إذا كانت الموسوعية سمة الكثيرين من الباحثين والكتاب وأساتذة الجامعات، فإن أهمية أي موسوعية تتمثل في إبراز صاحبها أوجه التأثير المتبادل بين جوانب موسوعيته وميادينها المختلفة، وفي توظيف معطيات ومنجزات هذا الجانب أو ذاك من تلك الموسوعية في دراسة جانب آخر، بحيث يبقى الفكر على حد تعبير المرحوم الدكتور عبد الكريم اليافي «مستوفز النشاط، متيقظ الانتباه، متشوقاً نحو التقدم، والكشوف الجديدة لا تطمئن إلى مرحلة إلا وتحاول مغادرتها، ولا تخلد إلى معلومات مكتسبة إلا وتتبين ما فيها من عدم اكتمال فتسعى إلى تجاوزها، إن العلم معناه الإشراف على ما تحصل لاستشراف ما يتحصل، والاستكشاف لما يخفى ويستسر، وتحصيل هذا العلم ليس معناه التخصص الضيق أو الموسوعية الكبيرة الجامدة بل معناه التجدد النظري والتطبيقي، معناه الشباب الفكري الدائم». وبمعنى آخر أن تبقى جوانب الفكر دائمة التغير والحركة والصيرورة على نحو جدلي يتناول الإنسان والطبيعة معاً لتحقيق بهجة المعرفة ولذة الاكتشاف، وهو ما عبر عنه الدكتور اليافي شعراً كما سنرى فيما بعد…
وبهذه الدلالة فليست الموسوعية الشاملة ولا التخصص الدقيق ميزة لأحد ما لم يستخدما في تبين العلاقات المتبادلة بين العلوم المختلفة من عقلية وطبيعية وإنسانية لتجاوز الراهن واكتشاف الجديد وعدم الركون إلى ما تم إنجازه خدمة للحياة الإنسانية ولهذا الكائن الفريد والمركب الذي انطوى فيه العالم الأكبر وليس هو مجرد جرم صغير كما يظن.
من هنا تأتي أهمية التراث الفكري المتنوع الذي خلفه د. اليافي في مختلف الآداب والفنون والعلوم إضافة إلى تأثيره الشخصي في طلابه من خلال مهنة التدريس الجامعي التي مارسها ما يزيد على نصف قرن، ولعل من المفيد والدال أن نذكر أن اليافي هو من القلائل الذين جمعوا بين الثقافة العلمية ولاسيما العلوم الطبيعية والرياضية وبين الفلسفات والآداب والفنون واللغة وعلمي النفس والاجتماع بوصفها علوماً إنسانية، ولعل في جريدة مؤلفاته مصداق ما نقول «تمهيد العلم، العلم والنزعة الإنسانية، معالم فكرية في تاريخ الحضارة العربية-الإسلامية، جدلية أبي تمام، الشموع والقناديل في الشعر العربي، دراسات فنية في الأدب العربي» وهو الكتاب الذي سيكون موضوع حديثنا هنا.
يتناول هذا الكتاب الذي نال جائزة الدولة عام 1963 – وطبع منذ ذلك التاريخ عشرات الطبعات – دراسات تطبيقية معمقة في الأدب العربي واللغة العربية، تبين فيها الشخصية النوعية الفريدة للمؤلف سواء في اختياراته موضوعات البحث أم طريقة معالجتها أو استخلاص النتائج منها، مثلما يبين فيها بوضوح توظيف معطيات وأفكار ومنجزات العلوم الأخرى المختلفة في دراسة تلك الموضوعات ومنها «القيم الجمالية في الأدب العربي، من مزايا اللغة العربية، ملامح من أطوار الشعر العربي، الشعر العربي وفكرة الزمان، الرمز في الشعر العربي، الأزهار والرياحين والفواكه في الشعر العربي، تطور الشعر العربي من خلال الفكاهة…» ولما كانت موضوعات الكتاب اللغوية والأدبية متداخلة بعضها ببعض، فإن من الصعوبة بمكان الحديث عن كلٍ من هذين الحقلين بشكل منفصل، ومع ذلك فسيكون حديثنا عن اللغة أولاً ثم الأدب.
بالرغم من حب اليافي العارم للغة العربية إلى حد التقديس، وتبتله في محرابها بما يتضمنه ذلك من طابع ديني بصفتها لغة القرآن، ومن الطابع الإنشائي الذي يعبر به عن ذلك الحب أحياناً من مثل قوله «لقد نشأت اللغة العربية وعاشت واكتملت وعُمرت واستمرت الأحقاب الطوال وهي لا تزال في ريعان القوة والنمو على رغم ما قد تصادفه من صعاب، وما ذلك إلا لأنها تحوي مزايا ضمنية ليست للغات ماتت وانقرضت كاللغة اليونانية واللاتينية وغيرهما» ويضيف بعد قليل «وفي تلك العصور الطوال الخالية اكتملت اللغة العربية اكتمالاً أصيلاً وجميلاً فطابت خلاصتها كما تطيب السلافة المعتقة في حجر القرون وخلص جوهرها كما يخلص الذهب الإبريز بنيران التجارب».
أقول على الرغم من ذلك فإن هذا الموقف المتحيز للغة العربية، لم يكن مبنياً على مجرد موقف عاطفي أو مرتكز ديني وحسب، بل كان وربما بدرجة أكبر نتيجة معاناة ومعاينة طويلة وعميقة للغة، واكتشافٍ لمواطن الجمال والتميز فيها بشكل علمي معلل ناتج عن المقارنة بغيرها من اللغات القديمة والحية، وهو المتقن للكثير من اللغات الأجنبية وآدابها، وهذا ما يمكن الاستشهاد عليه بقول «إذا كان التطور التاريخي الطويل يهب للغة كمالاً حين تكون اللغة أهلاً له بما فيها من مرونة ومن مزايا فإن اللغة العربية لها مثل هذا الكمال المفرد» إلا أن ذلك لم يمنعه من انتقاد العرب في مبالغتهم بشأن لغتهم وركونهم إلى فكرة تميزها وفرادتها، من دون السعي إلى تطويرها على نحو ما يعبر بقوله «على أن شعور العرب الخفي بمزايا لغتهم أصابهم بداء الكبر في مجال البيان وهو داء دوي يحول دون التقدم المستمر، وقد صرفهم ذلك الكبر حتى عن النظر في آداب الأمم الأخرى التي أورقت في حضارتهم فضلاً عن آداب الأمم القديمة إلا ما قل». ويشير في موضع آخر إلى أن انتشار اللغة رهن بالحالة الحضارية لأبنائها وبدورهم في ميدان الحضارة العالمية إذ يقول: «كانت اللغة العربية لغة الحضارة العالمية مدة عصور طوال في قارة آسيا وأفريقيا وأوروبا، وبقي الأمر كذلك في آسيا وأفريقيا وفي جزء من أوروبا حتى القرن التاسع عشر حين طفقت الإنكليزية تحل محلها، وأكبر أسباب التبدل يرجع إلى التجارة والاستعمار…».
وفي رأي اليافي إن خدمة اللغة العربية ليست مجرد حاجة قومية ولكنها أيضاً حاجة إنسانية وخدمة للحضارة الإنسانية، وبهذا المعنى يكون قد نجا من شرانق التعصب الضيق، ووضع اللغة العربية في إطارها الإنساني وذلك في قوله: «فخدمة اللغة العربية خدمة للقومية العربية وخدمة في الوقت نفسه للحضارة الإنسانية، وكل تهاونٍ في شأنها معناه التفريط في حق أعلى روابط الوطن العربي، والتقاعس في جنب أغلى كنوز التراث الإنساني». غير أنه يعد ما قام به أبناؤها أقل من المطلوب وأنها تحتاج منهم أو تقتضيهم «جهوداً أكبر، وسعياً أشد، ومعرفة أعمق وتواضعاً أرزن وإدراكاً لأسرارها أبعد مدى» ص22. ويقول في موضوع آخر: «إن لكل لغة مزايا تشترك بها مع غيرها من اللغات الأخرى في أداء القصد وفي صحة البيان، ومزايا تتفرد بها عن غيرها».
ولعل في ما سقناه من شواهد، ما يثبت أن نظرة اليافي إلى اللغة –والأدب كما سنرى فيما بعد- تستند في جملتها إلى أنها ظاهرة اجتماعية، إنسانية، يصيبها ما يصيب الظواهر الاجتماعية الإنسانية في ألفاظها أو تراكيبها من تطورات وتغيرات في دلالات الألفاظ أو حتى موت بعضها ونشوء ألفاظ ودلالات جديدة، وهي تقبل الأخذ والعطاء مع اللغات الأخرى، وليست منجزاً ثابتاً نهائياً كما يتمثل ذلك في قوله وهو يتحدث عنها: «إن التطور سنة الأشياء جميعها وقانونها المبرم، به يبرز تأثير الزمان الموضوعي فيها».
وإذا كان اليافي –وفي نطاق بحثه في تبادل التأثر والتأثير بين اللغات- قد بحث في الأصول العربية لبعض الكلمات والمصطلحات في اللغات الأجنبية كما فعل في كلمة Anemon المستعملة في كل من الفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية والروسية منوهاً إلى أصلها العربي، وهو الزهر الأحمر الذي يتفتح بتأثير الريح، معللاً ذلك بالقول: «ومن المعلوم أن النعمان معناها بالعربية القديمة الدم فكأن تلك الأزهار والدم اشتقت جميعاً من أصل واحد على حسب الخيال العربي البصري» ص70.
أقول إذا كان اليافي قد بحث في ذلك وأشباهه فهو إنما فعل ذلك بالمزيد من التحوط والترجيح والتعليل سواء بطريقة البحث مما أشرنا إلى بعضه، أم بالعنوان وهو (مقترحات حول أصول بعض الألفاظ الأجنبية) أم بمتن البحث حيث يقول: «وأكثر الألفاظ الأجنبية الغامضة الأصل التي يتمحل الأوروبيون في إرجاعها من اللاتينية إلى اليونانية من المناسب التفكير في أصولها العربية» ويضيف: «ولا يزيد اللغة العربية جمالاً أنها أمدت لغات كثيرة بألفاظ شاعت وساغت فيها فاللغات يستمد بعضها من بعض دائماً».
وثمة مثال آخر على اجتهادات اليافي في مجال البحث عن أصول عربية لبعض الألفاظ الأجنبية –ومنه تنتقل من مجال اللغة إلى الأدب- هو تفسيره للفظة الباروك ونسبته إلى أصل عربي، والباروك مذهب فني عرف في أوروبا طوال القرن السابع عشر، يختلف عن فن عصر النهضة ذي النزعة الإنسانية وعن فن العصور الوسطى البسيط المألوف معاً، وهو يشمل الرسم والأدب معاً، فإذا كان الأسلوب الاتباعي أو الكلاسيكي في عصر النهضة قائماً على الدقة والإحكام والمحاكمة والاتزان والضبط فإن الباروك موسيقا وجموح وحيوية متفجرة، ويرى بعضهم أن الاتباعية والباروك مرحلتان تتعافيان في كل أسلوب، ففي المرحلة الاتباعية يكون الانسجام تاماً بين عناصر الفن والمختلفة –سواء في الأدب أم الرسم- أما في مرحلة الباروك فلا يتهيأ هذا الانسجام.
وفيما يتعلق بأصل «الباروك» اللغوي يقول اليافي: «إن اللفظ مستعمل في اللغات الأوروبية جميعها وقد نقب عن أصله العلماء فلم يهتدوا وذهبت محاولاتهم عبثاً وكل ما يعرفونه هو أنه مأخوذ عن اللغة الإسبانية أو البرتغالية، ومعناه الأصلي في هاتين اللغتنين «الشيء المزخرف أو اللامع أو الجوهرة غير المنتظمة»، وقد حاولنا أن نعرّب هذا اللفظ أو ننقله إلى العربية وذلك لأهميته في تاريخ الفنون ولشيوع استعماله في اللغات الحديثة، ونظن أننا عثرنا في محاولتنا هذه على أصله العربي الحقيقي الذي انتقل إلى اللغتين الإسبانية والبرتغالية فنحن نرى أن اللفظ الأجنبي إنما انحدر من لفظ البراق العربي ولا سيما أن اللفظين الأجنبيين البرتغالي والإسباني يشتملان على راء مكررة، وعلى مؤرخي الفن أن يشيروا في كتبهم المقبلة إلى أصل الكلمة العربي»ص99.
ويضرب اليافي مثالين تطبيقيين من الأدب العربي الأول من معلقة زهير بن أبي سلمى كنموذج للأسلوب الاتباعي –الكلاسيكي يصل إلى نتيجة أن المعنى والشكل يتطابقان فيما بينهما تماماً، ويأتلفان، فالألفاظ على قد المعاني تؤديها بالضبط بلا زيادة ولا نقصان في أداء محكم واتزان رصين وتجانس في التركيب وتناسق صميم، أما الثاني فمن عصر أدبي آخر يعده مثالاً عن الأسلوب البراق «الباروكي» وهو من عمورية أبي تمام حيث لا تؤدي فيه الألفاظ معانيها ودلالاتها بالضبط وبشكل مباشر بل هي تطمح إلى أكثر من ذلك إذ يقول «إن الألفاظ أصبحت تستعمل هنا لا لمعانيها الموضوعية لها بالتدقيق بل لتناسبها ومراعاة نظائرها وأضدادها بحيث يتحصل المعنى الشعري العام من اتصال هذه الجزيئات بعضها ببعض بدقة ولطف واستمرار بل من تقاطع هذه الدلالات تقاطعاً عنيفاً متضاداً في كثير من الأحيان».
السيف أصدق أنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في
متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة
بين الخميسين لا في السبعة الشهب
يقول عن هذا المطلع «الألفاظ هنا تحمل أكثر من معانيها وكل لفظ ليس مستقلاً في حد ذاته وإنما جاء به ما بينه وبين غيره من تناسب وتضاد وتجانس فالسيف استعمل هنا رمزاً للقوة والحرب والكتب وردت رمزاً للتنجيم وليس لسائر الكتب، والحد الثاني معناه الفصل بين الشيئين إنما أتت به مجانسته للحد الأول حد السيف: والحد الأول إنما أتى به جناس التصحيف مع الجد، ولفظ الجد هذا استدعى اللفظ المضاد وهو اللعب، والبيت الثاني توكيد لمعنى الأول بشكل مزخرف ومتألق بالمطابقة بين البيض والسود وتجنيس القلب بين الصفائح والصحائف..» ألخ.
وبغض النظر عما يبدو من تمحل في إرجاع كلمة الباروك المنتشر في اللغات الأجنبية إلى أصل عربي هو الفن البراق، وعن مدى القناعة بصحة هذه النتيجة إلا أن تطبيقاتها في دراسة الشعر العربي وانتقاله من حالة الأسلوب الاتباعي الكلاسيكي الذي مثل له بزهير إلى الأسلوب الذي عده باروكياً بساطة الحياة في البادية ومحدودية صورها وتراكيبها ومشاهدها وبالتالي اتصال المعاني بالألفاظ اتصالاً مباشراً والثانية حياة المدن المركبة والتطور الفكري والعقلي بعد تمازج الثقافات في العصر العباسي وما صاحبه من غلبة الحركة الذهنية على الحركة العاطفية وبالتالي استخلاص المعاني من تداخل الجزيئات وتفاعلها بحيث يصبح للألفاظ ظلال جديدة تتجاوز معانيها المباشرة.
ويتابع اليافي دراسة أطوار الشعر بعد مرحلة أبي تمام الذي يقول عنه: «إنه في مجده الذي شاده وأثله قد نثر في طريق الشعر العربي في الحقيقة بذور الانحطاط ومثلما كان مسؤولاً عن تطور الشعر في عصره فهو مسؤول عن انحداره ولو على غير عمد إذ يقول: ذلك أن الشعراء الآخرين من بعده ركنوا إلى ظاهر الصنعة في شعر أستاذهم وبهرهم بريقها فراحوا يحكونها من دون أن يفطنوا إلى الطريقة الديالكيتية المولدة للأفكار فاتجه الشعر إلى حذق الزينة الخارجية والإكثار من الطلاء المموه المزخرف القائم على محسنات البديع من كل نوع وضرب (ص118)، وهو ما يدعوه اليافي «الفن البراق المتهالك على الزينة الصرف».
من اللافت إنه يضرب مثلاً لهذا النوع من الفن أبياتاً من تائية ابن الفارض ومنها:
وقالوا جرت حمراً دموعك قلت عن
أمور جرت في كثرة الشوق قلت
نحرت لضيف الطيف في جفني الكرى
قرى فجرى دمعي دماً فوق وجنتي
ويعلق بالقول: إن هذا كلام لاتكاد تكون له صلة بالعاطفة الصوفية المشبوبة في قلب متصوفنا الصادق، وإنما هي ألفاظ اختارها الشاعر لتزيين الصرف ولإبراز مهارته في هذا التزيين، لقد فقدت الألفاظ هنا دلالاتها الحقيقية ذلك أن أسلوب التعبير متصل بالفكر، ص122.
ومثلما أكد اليافي الفروق بين الشعر والأدب من حيث المراحل الزمنية المرتبطة بالتطورات الثقافية والعقلية العامة، أكد الجانب الاجتماعي في الشعر في الفصل المشار إليه بعنوان ارتباط التعبير الشعري بحال المجتمع في سياق بحثه المطول في أطوار الشعر العربي، وكذلك في بحثه الطريف عن الفكاهة في الشعر العربي إذ يقول: نجد أنفسنا عندما نعالج الفكاهة أمام ظاهرة فنية اجتماعية أعرق في الوصف الإنساني الاجتماعي من سعر القمح في الحياة الاقتصادية، ولقد أشار كثير من الباحثين والمفكرين والفلاسفة إلى الصفة الاجتماعية التي للفكاهة إذ تستدعي الابتسام أو الضحك، وقد أشار إلى أمثلة استخدمت فيها الفكاهة للكسب والعيش وسلاحاً من أسلحة الصراع الاجتماعي، حين استفحل الغنى واشتد التمايز بين طبقات الشعب، وبرزت الفروق الاجتماعية بينها فغدت «النكتة البارعة والكلمة المحكمة والبيان القوي سلاحاً عند بعض الأدباء يستعملونه في الميدان الاجتماعي والسياسي» على حد تعبيره، وكذلك اتخذت الفكاهة وسيلة للدفاع عن الآراء والمذاهب الدينية والسياسية وأورد أمثلة من مختلف العصور وصولاً إلى قصيدة الرصافي:
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم
ومثل ذلك فعل فيما يتصل ببحث الرمز في الأدب العربي، وأورد أمثلة على جانب كبير من الدلالة والطرافة واستخدامها في ميادين الحب والدين والعلم والفنون والسياسة والفلسفة وسواها لا يتسع المقام لإيرادها، وعود على بدء فقد مثل البحثان «القيم الجمالية في اللغة العربية» و«الشعر العربي وفكرة الزمان» الشاهدين الأبرزين على استخدام اليافي ثقافته الموسوعية ولا سيما الفلسفية في البحث الأدبي مما يستحق دراسة أخرى خاصة.