت المناسب».
وأضاف بوريطة: إن المغرب ملتزم بالاتفاق مع إسرائيل وأن العلاقات بين الدولتين ستكون طبيعية وستشمل زيارات ولقاءات في كافة المستويات، ومن ضمنها المستوى السياسي الرفيع، مشدداً على أن «كل شيء سيكون طبيعياً ولا نعتزم السير نصف الطريق».
وسعى بوريطة في لقاء مع موقع «واللا» الإسرائيلي إلى النأي بالمغرب عن الإمارات والبحرين و«اتفاقيات أبراهام»، وقال إنه «قلنا لأصدقائنا الأميركيين ألا تعطوا القميص نفسه للجميع، نحن كنا طلائعيين بكل ما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، وهذا حدث عظيم بالنسبة لنا لكننا لم نبدأ من الصفر، ولذلك فإنه بالنسبة لنا لا يدور الحديث عن إقامة علاقات وإنما عن أكثر من ذلك بكثير، ونحن نستأنف تقاليد العلاقات مع إسرائيل ونريد أن نبني شيئاً للأمد الطويل».
وأشار بوريطة أن المغرب اعترف بإسرائيل في التسعينيات، وأن ملك المغرب السابق قال خلال قمة عربية في الثمانينيات أن على الدول العربية الاعتراف بوجود إسرائيل.
واعتبر بوريطة أن «المغرب هي دولة تريد بناء جسور، ومستعدة لتقديم المساعدة في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، مضيفاً إن الملك الحسن الثاني قدم المساعدة لعملية السلام والملك محمد السادس مستعد للقيام بذلك عندما تكون الظروف ملائمة وإذا طُلب منه القيام بذلك».
واعتبر بوريطة أن «الاتفاق الذي وقعنا عليه يتناول صراعين متواصلين منذ وقت طويل، الصراع في الصحراء الغربية والصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وعلينا التركيز على النتائج».
في السياق، قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس، أن بلاده تعمل على إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع بلد إسلامي خامس قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال الوزير لقناة «واي نت تي. في» أمس الأربعاء: «نعمل في هذا الاتجاه»، مضيفاً: «سيصدر إعلان أميركي عن بلد آخر سيكشف عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأسس اتفاق سلام».
ورفض الوزير تحديد البلد لكنه قال إن هناك «دولتين مرشحتين بقوة إحداهما في منطقة الخليج»، لافتاً إلى أن سلطنة عمان قد تكون منهما.
وشدد الوزير على أن «البلد الآخر المرشح، يقع أبعد باتجاه الشرق، وهو بلد مسلم ليس صغيراً»، لافتاً إلى أنه «ليس باكستان».
وتنتهي ولاية دونالد ترامب الشهر المقبل، بعد الإعلان رسمياً عن فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتوسط البيت الأبيض هذا العام في التقارب بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب الذي استقبل أول من أمس الثلاثاء وفداً إسرائيلياً أميركياً لإرساء أسس العلاقات الجديدة.
وقال مسؤولون أميركيّون لصحيفة «نيويورك تايمز»، الإثنين الفائت، أن تونس وسلطنة عُمان قد تكونان الدولتين المقبلتين اللتين تنضمّان إلى «اتفاقات أبراهام» بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسودان والمغرب.
وأضاف المسؤولون الأميركيّون: إن الاتفاقات قد تتوسّع لتشمل دولاً في آسيا وجنوب الصحراء الإفريقية، حتى بعد خروج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من منصبه ودخول الرئيس، جو بايدن.
وكتبت «نيويورك تايمز»، حسبما ذكر موقع «عرب48»، إن الحوافز التي قدّمتها الولايات المتحدة للدول العربيّة للتطبيع، قد تسقط قريباً، إمّا بسبب رفض الكونغرس لها أو من قبل إدارة بايدن.
والحوافز التي أشارت إليها الصحيفة هي، بالنسبة للسودان رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وللمغرب الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربيّة، وللإمارات الحصول على صفقة أسلحة متطوّرة، منها طائرات F35.