الخبر الرئيسي

ظريف يوجّه بوصلة «مصلحة التصعيد» صوب إسرائيل وعملائها … طهران تسعى لكبح جماح الحرب من منطق القوة

| سيلفا رزوق

كشفت التصريحات والتحركات الإيرانية الأميركية ومنذ الساعات الأولى للعام الجديد، حجم التوتر والمخاوف التي باتت تلف المنطقة تجاه اندلاع حرب إقليمية جديدة، قد يختم فيها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب ما تبقى من أيامه في البيت الأبيض.
وبالرغم من إعلان البنتاغون سحب حاملة الطائرات الوحيدة العاملة في الشرق الأوسط «يو إس إس نيميتز» إلى مقرها في الساحل الغربي للولايات المتحدة، وما تبعها من تصريحات لكبار مسؤولي البنتاغون والتي أكدوا فيها أن «التهديد الإيراني مُبَالغٌ فيه»، حيث اعتبر مسؤول دفاعي أميركي كبير في تصريحات نقلتها شبكة CNN، أنه «لا توجد معلومة استخباراتية داعمة واحدة تشير إلى أن هجوماً من جانب إيران قد يكون وشيكاً»، غير أن ذلك لم يبدد غيوم الحرب والتحشيد الإعلامي لها.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الذي اعتبر أن أي تعاون بين دول في المنطقة وإسرائيل ضد أمن إيران القومي هو تجاوز لخطوطها الحمراء، وسيواجه برد واضح وقاطع، تحدث عن مؤشرات على وجود تحركات أميركية مشبوهة في المنطقة، كاشفاً أن طهران أبلغت واشنطن عن طريق قنوات خاصة أنها ستتحمل تداعيات أي مغامرة.
بالمقابل جاءت تغريدة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكثر وضوحاً في تحديد ملامح ما يجري، حيث كشف عن معلومات استخباراتية من العراق، وصلت لبلاده وتفيد أن عملاء إسرائيل، يحيكون مؤامرة لتنفيذ هجمات ضد الأميركيين، معتبراً أن «تلك المؤامرة هدفها وضع الرئيس المنتهية ولايته في وضع صعب ربما يكون ذريعة لإشعال الحرب»، محذراً ترامب من «الوقوع في الفخ»، لأن «أي لعب بالنار سيرتد على مطلقه بصورة سيئة خاصة على أصدقائه المقربين».
مصدر إيراني واسع الاطلاع وفي تصريح لـ«الوطن»، اعتبر أنه من الواضح أن الولايات المتحدة لا تريد حرباً أكثر مما تريد محاولة تركيع إيران من خلال الاستعراض العسكري الحاصل، ومن جهة أخرى إرسال الوسطاء الدوليين لكي تحدث ليونة في موقفها على مستوى معين، ليكون بمثابة خط للعودة لواشطن، مستدلاً بقرار البنتاغون سحب حاملة الطائرات وما تبعها من تصريحات تؤكد عدم نية الدخول في أي حرب مع إيران.
المصدر لفت إلى أن إسرائيل بحاجة لاستمرار التوتر بالمنطقة لأن أي استقرار أو أي علاقة طيبة بين إيران والولايات المتحدة وبين إيران وجيرانها يهدد أمنها، وبالتالي فهي تسعى للحفاظ على التوتر دون الوصول إلى حرب كبرى قد تهدد وجودها نتيجة رد الفعل الإيراني.
ونفى المصدر وجود أي ارتباط بين الأزمة الداخلية الأميركية ودعوة ترامب مناصريه للتظاهر صبيحة إعلان نتائج فرز الانتخابات ورفض أعضاء في الحزب الجمهوري لهذه النتائج، وبين احتمال اندلاع حرب بالمنطقة، على اعتبار أن الملفات الكبرى العالمية لا تدار من خلال الرئيس الأميركي وحده، بالرغم من وجود احتمالات أن يسعى ترامب للتخريب على وعود بايدن الانتخابية التي أشار فيها لسعيه لنزع فتيل الأزمة مع إيران، معتبراً أن مثل هذا الاحتمال موجود لكنه ضعيف.
المصدر شدّد على أن طهران تعمل على مسارين أولاً محاولة كبح جماح الولايات المتحدة في ذهابها للتصعيد العسكري، أما المسار الثاني فهو كبح جماح الحرب من منطق القوة وليس من منطق الضعف، فصحيح أن إيران لا تريد الحرب وهي من دعاة السلام في المنطقة، لكن في حال كان هناك خطر على أمنها القومي أو احتمال توجيه ضربة أميركية مباشرة وغير مباشرة، فإن إيران لديها القدرة على الرد وهي لا يهمها من أين جاءت هذه التهديدات.
وأكد المصدر أن احتمالات الحرب المفتوحة لن تذهب إليها المنطقة في الأفق القريب، لكن التوترات ستستمر، لأن كل الأطراف تمسك وسط العصا بما فيها واشنطن، التي تحاول في مكان ما، التخفيف من التصعيد، لأنها تعلم بأن إيران قادرة على إفشال مشاريعها في المنطقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن