رياضة

منتخب سلة الرجال.. البداية وليست النهاية

| مهند الحسني

حفلات التكريم والمهرجانات والسعادة التي غمرتنا عند الفوز المثير الذي حققه منتخب كرة السلة على منتخب إيران وبالروح التي ظهر بها وكلمة السر التي لم تكن سراً في هذا الفوز هي أن المدرب استفاد من خسارة قطر التي كانت وللأسف الشديد المباراة الجدية الوحيدة التي خاضها المنتخب في فترة الإعداد، وبعدها ولو توفرت في معسكر كازان مباريات من هذه السوية لكان الفوز في مباراة قطر مضموناً.

عيوب وأخطاء

عيوب معسكر كازان تجاوزها مدرب المنتخب بسرعة كبيرة تسجل له، وتعكس دوره في تحقيق الفوز، فالمنتخب القادم من مناطق باردة ومباريات لينةً استعاد تكيفه مع الطقس والظروف العامةً والرطوبة والصالات بعد خسارته للمباراة الأولى، والأهم من ذلك أن المدرب استطاع اكتشاف المعادن الحقيقية للاعبين وقدراتهم الفنية على محك مباراة قطر، وتخلص من الهمس واللمز والغمز نحو هذا اللاعب أو ذاك واتخذ قراراته الفنية بحرية مطلقة، والتي تقاطعت في أغلبيتها مع من سبقه من مدربين.
فقد ثبت أن البعض من اللاعبين لا يصلح إلا على مستوى مباريات دوري، وتظهر قدراته ومهاراته بسبب الدفاع الضعيف لبعض الفرق.
والبعض الآخر محدود القدرات ولا يصلح للظهور في المباريات الندية والمتقاربة المستوى.
في ختام هذا التقييم يسجل للمؤقتين على سلتنا خيارهم الجيد في انتقاء اللاعب الأجنبي والأداء المقنع، والمدرب نحن بانتظار قراراته الإستراتيجية أمام الفسحة الجيدة من الوقت المتوفرة له وفرصة متابعة اللاعبين خلال مباريات الدوري ومن ثم التحرر من عباءة التنظير والأفكار الخشبية للوصول للتشكيلة المثالية للمنتخب.

استفسار

عقد المعنيون على سلتنا الكثير من الآمال على مشاركة منتخبنا في البطولة العربية التي ستقام في الإمارات العربية، وهي فرصة مناسبة للمنتخب ومذاكرة مهمة قبل دخوله معترك المباريات المهمة والحساسية في النافذة الثالثة بالدوحة حيث تنتظره مباراتان مهمتان مع السعودية وقطر، ومع إلغاء هذه البطولة بسبب جائحة كورونا بات على القائمين على سلتنا البحث عن بدائل تحضيرية للمنتخب، وخاصة أن المنتخبات الثلاثة ضمن المجموعة آمالها بالتأهل قائمة ولو بنسب متفاوتة، لكن دخول النافذة دون تحضيرات جيدة قد يطيح آمالنا برؤية منتخبنا الوطني في النهائيات الآسيوية القادمة.

مؤتمر صحفي

لا ضير من عقد مؤتمر صحفي في الأيام القادمة لبيان وكشف خطة التحضير، وعن موعد عودة المدرب وبدء تدريبات المنتخب، وهل لدى القائمين على لجنة المنتخبات النية لتلافي الأخطاء الإدارية التي عانى منها المنتخب أثناء الفترة التحضيرية الماضية، وتحديد هوية المخطئين، وما مطالبتنا إلا تحسب في عدم تكرار هذه الأخطاء التي قد توصلنا لمرحلة لا ينفع فيها الندم.

عدم الاستهانة

فوزنا على المنتخب الإيراني لا يجب أن نقف عنده ونتغنى فيه، بل علينا أن نؤسس عليه لانتصارات أفضل وأقوى، ويجب ألا يجعلنا نستهين بقدرات منتخبي قطر والسعودية فأي لاعب مجنس جديد من طراز السوبر ستار قد يشارك معهما في النافذة الأخيرة قد يقلب كل التوقعات والأمور رأسا على عقب، لذلك لابد أن نسرع في تصحيح مسار المنتخب من الناحية الفنية فردياً وجماعيا حتى نصل للجاهزية العالية التي تؤهلنا لمواجهة المنتخبين بكل ثقة، وغير ذلك سيدخلنا في متاهات قد لا يحمد عقباها.

خلاصة

ما يدفعنا لهذا القول هو أن المنتخب اليوم يعمل بنظام الجود بالموجود، والنجاح مقترن بالعمل والتواجد في المنتخب سيكون مبنياً على الأداء وليس الآراء، ودون تحضير جيد ومباريات ندية عالية المستوى لن يتمكن المدرب من الإمساك بخيوط إدارة المنتخب، لأن كل ما خاضه فعلياً من مباريات لا يتجاوز حدود مباراتي إيران وقطر لأن مباريات معسكر كازان لم يتجاوز مستواها حدود مباريات التقسيمة بين لاعبي المنتخب، بعض المباريات التي يخوضها المنتخب مع أنديتنا المحلية قد تكون أكثر قوة وفائدة مما خاضه في كازان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن