حكاية وطن.. يهدمون ونبني.. يحرقون ونزرع.. مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لـ«الوطن»:إطلاق حملات تشجير احتفالاً بعيد الشجرة
| محمود شاهين
انطلقت حملات التشجير في كل حدب وصوب معلنين الحرب على الأيدي الآثمة التي حرقت وفعلت كل ما فعلته، ولنا الغد المشرق والغلال الوافرة بصدق القول والعمل.
مدير الحراج في وزارة الزراعة الدكتور حسان فارس أكد لـ«الوطن» إطلاق أربع حملات تشجير تشمل الاحتفال بعيد الشجرة في محافظة حماة منطقة مصياف تحت شعار «أرضنا ذهب»، سيتم خلاله دعوة جميع الفعاليات والمنظمات والاتحادات لحضوره والقيام بتشجير المساحات المقرر تشجيرها بالأشجار الحراجية في الموقع، كما تم إطلاق حملة التشجير الأسري في حدائق المنازل أو أقرب مكان للتشجير الحراجي بالنسبة للسكان أو في الحدائق العامة تحت شعار «غاباتنا… حاضرنا… مستقبلنا» والتي سيتم تنفيذها بالتعاون مع اللجان المحلية.
ولفت فارس إلى إطلاق حملة تشجير الأراضي التابعة للجامعات والمدارس العامة والخاصة تحت شعار «نلون جبالنا… بأيادي طلابنا» والتي سيتم تنفيذها بتوفير الغراس اللازمة لزراعة شجرة واحدة أو عدة أشجار مثمرة أو حراجية ضمن حديقة كل منها حسب الموارد المالية والمستلزمات المتوافرة لدى تلك الجهات وذلك بالتعاون مع اتحاد طلبة سورية واتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع البعث، وأخيراً حملة التشجير للنقابات الشعبية والاتحادات والمنظمات تحت شعار «نغرس شجراً… نبني وطناً».
وعن الشروط الإدارية والفنية التي تضمن عدم تعرض الغابات إلى الأذى وبما يضمن إعادة تحريجها وفق أسس فنية وعلمية صحيحة، أكد ضرورة الدخول إلى المواقع الحراجية المعدة للتحريج من خلال المسارات المحددة من الفنيين والسير على الطرق الحراجية المحددة حفاظاً على قوام التربة، وتقسيم الفرق والمشاركين إلى مجموعات لا يزيد عدد الفرقة الواحدة منها على 15 مشاركاً تحت إشراف أحد الفنيين بما يضمن زراعة الغراس بشكل فني صحيح.
وقال: بهدف الوصول بالعمل الحراجي لأعلى مستوى من النجاح لابد من التغلب على المعوقات والمشاكل التي تعترض حماية وتطوير الغابات، وأهم هذه العوائق تكمن في نقص أعداد الآليات وخاصة آليات إخماد الحرائق والآليات الأخرى مثل الدراجات النارية وآليات الخدمة ونقص التجهيزات الالكترونية المتطورة، وضعف إمكانيات مشاتل إنتاج الغراس وخاصة شبكات الري التي تعاني القدم، والحاجة للتدريب في مجال العمل الحراجي وخاصة مكافحة الحرائق وإعادة تأهيل المواقع المحروقة نظراً للحاجة لأساليب أكثر كفاءة وفعالية من الطرق التقليدية المستخدمة.
هذا وعمدت وزارة الزراعة ممثلة بمديرية الحراج بالتنسيق والتعاون مع الوزارات والمؤسسات المعنية ذات الصلة بتنفيذ نشاطاتها، بالعمل على مهام عدة تتمثل في إدارة الغابات بشكل مستدام وحماية الغابات من التعديات والحرائق، ووضع الخطط الإنتاجية والاستثمارية بما يتناسب مع عمل المديرية.
ولفت فارس إلى اعتماد النهج التشاركي بالتعاون مع السكان المحليين بهدف تنمية الغابات وتطويرها وحمايتها وتحسين الوضع المعيشي وفق مشاريع الحراج «إدارة وتنظيم الغابات – تربية وتنمية الغابات – حماية الغابات – الحزام الأخضر»، التي تساهم في إقرار الخطط الإنتاجية السنوية «خطة إنتاج الغراس الحراجية خلال الموسم الحالي 6 ملايين غرسة – خطة التحريج الاصطناعي ما يقارب 4 آلاف هكتار – وخطة التربية والتنمية 5356 هكتاراً، إضافة إلى خطة شق وترميم الطرق الحراجية وخطوط النار بما يقارب 4070 كم.
غابات متدهورة
وأكد مدير الحراج أن الحرائق التي أصابت المناطق الحراجية في الآونة الأخيرة أوصلت المناطق المحروقة إلى مرحلة الغابة المتدهورة، وشكلت خطراً كبيراً على البيئة الحيوية، ما يتطلب من الفنيين العاملين في قطاع الحراج والبيئة إعادة رسم الخطوط الرئيسية لحماية الغابات والبيئة الطبيعية ووضع خطط عمل خاصة للوضع الراهن.
ونوه بالمسارعة إلى تلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمساحات التي تعرضت للحرائق وذلك من خلال حصر هذه الأضرار بتحديد وحصر مساحات هذه الحرائق بدقة بالتعاون مع هيئة الاستشعار عن بعد باستخدام الصور الفضائية العالية الدقة والتي تساعد على حصر مساحة الغابات والمواقع المتضررة بالحرائق وإدارتها وفق نظام المقاسم والقطاعات.
كما أشار إلى العمل على إعداد خرائط رقمية تبين حدود الغابات وحدود المواقع التي تعرضت للحرائق وخرائط لكل موقع على حدة مع ترسيم حدود منطقة الحريق، إضافة إلى المسح الميداني الحقلي من خلال تشكيل لجان متخصصة تقوم بجرد الغابات ورصد الأشجار الحراجية المتبقية والسائدة في المواقع المتعرضة للحرائق وتحديد درجة شدة الضرر إلى جانب توثيق حدود المواقع الحراجية المحروقة وإجراء مسوحات خاصة بها بالاعتماد على الحدود التي تم رسمها على الصور الفضائية.
وتم تنفيذ ورشة عمل في محافظة اللاذقية بحضور الفنيين العاملين في مديرية الحراج ودوائرها بالمحافظات والمديريات ذات الصلة في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وأساتذة الجامعات المختصين بعلوم الغابات وإدارتها وحمايتها، والخبراء المهتمين بالبيئة والغابات، إضافة إلى الشركات الخاصة التي تعمل في مجال البيئة والأرض والاستدامة للموارد الطبيعية.
مضيفاً: من خلال حوار مفتوح تم العمل على أربع مجموعات، كل مجموعة تضع خطة تشمل «إدارة وتنظيم الغابات – آلية حماية الغابات ولإخماد حرائق الغابات – إعادة تأهيل المحميات الطبيعية – التحريج وإعادة تأهيل المواقع المحروقة»، للحصول على نتائج ودراسات وخطط تساهم في إعادة إعمار الغابات وحمايتها وضمان الديمومة والاستمرارية وزيادة المساحة الخضراء.
تقسم الغابات إلى قطاعات
وأوضح أنه يتم العمل مع الجهات المختصة على دراسة خصائص المواقع المتضررة بالحرائق بحصر المواقع التي سيتم تركها للتجدد الطبيعي اعتماداً على الدراسات الأولية ومراقبة هذه المناطق وتأمين الحماية لها لمدة سنتين، ووفقاً لحالة التجدد الطبيعي يتم تحديد المناطق الواجب التدخل فيها وتشجيرها بالنوع الحراجي «يستحسن النوع الحراجي الذي كان سائداً» بواسطة الزراعة البذرية أو التحريج الاصطناعي بالغراس الحراجية.
وقال: من المفترض تقسيم الغابات إلى قطاعات ويتم الجمع من القطاع ذي الغابة المتفوقة ونجري عليه عمليات التربية والتنمية اللازمة، وهنا تبرز أهمية إعادة صيانة مركز جمع البذور في الهنادي في محافظة اللاذقية ليكون أول مركز وطني لتجميع وحفظ البذور حيث سيتم تنفيذه وتأهيله بالعدد والأدوات الواجب توافرها فيه حسب الدراسة التي أعدت بالتعاون بين الفنيين العاملين في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في اللاذقية والأساتذة في كلية الزراعة- جامعة تشرين، وسيكون هذا المركز نواةً لانطلاقة علمية تعمل على فحص جميع البذور الخاضعة لكل الاختبارات الفنية والمخبرية.
وتابع: من جهة أخرى تتطلب إعادة تأهيل المواقع المحروقة تحديد المواقع التي تتطلب قطع الأشجار المحروقة في المواقع الحراجية الاصطناعية القليلة الانحدار أو الموجودة على المصاطب أو المدرجات وإعادة استصلاحها إذا دعت الحاجة وزراعتها بالنوع الحراجي المناسب للمنطقة، وتعزيل وترميم الطرق وخطوط النار الموجودة، ودراسة طبيعة الترب وطبوغرافيا تلك المناطق والأنواع النباتيـة الملائمــة لهـا للقيـام بعمليـات التشـجير.
ورداً على المبادرات القوية لدى مؤسسات المجتمع المحلي للمشاركة بالقيام بحملات التشجير في المناطق الحراجية التي تعرضت للحريق أو المواقع المتدهورة، أشار فارس إلى تكليف مسؤول الإرشاد لدى دوائر الحراج في المحافظات بحسن استقبال المواطنين ومؤسسات المجتمع المحلي الراغبين في المشاركة بعمليات التشجير واستلام طلباتهم وتقديم شرح مفصل لهم عن كيفية إمكانية مشاركتهم والأسس والمعايير الفنية والعلمية الواجب اتباعها في أثناء عملية التحريج مع توضيح آلية إعادة تأهيل المواقع وفقاً لنتائج وتقارير فرق البحث المشكلة بهذا الخصوص «إما عن طريق الغراس وحملات التحريج وإما البذور/ أو تأمين الحماية اللازمة لفسح المجال للتجدد الطبيعي» بغية تحقيق الهدف بشكل جيد كي يسهم في زيادة رقعة المساحة الحراجية وتأهيل المواقع المحروقة والمتدهورة. كما يتم وضع لوحات إرشادية ضمن لوحات الإعلان لتوجيه المواطنين ومؤسسات المجتمع المحلي الراغبين في المشاركة بحملات التشجير لمراجعة شعبة التنوع الحيوي وإدارة المحميات «مسؤول الإرشاد».
إنها حكاية وطن.. يهدمون ونبني.. يحرقون ونزرع.