شؤون محلية

اقتصاد العصافير بالسويداء … جديد السويداء.. قروض لتربية الراماج الزوج الواحد 17 ألف ليرة سورية

السويداء – عبير صيموعة :

باتت تربية طائر الراماج الأخضر منه والأزرق ظاهرة اقتصادية منتشرة في السويداء منذ العديد من السنوات لكنها برزت في السنوات الخمس الأخيرة بعد ازدياد الإقبال على تربيته في المنازل وظهور برنامج مشروعي لقروض المشاريع متناهية الصغر وتخصيص مبالغ متلاحقة في الاستثمار فيه من المقترضين فمن بدأ من المربين بمبلغ 35 ألف زاد رأس ماله ليصل لدى بعضهم إلى 250 ألفاً حيث يشير المربي هلال عقل من قرية المغير إلى أنه ابتدأ في مشروعه منذ سنتين تقريباً بـ8 أزواج وبعد تحقيقه أرباحاً صافية خلال فترة قريبة تجاوزت الـ170 ألفاً قام بزيادة رأس المال وإضافة 250 ألف ل.س لتوسيع تجارته مؤكداً أن تربية هذه الطيور لا تحتاج إلى مجهود كبير فضلا عن عدم حاجتها إلى أعلاف أو غذاء مكلف كتكلفة تربية المواشي من أبقار وأغنام في حين تؤكد السيدة هيام العقباني من قرية ذيبين أنها بدأت مشروعها منذ ما يزيد على 6 سنوات ولديها سنويا ما يزيد على 300 ألف ل.س أرباح صافية وخاصة في موسم التفريخ حيث يصل ثمن الزوج من الطائر الأخضر إلى 15 ألفاً في حين الزوج الأزرق يتجاوز الـ17 ألفاً و500 حيث تنحصر تكلفة التربية على تجهيز غرفة لوضع الطيور وعلى مادة الدخن كغذاء لا يتجاوز سعر الكيلو منه 200 ل.س إضافة إلى الخضر والفواكه من جزر وتفاح وجرجير وبقدونس وذلك حسب مواسمها.
هذا وتجاوز عدد المربين في السويداء لطائر الراماج المئات حيث يشير مدير مكتب التنمية في السويداء المهندس فراس البعيني أنه وضمن مشروع / مشروعي / للتمويل الخاص بالمشروعات متناهية الصغر وحده تجاوز عدد المقترضين الـ300 مقترض هذا فضلا عن أعداد المربين خارج مشروع الإقراض تجاوز المئات مؤكداً أن الإقبال على هذا النوع من التربية يعود لسهولة التعامل مع الطيور وثانيا لمردودها الكبير.
إلا أن جميع المربين الذين التقتهم «الوطن» في زيارتها لقرية ذيبين وبكا والغارية والمغير كانت إجابتهم عن مقصد التجار وراء شراء تلك الطيور أنها ربما كانت للتصدير للخارج لأنها تعتبر مصدراً مهماً لنوعية نادرة من الدهون التي تعتمد عليها عمليات تصنيع مستحضرات التجميل في حين البعض أشار إلى أنها ربما لتصنيع أدوية ما أو مستحضرات طبية إلا أن الجميع اتفق على أنها تجارة مربحة.
ولكن السؤال الذي لابد من طرحه فيما يمكن أن نسميه اقتصاد العصافير هل ارتفاع اسعار تلك الطيور ناتج عن طلب حقيقي من المصدرين للراماج أم هو فقاعة ناتجة عن المضاربات من بعض التجار المتحكمين بالسوق الداخلية كما لابد من التساؤل عن دور رقابة الجهات المعنية والتي لابد لها من فرض وجودها وعدم ترك الأمر كليا لقوانين السوق وخاصة أن اقتصاد العصافير تحول إلى مقصد كثير من ذوي الدخل المحدود والفقراء الذين تدبروا بمشقة أمر الحصول على رأس مال صغير لإطلاق مشروعهم الذي يأملون أن يحسن واقعهم المعيشي الذي تردى في ظروف الأزمة الحالية وهو ما يعني أن أي سيناريو سلبي سيكون كارثياً على هذه الشرائح وعلى الجهات المانحة للقروض ومنها الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن