ولادة الحكومة اللبنانية الجدية مازالت مستعصية.. والرئيس المكلف يتجه إلى السعودية!
| وكالات
في وقت يشهد فيه لبنان حراكاً سياسياً متواصلاً لتشكيل حكومة جديدة تجسد في لقاء جمع الرئيس اللبناني ميشيل عون برئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في قصر بعبدا ليومين على التوالي نهاية الأسبوع الفائت، وانتهى بعراقيل تقف أمام تشكيلها، غادر الحريري صباح أمس الأحد إلى الإمارات ومنها إلى السعودية، حسبما أشارت قناة «الجديد».
ووفق رأي مرجع سياسي قريب من محور المقاومة حسب موقع «النشرة» لا أمل في ولادة الحكومة الجديدة، مادام وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في موقع القرار في واشنطن.
واعتبر المرجع السياسي أن اتهام فريق الحريري، للنائب جبران باسيل بعرقلة ولادة الحكومة المرتقبة، هو مجرد محاولةٍ للتعمية عن حقيقة المعرقل الحقيقي وتجهيل الفاعل، أي «الأميركي»، الذي يمنع الحريري من تأليف حكومة تضم وزراء ممثلين أو مؤيدين لحزب الله، أو حتى في حال كانت تربطهم أي صلةٍ بالحزب، تحت طائلة وضع اسم الرئيس المكّلف على لائحة العقوبات الأميركية.
وهذا الأمر، لم يكتمه عن رئيس الجمهورية عون في لقائهما الأخير، وأن الرئيس المكلّف غير قادر على تجاوز «الفيتو الأميركي»، حسب معلومات المرجع عينه.
إضافة إلى ذلك، يخشى الحريري الدعم الأميركي الخليجي للمزيد من حركات الانقسام في شارعه، وخصوصاً في ضوء بروز الحركة الناشطة لشقيقه بهاء أخيراً، على المستويين السياسي والإعلامي، ودائماً برأي المرجع.
وفي سياق متصل حذر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظة أمس الأحد حسب «النشرة»، جميع معرقلي تأليف الحكومة من قريب أو بعيد، بأنّهم «يتحمّلون وضع جميع المؤسسات الدستورية على مسار التعطيل، الواحدةِ تلو الأخرى، لأن الدولة التي لا تَكتمِل مرجِعيّاتُها وتَتكامَل في ما بينَها تَسقُط بشكلٍ أو بآخَر».
مضيفاً «وإن كان ثمّة من يراهن على سقوطِ الدولةِ، فليعلم أن هذا السقوطَ لن يفيدَه ولن يَفتح له طريق انتزاع الحكمَ لأن الانتصار على بعضِنا البعضِ مستحيل بكلِّ المقاييس، ولأنَّ اللبنانيّين شعبٌ لا يَقبَلُ اصطناعَ دولة لا تُشبِهُه ولا تشبه هُويّتَه وتاريخَه ومجتمعَه، ولا تُجسِّدُ تضحياتِ شهدائِه في سبيلِ الحرّيةِ والكرامة».
وأكد الراعي أنه «سنعمل مجدداً مع المسؤولين على إعادة دفعِ عمليّة تأليف الحكومةِ إلى الأمام. هذا مطلبُ الشعبِ وحقُّه، وهذه مصلحةُ لبنان»، مشيراً إلى أن «إنقاذَ لبنان سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا لا يزال ممكناً في حال تَـم تشكيل حكومة تَضُم شخصيّات توحي الثقة بكفاءاتِها وسُمعتِها واستقلاليّتِها، لا أشخاصاً يُجفِّلُون الرأي العام ويُنفِّرون المجتمع الدوليّ».
وقال: «ليت كبار المسؤولين يتذاكرون مع ضمائرهم ويقيّمون مواقفهم ليستعيدوا القرار المصادَر ويضعون حداً لكل من يرهن مصير لبنان بدول أخرى»، ورأى أن «الحليف هو من حالف على الخير لا على تفشيل الحليف وتعطيل المؤسسات والصلاحيات والقرارات الوطنية ومنع قيام السلطة».
من جهة أخرى، شدد على أنه «لا بد أن يكشف القضاء خيوط الاغتيالات المتتالية في صفوف المسيحيين في بيوتهم وعقر دارهم ونطالب الدولة بحصر سلاحها في مؤسساتها العسكرية والأمنية والدستورية».