لنا رجاء بأن تتوحد القلوب محبة، ويمسك التسامح الإنسانيّ بالأيادي، لنكون معاً ولنستقبل كلّنا أهل وجيران وأصدقاء ميلاد السيد المسيح.
اعتدت في هذه الفترة أن أسابق الفرح القادم إلى قلبي، كانت روحي مبتهجة تماماً كزينة العيد، وترقص ضحكاتي كأنوار الشجرة المعلّقة، قدماي لم تبتعدا يوماً عن الساحات والطرقات المزينة التي غمرتنا سعادة بحلّتها المتغيّرة المتجددة سعادة وسروراً كل عيد ميلاد يتلو الآخر.
لكن يا طفل المغارة لقد خبا النور أمام الأوجاع والأسقام، والصمت ساد مبتعداً عن الضحكات بسبب الهموم والآلام، تعال بيننا يا يسوع وأضئ مغارتك (سورية) الحبيبة بالفرح، ناشراً الطيب والبخور، نعم تعال بيننا اليوم فنحن نحتاجك أكثر محبة ومغفرة وسلواناً، أزح عن بلدنا الحبيبة سوريتنا كأس المرارة، فقد أثقلتنا وأنهكتنا التجارب، تعال إلينا يا سيدي فلك قد غسلنا قلوبنا استعداداً للاستقبال.
بوح القلب
كلنا نعلم بأن الأب إلياس زحلاوي قد أصيب بفايروس كورونا، وهو اليوم يتماثل للشفاء خلال إقامته بمشفى الفرنسي بدمشق، ولأنه من وإلى الفرح المتجدد والمطلوب في تعاطي الحياة، لا يمكن أن يمرّ عيد ميلاد السيد المسيح إلا بنشر الفرح عبر حفلات جوقة الفرح، ولكن لهذا العام وحرصاً على سلامة الجميع وتماشياً مع القوانين الصحية لتلافي الإصابة بسبب التجمعات، اقتصرت النشاطات على الصلوات الطقسية من دون أمسيات ميلادية لجوقة الفرح.
من جانبه وفي مقال نشر للأب زحلاوي في عام 2011 بمناسبة عيد الميلاد، يسأل الكاهن الجليل ومن بوح قلبه، الطفل يسوع إن جاء اليوم إلينا، ماذا سيجد: «أما اليوم، فماذا عساك تجد، لو خطر ببالك أن تحطّ رحالك، لا في فلسطين وحسب، بل في كوكبنا؟
ألا ترى معي أن الأقوياء في الأرض، صمّموا تصميماً جنونياً على ابتلاع كل ما فيها؟
ألا ترى أيضاً أنهم يسرقون بانتظام أفراح الناس وآمالهم، وصداقاتهم، بل ويسدون آفاقهم جميعاً، بعد أن نجحوا في تدمير الحب والسلام والحياة، وحوّلوا البشر المستضعفين إلى قطعان شاردة، تفترسها الحيرة والرعب واليأس والجوع والعطش والغضب؟
سيدي يسوع، ماذا حلّ بالأرض؟ أفلم يعدْ لك فيها مكان تؤوي إليه، وتحتضن فيه في قلبك الكبير، ملايين الملايين من المعذبين والمحرومين؟ ومع ذلك، فهناك من يصرّون على الاحتفال بذكرى ميلادك في بذخٍ وترفٍ ولهو… من أرضٍ تتهاوى من مظالم، تطول الظالمَ قبلَ المظلوم؟!
وكيف لله أن يتقبّلَ التمجيد في لغاتِ الأرض كلّها، فيما الإنسان، خليفتُه في الأرض… خليفتُه العظيمةُ والوحيدة، مسحوقٌ في كلّ زمان، ومسروقٌ في كلّ مكان..
مسحوقٌ ومسروقُ الروح والحريّة والفرح؟..
لا… لا… لا مجدَ لله في السّماء، في غيابِ الكرامةِ للإنسان على الأرض.
أوَلم يقل أحد الشّرقيّين قديماً: «مجدُ الله، إنما هو الإنسان الحي».
عسَى أن يصيرَ إنساناً حيّاً، حرّاً، قويّاً… فيشرق فجر ميلاده من أرضه الثكلى، وبيديه المجبولتين بطيب ترابها.
صار في سكر
من إنتاج كنيسة اللاتين /دمشق، وتحت إشراف رواد زينون، انتشرت بشكل سريع على مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الإذاعات والتلفزيونات المحلية والعربية، أغنية (صار في سكر) غناء: ليندا بيطار، إلقاء الشعر: سلاف فواخرجي، كلمات: سام عبد الله، شعر: رامي كوسا، التوزيع الموسيقي: حازم جبور، وفي إخراج الفيديو كليب: مجد درويش.
عناصر العمل مضافا لها الإضاءة والديكور والشعر والمكياج، كلّها تعاونت بمحبة من أجل أغنية (صار في سكر) التي انطلقت احتفالاً بمناسبة عيد الميلاد المجيد.
حول تفاصيل العمل يخبرنا أكثر المشرف رواد زينون: «الفكرة انطلقت من كنيسة اللاتين بدمشق، حيث كنا نفكر بأن ننتج عملاً بمناسبة عيد الميلاد المجيد، فاتفقنا بأن نجسد روح الميلاد، عبر أغنية ويتخللها إلقاء للشعر، مصورة بطريقة الفيديو كليب. وبالفعل مباشرة تم التواصل مع المغنية ليندا بيطار وجاء الاتفاق بأن تغني شيئاً مختلفاً للميلاد، عبر مشاركتها بإلقاء شعر محكي من قبل الفنانة سلاف فواخرجي.
من السكر… ليندا بيطار
ومن خلال تواصلنا مع المغنية ليندا بيطار، تحدثت في تصريح لـ «الوطـن» عن مشاركتها بأغنية (صار في سكر): «أثناء التحضيرات لإقامة أمسية ميلادية في كنيسة اللاتين بدمشق، تم الاقتراح بأن نقوم بتجديد ترنيمة ميلادية قديمة، ولكنني شرحت لهم بأنه من خلال تعاوني مع صديق لي، اعتدت في كل عام بأن نقدم ترنيمة كمعايدة للجمهور، وأحب لهذا العام بأن نقدم شيئاً مضافاً. وبالتالي أثناء الاجتماعات للتحضيرات، اقترحنا بأن يشاركني فنان « ممثل» ووقع الاختيار على الممثلة سلاف فواخرجي، التي رحبّت مشكورة بالفكرة، وانتقلنا بعدها لمرحلة التنفيذ. وأثناء البحث كان تفكيرنا الشاغل بأن يكون الشعر بمعناه وبساطته ودفئه مصوباً مباشرة إلى قلب الجمهور، لهذا تواصلنا مع الكاتب رامي كوسا حيث ألف لنا الشعر المحكي الذي ألقته الفنانة فواخرجي، وختاما أحب أن أشير إلى نقطة مهمة وهي بأنني شعرت بهذه الظروف بالذات، بأنه علينا أن نقدم عملاً فنياً يكون ملامساً للجمهور لما يحمله من بساطة العاطفة والمحبة سواء أكان بالأغنية أم بالشعر أم حتى من خلال الفيديو كليب. وأخيراً وبحسب الأصداء التي وصلتنا من انتشار الأغنية عبر المحطات المتلفزة أو الإذاعية ومواقع التواصل الاجتماعي، أجد أننا وُفقنا».