يقترب عام 2020 من الوداع.. ويستعد العالم لاستقبال عام 2021 على أمل أن يكون خيراً من سابقه الذي عانى خلاله العالم من وباء كورونا، وعاشت كرة القدم العالمية أصعب لحظاتها عندما توقفت تماماً على مستوى الصف الأول قبل أن تعود بشكل أعرج ومن دون جماهير وقد امتد موسمها حتى كاد أو انتهى مع بداية الموسم الجديد، وكما كان عاماً استثنائياً على مستوى الشكل العام للعبة كذلك شهد عدداً من الأحداث الاستثنائية فغابت بطولات المنتخبات الوطنية عدا دوري الأمم الأوروبية وتأجلت التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022 عدا أميركا اللاتينية التي شهدت 6 جولات كاملة وهاهي بطولات الأندية القارية اختتمت عدا الليبرتادوريس التي امتدت فيها المنافسة حتى الشهر الأول من العام 2021، أبرر الأحداث الكروية في عام كورونا نسردها في السطور التالية.
البايرن.. سادس استثنائي
توج بايرن ميونيخ بكأس دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في أهم حدث قاري في عام 2020 وجاء اللقب السادس لزعيم الأندية الألمانية بطريقة مثالية لم يسبق أن سجلها أي فريق طوال عمر المسابقة بمسماها ونظامها القديم والحديث، واللافت أن البافاري بدأ الموسم الفائت تحت قيادة المدرب كوفاتش قبل أن يقال فتسلم مساعده هانز بيتر فليك المهمة مؤقتاً ريثما تتعاقد الإدارة مع مدرب جديد، إلا أن النتائج الكبيرة والأداء المرعب للفريق تحت إمرة فليك ساهمت في إبقائه بل ومنحته عقداً جديداً وبمقابل مادي كبير.
ولم يخيب اللاعبون آمال مدربهم فكانوا معه على قدر كبير من المسؤولية ليقدموا النسخة المرعبة من البايرن والتي اكتسحت كل المنافسين فحقق اللقب السادس بعلامة كاملة خلال 11 مباراة كاملة خاضها منذ الدور الأول حيث تصدر مجموعته الثانية على حساب توتنهام الإنكليزي والنجم الأحمر الصربي وأولمبياكوس اليوناني، ثم في دور الـ16 على تشيلسي الإنكليزي (3/صفر في لندن و4/1 في ميونيخ)، وأوقعته القرعة أمام البرشا في ربع النهائي وأنهاها رفاق ليفاندوفسكي بنتيجة تاريخية بلغت 8/3، وقد أعد الجميع العدة بعدها للتتويج الأحمر والذي جاء على حساب فريقين فرنسيين، ليون في نصف النهائي 3/صفر ثم سان جيرمان في النهائي، ورغم الصعوبة المتفاوتة في الانتصارين الأخيرين إلا أن النهاية جاءت منطقية بتتويج بايرن خاصة إذا ما عرفنا أن لاعبيه سجلوا 43 هدفاً في مشوارهم بالبطولة مقابل 8 أهداف بمرمى المتألق نوير.
ولم تتوقف أرقام البايرن عند التتويج فقد واصل الفريق تسجيل النتائج المثالية حتى الجولة الرابعة من نسخة الموسم الحالي فوصل إلى 15 فوزاً متتالياً معززاً الرقم القياسي على هذا الصعيد، وأنهى البافاري دور المجموعات دون هزيمة لكنه تعادل في مدريد أمام الأتلتي ليصل إلى 17 مباراة دون هزيمة.
خماسية كاملة
وجاء اللقب الأوروبي الأثير ليتوج مسيرة البايرن المحلية التي انتهت بالاحتفاظ بلقب البوندسليغا بعد مشوار لم يكن مثالياً لكنه انتهى بشكل رائع بتحقيق 13 انتصاراً على التوالي ليحسم اللقب قبل أربعة أسابيع كاملة بعدما وصل الفارق إلى 13 نقطة مع دورتموند أقرب المنافسين وبرصيد 82 نقطة للبطل (26 فوزاً، و4 تعادلات و4 هزائم) و100 هدف هو مجموع ما سجل توماس مولر وليفاندوفسكي وبقية الكتيبة البافارية مقابل 32 هدفاً بمرماهم.
وحقق البايرن الثنائية المحلية على حساب باير ليفركوزن في النهائي عندما تغلب عليه بنتيجة 4/2 وخاض الفريق 6 مباريات فاز بها جميعاً بالطبع على اعتبار أن المسابقة أقيمت أدوارها من مباراة واحدة، ولأنها سنة حلوة للبافاري فقد توج أيضاً بلقب السوبر المحلي على حساب دورتموند بعد مباراة مثيرة بنتيجة 3/2، وهو اللقب الخامس في سجله لعام 2020 بعدما توج قبلها بأيام بكأس السوبر الأوروبية على حساب إشبيلية الإسباني بهدفين لهدف بعد التمديد إثر التعادل بهدف لمثله وهو اللقب الثاني فقط في سجله على صعيد هذه المسابقة، وقد عادل بهذا اللقب عدد ألقابه المسجلة في موسم أو عام واحد كما فعل في العام 2013 وبقي أمامه فرصة للقب سادس لكنه تأجل إلى 2021 ونقصد هنا مونديال الأندية الذي سيشارك به مطلع شباط القادم.
إشبيلية بالتخصص
وبما أننا ذكرنا أن إشبيلية واجه البايرن في مباراة كأس السوبر القارية فلابد من ذكر أن الفريق الأندلسي استطاع الظفر بلقب الدوري الأوروبي على حساب إنتر ميلانو في النهائي بالفوز عليه 3/2 بعد سيناريو دراماتيكي كما حدث مع كبير الأندلس في هذه النسخة، فبعد دور أول ممتاز خسر في نهايته للمرة الوحيدة مباراة هامشية أمام أبويل بهدف تجاوز كلوج الروماني بميزة التسجيل خارج الأرض بعد التعادل 1/1 وصفر/صفر، وبدأ رحلة المباراة الواحدة بالفوز على روما الإيطالي بهدفين ثم تجاوز وولفرهامبتون الإنكليزي بهدف في ربع النهائي وفي نصف النهائي تغلب على مان يونايتد بهدفين لهدف بعدما أنهى الشوط الأول متأخراً، وبالمجمل خاض الفريق 12 مباراة ففاز بتسع وتعادل مرتين مقابل هزيمة واحدة والأهداف 23/7، أما اللقب فقد حمل الرقم ستة ليعزز إشبيلية صدارته للمتوجين في المسابقة، علماً أن ألقابه كلها في 15 عاماً الأخيرة.
بطل جديد
ونبقى على مستوى بطولات الأندية القارية لنجد أن بطلاً وحيداً دخل سجلات الألقاب للمرة الأولى ونقصد هنا تيغريس أونال المكسيكي الذي توج بطلاً للكونكاكاف للمرة الأولى بعد ثلاث تجارب سابقة مع المباريات النهائية وكانت ثلاثتها أمام أندية بلاده في الأعوام 2016 و2017 و2019 لكنه في العام المنصرم واجه فريقاً أميركياً يدعى لوس أنجلوس إف سي وقد استطاع تيغريس فك العقدة بالفوز عليه في النهائي بهدفين لهدف بفضل المهاجم الفرنسي المتألق أندريه جينياك الذي سجل هدف التتويج وقبله هدفين بمرمى أولمبيا الهندوراسي في نصف النهائي ليتوج بدوره هدافاً للمسابقة برصيد 6 أهداف ومنح لقب أفضل لاعب في هذه النسخة، وبالتالي سيمثل تيغريس أميركا الوسطى والشمالية في مونديال الأندية في قطر 2021 مانحاً بلاده فرصة الظهور في البطولة بشكل متواصل للنسخة الخامسة عشرة على التوالي.
نجمة تاسعة
وسيكون الأهلي المصري حاضراً في المونديال المذكور للمرة السادسة بتاريخه عقب تتويجه بطلاً للقارة الإفريقية وذلك في نهائي تاريخي جمعه بمواطنه الزمالك وهي المرة الأولى التي تجمع مباراة التتويج فريقين من بلد واحد واستطاع أحمر القاهرة الفوز على أبيضها 2/1 في ملعبها الدولي، وكان الفريقان المصريان تجاوزا في نصف النهائي فريقين مغربيين (كلاهما من مدينة الدار البيضاء) فتغلب الأهلي على الوداد ذهاباً وإياباً 2/صفر و3/1 وقلده الزمالك بالتغلب على الرجاء 1/صفر و3/1، وهو اللقب الأول للأهلي منذ 2013 والتاسع في تاريخه معززاً زعامته للبطولة مقابل 5 ألقاب للزمالك ومثلها لمازيمبي الكونغولي.
وكما جمع نصف نهائي أبطال القارة السمراء أندية مصر والمغرب كذلك جمع نهائي كأس الكونفدرالية فريقي براميدز المصري ونهضة بركان المغربي وكلاهما لم يسبق له التتويج بأي لقب قاري وأقيم النهائي في الرباط وانتهى بفوز النهضة بهدف يتيم ليهدي بلاده صدارة الأندية الفائزة باللقب برصيد 6 ألقاب مقابل 5 لتونس.
سيادة كورية
وكما في القارة الإفريقية التي تتسيد بطولاتها الأندية المصرية فإن الأندية الكورية الجنوبية تتزعم البطولات الآسيوية وقد عززها أولسان هيونداي بتتويجه بطلاً لدوري أبطال القارة للمرة الثانية عشرة لمصلحة بلاده وذلك بتغلبه في النهائي على بيرسبوليس الإيراني بهدفين لهدف، وقد أقيمت تتمة المسابقة أي منذ استئنافها عقب جائحة كورونا في قطر وقد اختصرت بعض أدوراها على مباراة واحدة وذلك لإنهائها في وقت مبكر، وجاء تتويج أولسان للمرة الثانية بتاريخه والأولى كانت عام 2012 علماً أنه لم يخسر في المرتين أي مباراة، وقد خاض 12 مباراة في الأولى و10 مباريات في الثانية، وبالتالي سيظهر للمرة الثانية في مونديال الأندية وللمرة السادسة في تاريخ أندية بلاده، يذكر أن الاتحاد الآسيوي ألغى مسابقة كأس الاتحاد لصعوبة استكمالها.
السامبا والتانغو
ولم تستكمل بطولة دوري أبطال أوقيانوسيا لكن الاتحاد القاري قرر إشراك أوكلاند زعيم المسابقة في المونديال ليشارك للمرة العاشرة في البطولة العالمية، وبالمقابل أصّر اتحاد الكونيمبول على إتمام بطولته (الليبرتادوريس) ولو جاء ختامها قبل أيام من افتتاح المونديال كما هو مقرر، وقد وصلت نسخة 2020 إلى دورها نصف النهائي وتصطدم فيه كرة البرازيل والأرجنتين في مواجهتين منتظرتين من ذهاب وإياب، الأولى بين بوكاجونيورز وسانتوس، أما الثانية فتجمع ريفربلايت وبالميراس وسبق لكل هذه الأندية الفوز بلقب المسابقة التي احتفلت بمرور 60 عاماً على نشأتها، ويقام دور نصف النهائي بين 5 و16 من الشهر القادم على أن يقام النهائي في ريو دي جانيرو في الأول من شباط.