تجربة الخبز الذكي تفضح عورات أفران حلب.. والنتائج الأولية إيجابية … هزاع لـ«الوطن»: المخابز مستمرة بعملها خلال العطلة لتأمين رغيف الخبز بجودة عالية .. لا ازدحامات.. خبز فائض مكدس .. بيع من دون بطاقات وبسطات الأرصفة نشطة
| علي محمود سليمان
صرح مدير عام المؤسسة السورية للمخابز زياد هزاع لـ«الوطن» بأن كل المخابز العامة التابعة للمؤسسة في المحافظات مستمرة بالعمل خلال أيام العطلة وعيدي الميلاد ورأس السنة من دون أي تغيير في آلية العمل، للمحافظة على توفير رغيف الخبز للمواطن بالجودة المطلوبة.
وأوضح هزاع أنه لم يتم وضع أي جدول للمناوبات بين المخابز، مضيفاً: وهي ستعطل فقط في أيام العطلة الأسبوعية الدورية لكل مخبز.
وأكد مدير المخابز أن الطاقة الإنتاجية للمخابز تغطي حاجة المستهلك في جميع المحافظات وليس هناك حاجة لزيــادة الكميات المخصصة من الدقيـق في الوقت الحالي، وفي حـال ظهــور أي حاجة لزيادة مخصصات أي مخبز سيتم تزويده بها بشكل فوري.
مشيراً إلى أن المؤسسة تعمل بشكل دائم على تأمين مستلزمات صناعة الرغيف من دقيق وخميرة وسواها بهدف توفير مادة الخبز للمواطنين بشكل يومي في المحافظات، موضحاً أنه لم تعد تصل إلى المؤسسة أي شكاوى تتعلق بسوء جودة رغيف الخبز وذلك منذ تاريخ بدء تزويد المخابز بالدقيق المستخلص من القمح الطري.
وفي سياق متصل لفت هزاع إلى أن المرحلة التجريبية الأولى لبيع الخبز عبر البطاقة الإلكترونية في محافظة حلب قد بدأت يوم الخميس الماضي وكانت النتائج الأولية إيجابية ولم تشهد المخابز أي حالات ازدحام وجرى بيع الخبز عبر البطاقة بطريقة مريحة لجميع المواطنين، وسيتم الانتقال إلى المرحلة التالية لتطبيق المشروع في جميع المخابز بمحافظة حلب، ومن ثم الانتقال إلى محافظة حمص التي يجري التحضير لها حالياً، وبذلك بيع الخبز عبر البطاقة الإلكترونية سيشمل 7 محافظات وهي دمشق وريف دمشق واللاذقية وطرطوس وحماة وحلب وحمص.
وبينّ مدير السورية للمخابز أنه مع بداية العام القادم ستبدأ المؤسسة بتنفيذ الخطة الاستثمارية الجديدة التي تشمل وضع خطوط إنتاج جديدة في الخدمة وافتتاح مخابز جديدة في المحافظات إضافة إلى إجراء الصيانات الدورية لخطوط الإنتاج الحالية.
| حلب- خالد زنكلو
فضح التعامل بالبطاقة الذكية خلال الأيام الثلاثة الماضية لشراء الخبز التمويني عورات الأفران في حلب لجهة وجود فائض في الرغيف من دون ازدحامات للحصول عليه، بخلاف ما كان عليه الوضع قبل سريان مفعول تطبيق البطاقات الخميس الماضي.
أسئلة كثيرة على الجهات الرقابية المعنية في حلب الإجابة عنها للكشف عن طرق الهدر الشائعة والمستترة، في آن واحد، التي تكلف خزينة الدولة أموالا طائلة لمصلحة فئة قليلة مستفيدة، ولتحديد مخصصات حلب الفعلية بشكل دقيق من الدقيق التمويني مستقبلا بعد أن أظهرت فترة بيع الخبز عبر «الذكية»، على الرغم من صغرها وكونها في طور التجريب، مدى التلاعب بتصريف كميات كبيرة من الخبز للسماسرة بهدف بيعه بأضعاف سعره التمويني على البسطات، التي ما زالت نشطة بحركتها المعتادة، أو بيعه علفاً للحيوانات.
«الوطن» جالت صباح أمس على بعض الأفران في مدينة حلب، ولاسيما الشطر الغربي منها، ورصدت العديد من الملاحظات وردود أفعال المستهلكين وأصحاب المخابز، الذين تحفظوا على الإدلاء بتصريحات أو السماح بالتقاط صور الخبز المنتج داخل أفرانهم.
وبدا واضحاً للعيان أن الأفران الخاصة، ذات الخبز الرديء، نفّرت مستهلكي الخبز منها مع أنها كانت تستقطبهم مرغمين لاقتنائه، بخلاف الحكومية والاحتياطية التي حافظت على صلات الود معهم لكن خفت أعداد الواقفين في طوابيرها إلى العشر تقريباً، دافعهم جودة الرغيف وقلة التلاعب.
يقول أبو ملهم مستثمر أحد الأفران: صار بإمكان الزبائن التأخر حتى الثانية عصراً لشراء الخبز بموجب البطاقة الذكية بعدما كان لزاماً عليهم الحضور في الصباح الباكر للحصول على المادة التي كانت تباع بالكامل في موعد أقصاه الثامنة صباحاً بسبب الإقبال الكبير عليها وقلة مخصصات الفرن!
ويروي أحد مستحقي الخبز، وفق «الذكية»، أنه كان يضطر في بعض الأحيان للوقوف أكثر من ساعتين للحصول على نصف مستحقاته كاملة «بينما بت أحصل اليوم على مخصصاتي كاملة، وهي 4 ربطات يومياً، من دون الوقوف على الدور بعد أن تلاشى الازدحام بين ليلة وضحاها من دون سبب واضح».
ويرى آخر أنه من المبكر الحكم على التجربة المستحدثة «إذ خففت البطاقة الذكية من الازدحام لأن الكثير من المستهلكين كان يلجأ لشراء حاجته من الخبز من السوق السوداء الرائجة في مدينة حلب أو شراء الخبز السياحي المتوافر بكميات كبيرة، على الرغم من ارتفاع ثمنه، ولم يعتد بعد الاعتماد على الأفران التي حدث طلاق معها بسبب الازدحام الكبير أمامها وذيوع المحسوبيات فيها بشكل كبير».
أبو محمد أبدى سروره من انفراج أزمة الخبز بشكل نهائي لكنه اعترض على البطاقة الذكية ذاتها «لأنها خفضت أفراد عائلتي من 8 إلى 4 أشخاص، حالي كحال الكثير ممن يملكونها، على الرغم من أنني قدمت بياناً عائلياً بعدد أفراد عائلتي عند الحصول عليها، وعلي أن أعيد العملية ثانية لتصحيح البيانات لدى مراكز إصدارها».
تتساءل «ن. و«: «أين يذهب أصحاب الأفران بكمية الخبز الفائضة عن طلبات البطاقات الذكية التي فعلت حالياً عن طريق الأجهزة المعتمدة لدى الأفران»؟
ورصدت «الوطن» عمليات بيع لبسطات الخبز من بعض الأفران من دون بطاقة ذكية جراء فائض إنتاجها ومن دون وجود تفسير واضح لكيفية المواءمة بين مخصصات الفرن من الدقيق التمويني وعدد الربطات المنتجة، أو المبيعة فعلياً بموجب «الذكية»!
وتضم حلب راهناً 811 منفذ بيع محددة موزعة بين «الأفران العامة والخاصة وعددها 181 في الريف والمدينة وصالات السورية للتجارة وعددها 30 في المدينة والجمعيات التعاونية الاستهلاكية وعددها 27 في المدينة، على حين يبلغ عدد المعتمدين في الريف وأحياء المدينة 456 معتمداً.