سورية

دمشق تأسف بشدة لإحراق مخيم اللاجئين السوريين في «المنية» وتدعوهم للعودة … سفير سورية في لبنان لـ«الوطن»: هناك حرص على عدم التصعيد ونطالب بالمحاسبة

| سيلفا رزوق

عبّرت سورية عن الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين في قضاء «المنية» ليل أول من أمس وأسفر عن تشريد مئات العائلات، في وقت أكد فيه سفيرها في لبنان علي عبد الكريم علي، أن الدولة السورية تتابع الموضوع وهي على تواصل لحظي مع الجهات المسؤولة في لبنان، مطالباً القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية بالتعاون لاحتواء ما جرى، ومعاقبة المسؤولين عن تشريد العائلات السورية.
مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، أعرب في تصريح نقلته وكالة «سانا»، عن الأسف الشديد للحريق الذي تعرض له مخيم اللاجئين السوريين في بحنين قضاء «المنية»، ما أدى إلى ترويع المقيمين فيه وحرمان عدد منهم من المأوى.
وأضاف المصدر: إن سورية تهيب بالقضاء اللبناني المختص والأجهزة اللبنانية المعنية تحمل مسؤولياتها في معالجة هذا الحادث، وتأمين الحماية والرعاية للمهجرين السوريين.
المصدر جدد الدعوة التي سبق ووجهتها سورية للمواطنين السوريين، الذين أرغموا على مغادرة البلاد بفعل الحرب الظالمة على سورية، للعودة إلى وطنهم، مؤكداً أن الحكومة السورية تبذل كل الجهود لتسهيل هذه العودة وتوفير متطلبات العيش الكريم لهم في مدنهم وقراهم وفق الإمكانات المتاحة.
سفير سورية في لبنان وفي تصريح لـ«الوطن»، أكد أنه تم التواصل مع الأجهزة الرسمية اللبنانية للوقوف على ما جرى، مبيناً أن إحراق مخيم اللاجئين السوريين لم يكن على خلفية سياسية أو على خلفية مبيتة مسبقاً.
علي أكد وجود حرص لبناني على عدم التصعيد، مشيراً إلى قيام لبنانيين بفتح منازلهم للسوريين الذين فقدوا المأوى، وكاشفاً أن الحريق لم يسفر عن ضحايا وشهداء والحمد لله.
وطالب سفير سورية في لبنان، القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية اللبنانية بالتعاون لاحتواء الأمر ومتابعة القضية، ومعاقبة المسؤولين والمتسببين بالأذى للسوريين، وضمان حق السوريين الذين تأذوا وتشردوا وأصبحوا بلا مأوى، نتيجة الاعتداء عليهم.
وأكد علي، أن السفارة قامت منذ اللحظة الأولى بالتواصل مع الجهات المعنية اللبنانية للوقوف على حقيقة ما جرى، والأمور لا تزال قيد المتابعة، ووزارة الخارجية والمغتربين السورية على تواصل مع السفارة للاطمئنان على أوضاع السوريين، مشدداً على أن المطمئن في الأمر أنه لا يوجد أي تحريض أو اتجاه للتصعيد في لبنان، وهناك محاولات للوصول إلى مخارج للتخفيف من حجم الخسارة بقدر الإمكان.
ولفت علي إلى التعاطف الشعبي اللبناني مع ما جرى بحق اللاجئين السوريين، مبيناً أن هناك بعض محاولات التصعيد من بعض القوى اللبنانية، لكن ذلك لن يقابل بتصعيد مقابل، لاسيما بوجود تعاطف من قوى سياسية مهمة في لبنان مع ما جرى بحق اللاجئين السوريين.
على صعيد مواز، أعلن الجيش اللبناني أمس توقيف عدد من الأشخاص المتسببين بإحراق مخيم اللاجئين السوريين في قضاء المنية شمال لبنان.
وقالت قيادة الجيش اللبناني في بيان لها: إن «دورية من مديرية المخابرات في بلدة بحنين «المنية» في عكار شمال لبنان، أوقفت لبنانيين اثنين وستة سوريين، على خلفية إشكال فردي وقع مساء أول من أمس في البلدة بين مجموعة شبان لبنانيين وعدد من العمال السوريين ما لبث أن تطور إلى إطلاق نار في الهواء من قبل الشبان اللبنانيين الذين عمدوا أيضاً إلى إحراق خيم اللاجئين السوريين».
وأوضح البيان، أن وحدات الجيش تدخلت فوراً في الحادث وسيّرت دوريات في المنطقة ونفذت مداهمات، بحثاً عن المتورطين في إطلاق النار وإحراق المخيم، حيث ضبطت في منازل تمت مداهمتها أسلحة حربية وذخائر وأعتدة عسكرية، مشيراً إلى أنه تم تسليم الموقوفين والمضبوطات، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص بينما تستمر ملاحقة باقي المتورطين لتوقيفهم.
الاعتداء على اللاجئين في «المنية» اللبنانية استدعى موجة من الاستنكار اللبناني الواسع، حيث أدانت شخصيات لبنانية رسمية الاعتداء، ووصف وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية رمزي المشرفية في تصريح له حرق خيم اللاجئين السوريين «العمل الإجرامي المستنكر بكل المقاييس»، مطالباً «القضاء اللبناني بإنزال أشد العقوبات بمنفذي الجريمة».
من جهته جدد وزير الدولة اللبناني السابق لشؤون النازحين صالح الغريب الدعوة إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وحمايتهم من هذه الممارسات العنصرية التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس، مطالباً بتحقيق فوري وعادل في هذه الجريمة.
من جهته، وصف النائب في البرلمان اللبناني الوزير السابق عبد الرحيم مراد الاعتداء الذي جرى على مخيم اللاجئين السوريين بالمنية بالعمل الجبان، وقال في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: «الاعتداء على النازحين السوريين عمل جبان، ينّم عن جهل بعمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين، ويخدم الفكر الذي يلهث للتفرقة وزرع الشقاق بين الإخوة».
وأدان مراد «هذا العمل الفردي الذي لا يمثل أخلاق أبناء المنية»، داعياً «لمحاسبة الفاعلين وتأمين الرعاية والاحتضان للأشقاء النازحين».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن