رياضة

استقالة القبلاوي بين المد والجزر

| حلب – فارس نجيب آغا

إن هبت رياحك فاغتنمها، مقولة طبقها الكرامة أمام الاتحاد في صالة غزوان أبو زيد بحمص ضمن منافسات الدوري الممتاز للرجال بكرة السلة، حيث أكرم وفادة ضيفه على أحسن ما يرام مستغلاً حالة التدهور التي لازمت الاتحاديين وغلبه بنتيجة هي الأكبر في تاريخ الفريقين وبفارق 22 نقطة بواقع 49 /71.
النتيجة الرقيمة شكلت صدمة موجعة لدى الجماهير الأهلاوية التي لم تكن لتتوقع أن يهزم فريقها نتيجةً وأداءً رافقه عرض كارثي للاعبين مرشحين فوق العادة للمنافسة على لقب البطولة وهم العمود الفقري لمنتخبنا الوطني.

استقالة عاجلة

الهزيمة فرضت على المدرب عثمان قبلاوي الاستقالة عقب نهاية اللقاء مؤكداً أنه يتحمل كامل المسؤولية معتذراً بالوقت نفسه من جماهير الاتحاد مع بعض الكلمات التي توحي بوجود شيء ما يحترق وبدا أن جمراً يستعر داخل غرفة الملابس أو في الخفاء، معيداً فتح الدفاتر القديمة حين مرر له عضو مجلس الإدارة منذ أشهر رسالة بضرورة الرحيل ليتسنى للأخير قيادة الفريق بنفسه مستغلاً منصبه في موقف كشف نوايا مبطنة تضمر للقبلاوي حيث نشبت حينها حرب فيسبوكية بين الجماهير، ما اضطر رئيس النادي للخروج والإعلان عن موقف مجلس الإدارة الذي لا يتماشى مع سياسة أبو سعدى معتبراً أنه تصرف فردي.

صراعات ومغالطات

عضو مجلس الإدارة المشار إليه نشر تحليلاً مفصلاً على صفحته الشخصية بعد إعلان المدرب عن استقالته مفنداً الأخطاء التي وقع بها خلال مواجهة الكرامة رامياً اللوم عليه حيث لم يترك المدرب والكلام لأبو سعدى شيئاً ليبرر سبب الهزيمة، في موقف أعاد للواجهة ما حدث منذ أشهر وسط مغالطات ونقد غير مقبول من عضو مسؤول ينشر غسيل النادي على الملأ، فيما كان المدح والإطراء سيدي الموقف من قبل أبو سعدى تجاه المدرب في الجولة الماضية حين تغلب الاتحاد على الجلاء وهو موقف يحمل الكثير من التناقض ويضع الفريق على فوهة بركان نتيجــة الصراعـــات التــي كانــت مخفيــة.

حرب سلوية

جماهير الاتحاد بدت مشتتة مع عتب كبير على أبو سعدى الذي مرر كلاماً ليس بمحله وبتوقيت خاطئ، فالخروج على منصات مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه النقد اللاذع للمدرب هو تصغير من اسمه وشأنه والأخطاء لا تعالج بهذه الطريقة السطحية لعضو مجلس إدارة يجب أن يستوعب موقعه وأهميته، لا أن يكون الفتيل الذي يشعل حرباً في نادي الاتحاد خاصة أن فريق كرة القدم بدأ يسترد عافيته مؤخراً لتبدأ مناوشات كرة السلة التي ستفتح باب جدل كبير لفريق صرفت عليه مئات الملايين، لا شك أبو سعدى وضع مجلس الإدارة بموقف لا يحسد عليه للمرة الثانية، ولا أحد يعلم ما ستحمله الأيام القادمة وكيف سينتهي هذا الصراع نتيجة سياسة العمل الخاطئة التي لم تصل لحد الاحترافية ومازالت تدور ضمن دائرة الهواية التي تحكمها المزاجية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن