إنتاج الحمضيات ينخفض 300 ألف طن.. وشهادات الجودة تبصر النور هذا العام … حمدان لـ«الوطن»: «أبو صرة» انخفض للنصف.. والسوق المحلية تستهلك أقل من نصف مليون طن
| فادي بك الشريف
كشف مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة سهيل حمدان عن انخفاض طرأ على إنتاج الحمضيات هذا العام بمعدل 300 ألف طن، مبيناً في حديث خاص لـ«الوطن» أن الإنتاج قدر هذا العام بنحو 800 ألف طن مقارنة مع أكثر من 1.1 مليون طن خلال الأعوام القليلة الماضية، أي بنسبة انخفاض وصلت إلى 25 بالمئة.
وأكد حمدان أن «أبو صرة» كان أكثر المتضررين من انخفاض الإنتاج، مؤكداً انخفاضه بمعدل 50 بالمئة من الكميات الإجمالية، وخاصة أن إنتاجه كبير جداً.
وبرر مدير مكتب الحمضيات انخفاض الإنتاج بتأثير العوامل الجوية الحاصلة والرياح هذا العام وتحديداً في أيار، ما تسبب في تساقط الأزهار قبل نضوجها.
كما نفى حمدان العزوف عن هذه الزراعة، مشيراً إلى وجود اهتمام بزراعة الحمضيات وخاصة بعد تحسن الأسعار هذا العام حيث وصلت إلى ألف ليرة للكيلو الواحد مقارنة مع العام السابق، منوهاً بانعكاس الأمر على المزارعين، بحيث تباع منهم بسعر 300 ليرة مقارنة مع 100 ليرة وأقل خلال الأعوام السابقة، منوهاً بتحقيق التجار أرباحاً وسط مبررات ترتبط بالمحروقات والعبوات وأجور النقل.
وقال حمدان: إن المزارع عوض جزءاً من خسائره خلال السنوات الخمس الماضية، معتبراً أن الأسعار جيدة هذا العام على الرغم من الكلف القليلة لزراعة الحمضيات، مضيفاً: بيع كيلو الحمضيات بـ300 ليرة سورية يعتبر أفضل من كيلو البندورة الذي يباع بـ1000 ليرة، وخاصة أن تكاليف الحمضيات منخفضة مقارنة مع البندورة وغيرها من السلع والمواد التي تتطلب استخدام المبيدات.
وأشار حمدان إلى تشجيع المزارعين على زراعة أصناف تصديرية كـ«الماوردي والكريفون وأبو صرة»، الأمر الذي ينعكس على الأسعار، مشيراً إلى ارتفاع أسعار السماد بشكل ملحوظ.
وكشف حمدان أن شهادات الجودة تبصر النور خلال هذا العام، الأمر الذي ينعكس على تحسن الأسعار خارجياً ويعترف بها عالمياً، ما يرفع سعره التصديري بشكل جيد.
واعتبر حمدان أن فارق سعر الحمضيات ما بعد القطاف والذي يصل إلى 200 بالمئة بين سعر المزارع وسعر المستهلك، مرده إلى سعر العبوات وأجور النقل والعمالة وسوق الهال.. إلخ، وخاصة أن سعر بعض العبوات يصل إلى 600 ليرة سورية، الأمر الذي يؤثر في التسويق المحلي ما بعد القطاف.
وطالب مدير مكتب الحمضيات بضرورة الاهتمام بالتصدير ومشاغل الفرز والتوضيب، ما يتطلب وجود مشاغل متطورة جداً تواكب الأسواق العالمية، الأمر الذي ينعكس على تصدير المنتج إلى دول أخرى، ما يؤدي إلى رفع أسعاره التصديرية أضعافاً، وخاصة أن منتجنا السوري قادر على المنافسة.
ونوه حمدان بضرورة وجود معمل عبوات كرتونية مناسب ومشاغل فرز وتوضيب، وإن لم يتحقق ذلك فإن الوضع سيبقى كما هو عليه، مضيفاً إنه في حال التركيز على المشاغل، فإنه يُغني عن التفكير في المازوت والسماد في ظل وجود قيمة مضافة.
وحول فائض المادة، بين حمدان أن السوق المحلية لا تستهلك سوى 500 ألف طن في الظروف المثالية، مشيراً إلى أن الفائض يتجاوز 300 ألف طن وسط وجود قوة شرائية ضعيفة، علماً أن كميات الفائض تصدر إلى العراق وروسيا، والطموح أكبر للتصدير إلى دول أخرى ما يحقق قيمة مضافة، ولاسيما أن منتج الحمضيات مطلوب ومواصفاته جيدة وينضج قبل مصر وتركيا وهذا من نقاط القوة.
وأشار إلى أن مكتب الحمضيات يعمل على دعم المزارعين، علماً أن وزارة الزراعة تعتمد مكافحات حيوية توزع مجاناً على المزارعين، ناهيك عن تأمين السماد المدعوم في وقته للمزارعين وفتح باب التصدير للخارج وهذا حسن أسعار الحمضيات عن السابق.