من دفتر الوطن

عقد من الآلام

| عبد الفتاح العوض

بين عيد رأس السنة في عام 2010 وبين رأس السنة في 2020 عقد من الزمن..
هذا العقد ليس مجرد عشر سنوات..
إنه بحكم إحساسنا بالزمن أطول.
وبحكم شعورنا بالأيام أقسى..
وبحكم تأثيره على البشر أصعب..
وبحكم مروره على الوطن فهو عقد في عنق الوطن..
دعوني أستعد معكم اللحظتين..
قبيل رأس السنة عام 2010 بما كنا نفكر وبماذا كنا نطمح وأين كنا في خريطة البشر؟
والآن ونحن على مشارف 2021 ما الذي نفكر فيه وأين طموحنا وأين سنكون على خريطة السعادة؟
كل منا له مقارنته الخاصة.. وسيكون محزناً جداً التقاط هذه الأحزان المشتركة.
قصصنا تكاد تكون متشابهة، هي فقط أقل حزناً وأكثر حزناً.. لكن.. وهذه لكن مهمة جداً الآن.
إذا كان عام 2011 بداية هذه الأحزان فلدينا ما يكفي ليجعلنا نعتقد أن عام 2021 بداية الانطلاق نحو سورية السعيدة.
القصة ليست تنجيماً.. بل هي في قراءات الأحداث دائماً ما تتكرر دروس التاريخ.
والآن نحن أمام مرحلة جديدة أساسها الأول الانتخابات الرئاسية وهذا يعني أن العنوان الذي وضع لنجاح وفشل الحرب على سورية بقي شاهداً على نجاح الدولة وفشل مشروع فوضى اللادولة.
هذه أحداث ترتبط بمواعيد معينة عادة ما تكون حداً بين ما قبلها وما بعدها، ولا أحد يتوقع أن تكون التغييرات حادة جداً لكن من المؤكد أنها تغييرات لامعة جداً ومؤثرة جداً.
إن سورية الآن بكثير من الأمل مقبلة على مرحلة جديدة فيها ما فيها من التركيز على استعادة سورية لمكانها ومكانتها وفيها -وهو الأكثر- سخونة الاهتمام بحياة الناس ومعاشهم والبدء بإطلاق الأحلام السورية من جديد بعدما شغلتها الأساسيات والحدود الدنيا من الحياة.
سيكون مفيداً جداً أن نبدأ الآن بتشكيل فريق وطني لسورية 2025 حيث يكون العام الذي ننهي فيه كل آثار الحرب على جميع المستويات.
هذا الفريق يجب أن يكون من خارج الحكومة لأن العمل الحكومي اتسم في سنوات الحرب بعمل «المياومة» تحت ضغط الحرب وظروفها الصعبة.
بينما ما نحتاجه في حملة أو إن شئت خطة تنظيف آثار الحرب إلى طرق جديدة في التفكير تقوم أساساً على وضع رؤى طموحة تتجاوز التعابير المملة مثل «الإمكانات المحدودة والموارد المتاحة»!
لن أثقل عليكم بالأمل..
فقط أضيئوا شعلة التفاؤل ولنمش جميعاً في نورها.

أقوال:

– فما لي لا أقول ولي لسان.
وقد نطق الزمان بلا لسان.
– أنقل حبي لك من عام إلى عام كما ينقل التلميذ فروضه المدرسية إلى دفتر جديد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن