رياضة

خريطة البريميرليغ 2020/2021 تزداد تعقيداً … اليونايتد عاد بقوة منافساً شرساً على اللقب

| محمود قرقورا

يبدو أن بطولة الدوري الإنكليزي الممتاز موسم 2020/2021 لن تسير وفق التوقعات قبل بداية الموسم التي استبعدت اليونايتد زعيم المسابقة من الترشيحات التي صبت قبل انطلاق الموسم لمصلحة مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي وتوتنهام، ولكن الإصابات التي ضربت ليفربول وتقنية الفار التي جارت عليه في أكثر من مباراة قللا المسافات بينه وبين المنافسين، فعاد مانشستر يونايتد بقوة عندما حصد 26 نقطة من المباريات العشر الأخيرة، لتقطف الإدارة ثمار الاستقرار على المدرب الحالي النرويجي سولسكيار رغم الخروج الكارثي من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا على يد نادٍ عمره أحد عشر عاماً.

اليونايتد انهزم ثلاث مرات هذا الموسم وجميعها كانت بملعبه فضلاً عن أنه لم يكن قوياً بما فيه الكفاية أمام الأندية القوية، فخسر أمام آرسنال وتوتنهام وتعادل مع السيتي وتشيلسي على أمل أن يكون لائقاً ذهنياً قبل زيارة ليفربول بعد أسبوعين بالتمام والكمال، وحقيقة أظهر الشياطين الحمر الصورة الناصعة خارج الأرض عندما حصد 19 نقطة من 21 نقطة ممكنة وهذا جعله منافساً شرساً على اللقب واصلاً إلى النقطة الثالثة والثلاثين بجوار ليفربول حامل اللقب وهذا ما تمناه محبو الدوري الإنكليزي حول العالم قاطبة لكون الناديين هما الأكثر شعبية وجماهيرية حول العالم وخصوصاً في الشرق الآسيوي.
المدرب سولسكيار قدم تشكيلة قادرة على سحب البساط من الريدز والسيتي والبلوز والسبيرز رغم الخسارة الكارثية أمام توتنهام بهدف لستة على أرضية ملعب أولد ترافورد، والفوز الأخير أمس الأول على آستون فيلا أعطاه الزخم المعنوي المطلوب لبدء السنة الجديدة بروح استعادة اللقب.

ويحسب لليونايتد اللعب حتى صافرة النهاية لدرجة أنه حقق الفوز بثلاث مباريات خلال الوقت بدل الضائع أمام برايتون وساوثمبتون وولفرهامبتون وهذه مفردات مهمة لمن يريد التتويج.
والوصول إلى نصف نهائي كأس الرابطة بعد تجاوز كل من لوتون وبرايتون وإيفرتون وضرب موعد مع مانشستر سيتي حامل اللقب يوم الأربعاء المقبل دليل على أن الفريق بإمكانه اللعب على أكثر من جبهة وهذه ميزة الأندية الكبيرة التي تتحلى بعناصر تسمح للمدرب بالمداورة وهو مطمئن، والنقطة السلبية التي يمكن الإضاءة عليها أن اليونايتد تلقى 24 هدفاً في 16 مباراة وهذا رقم كبير بحق فريق يريد استعادة اللقب.

وللإشارة فإن إدارة اليونايتد كانت على وشك إقالة المدرب سولسكيار بعد المباريات الست الأولى التي خسر فيها الفريق ثلاث مباريات مقابل تعادل وفوزين، وزاد الأمر سوءاً الخروج من دوري الأبطال على يد لايبزيغ الألماني ولكن كل هذه الغمامة زالت في ظل تحسن النتائج، وما هو مؤكد أن اليونايتد انتقل من جحيم النتائج المتواضعة إلى نعيم النتائج اللافتة، وباتت جماهير أولد ترافورد متفائلة بعودة اللقب إلى خزائنها للمرة الأولى بعد اعتزال السير فيرغسون.

مشكلة ليفربول

الإصابات فعلت فعلها بحامل اللقب، وإذا كان الخط الأمامي غير متأثر نظراً لوجود عديد الحلول بعد إصابة البرتغالي غوتا إلا أن الإصابة في الخطوط الخلفية أثرت كثيراً، حيث أصيب فان دايك وشريكه في العمق الدفاعي غوميز وقد لا يلتحقان مع نهاية الموسم الحالي، وجاءت إصابة قلب الدفاع الثالث ماتيب لتشكل ضربة جديدة، وفوق كل ذلك جاءت قرارات تقنية الفيديو الجدلية كلها ضده، فضاعت عليه نقطتان أمام كل من إيفرتون وبرايتون وفولهام ونيوكاسل على نحو غير مفهوم، ولكن ذلك لا ينفي تراجع المستوى في بعض المباريات نظراً لغياب صمام الأمام الهولندي فان دايك، ويرى النقاد أن الريدز ما زال الطرف المرشح للتتويج بشرط التعاقد مع مدافع عالمي خلال سوق الانتقالات الشتوية وهذا يبدو مستبعداً.

الأموال لا تكفي

من ينظر إلى تشكيلتي السيتي وتشيلسي يأخذ حكماً نظرياً بأن اللقب سيدور في فلكهما وصحيح أنهما ليسا بعيدين حيث يتأخر السيتي عن المتصدرين بسبع نقاط مع امتلاك مباراتين مؤجلتين ستقللان المسافة بالتأكيد، وصحيح أن تشيلسي يتأخر بسبع نقاط من نفس عدد المباريات، ولكنهما قادران على اللحاق بالركب، والمزعج لكليهما أن صدامهما اليوم بداية من السادسة والنصف لن يكون إلا بمصلحة الفائز وفارسي الصدارة ليفربول واليونايتد.
وتراجعهما الملحوظ أكد أن الأموال غير كافية لبناء الفرق، وإذا كانت خبرة غوارديولا قد تسعفه في قادم المواعيد نظراً لتتويجه بالدوري الأصعب في العالم مرتين إلا أن لامبارد مدرب البلوز يحتاج إلى الكثير من الخبرة بمواجهة هذه الأندية العملاقة، وقد يقول قائل إن سولسكيار مدرب اليونايتد حديث العهد ولكن فاته أن اللاعب الذي يرتدي قميص اليونايتد يرتقي بأدائه بشكل أوتوماتيكي.

غرابة

من الأمور الغريبة في الدوري أن آرسنال تعرض لثماني هزائم خلال 16 مباراة قبل مباراته أمس المتأخرة مع مضيفه بروميتش، فتراجع إلى النصف الثاني من الجدول وبات بوضع لا يحسد عليه، ولولا الفوز في آخر مباراتين على تشيلسي وبرايتون لكان المدرب أرتيتا فقد منصبه.
ومن الغريب أيضاً أن نادي توتنهام تراجع من القمة بعد غياب الفوز في الجولات الأربع الأخيرة التي سبقت مباراته أمس مع ليدز، حيث خسر أمام ليفربول وليستر وتعادل مع كريستال بالاس وولفرهامبتون ليستقر عند 26 نقطة مع امتلاكه مباراة مؤجلة مع فولهام، ويرى المتابعون أن المدرب مورينيو يمتلك الخبرات المطلوبة لإعادة فريقه إلى القمة.
ومن الأمور الغريبة أيضاً أن نادي إيفرتون مع المدرب الإيطالي أنشيلوتي متذبذب النتائج، فبعد تحقيقه 13 نقطة من أول 15 مباراة خسر ثلاث مباريات متتالية، وبعد تحقيقه 13 نقطة خلال كانون الأول الفائت عاد ليخسر أمس الأول بملعبه أمام ويستهام، واللافت أنه خسر ثلاث مباريات على أرضية ملعب غوديسون بارك وكان ذلك أمام اليونايتد بهدف لثلاثة وأمام كل من ليدز وويستهام بهدف، على حين خسر خارج أرضه أمام ساوثمبتون ونيوكاسل، ورغم تلقيه خمس هزائم إلا أن الفريق ما زال بموقف المنافس ولكن ذلك لن يدوم لأن الفريق لا يمتلك النفس الطويل.

مباريات اليوم

تقام اليوم ثلاث مباريات برسم المرحلة السابعة عشرة فيلتقي كما أسلفنا تشيلسي مع السيتي عند السادسة والنصف وكان الفريقان تبادلا الفوز الموسم الماضي كل منهما بملعبه بواقع هدفين لهدف، وتسبقها عند الرابعة والربع مباراة نيوكاسل وليستر وكان الثعالب قد فازوا في ذهاب وإياب الموسم الماضي 5/صفر و3/صفر، وعند الثانية ظهراً يلتقي بيرنلي مع فولهام وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها الفريقان موسم 2018/2019 عندما فاز فولهام في ملعبه بأربعة أهداف لاثنين ورد بيرنلي إياباً بهدفين لهدف.

ختام المرحلة سيكون يوم الاثنين عند العاشرة ليلاً بلقاء ساوثمبتون وليفربول، وأمس جرت أربع مباريات فلعب متأخراً كما أسلفنا بروميتش مع آرسنال وبرايتون مع وولفرهامبتون، ولعب في وقت مبكر توتنهام مع ليدز 3/صفر وفاز كريستال بالاس على شيفيلد يونايتد 2/صفر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن