ثقافة وفن

«عروس بيروت».. دراما بنسختها المعرّبة! هل هو ترويج للدراما غير العربية بطرائق جديدة؟

| سارة سلامة

يعرض الآن على القنوات التلفزيونية مسلسل «عروس بيروت» بجزئه الثاني، بعدد حلقات تجاوزت المئة والسبعين حلقة في الموسمين. بنسخته المعرّبة التي تؤرخ لبداية نهج جديد للدراما المعرّبة والتي يفترض أن تحل بديلاً عن المدبلجة.
والعمل درامي رومانسي، تم إنتاجه في لبنان وتركيا. أخرج الجزء الأول منه إيمرة كاباكوساك، وفي الجزء الثاني فكرت قاضي، سيناريو نادين جابر- بلال شحادات «الجزء الأول»، وطارق سويد «الجزء الثاني».

فكرة العمل

وتدور قصة المسلسل حول فارس الذي يتعرّف على ثريا بالمصادفة ويُغرم بها، لكن والدته ليلى تقف حاجزاً بينهما، بسبب شخصيتها المتسلطة.

ورغم أن العمل تعرض لتأجيل في عرضه، بسبب جائحة فيروس كورونا. إلا أن القائمين عليه يؤكدون نيتهم لإنتاج جزء ثالث بعد النجاح الذي حققه. ويعتبر النسخة العربية من المسلسل التركي «عروس إسطنبول».
بطولة كل من: ظافر العابدين، كارمن بصيبص، تقلا شمعون، جو طراد، مرام علي، جاد أبو علي، فارس ياغي، رانيا سلوان، ميا سعيد، محمد الأحمد، علاء الزعبي، ضحى الدبس، لينا حوارنة، مي صايغ، فائق عرقسوسي، فادي إبراهيم، رانيا سلوان، ماري تريز معلوف، أيمن عبد السلام، فارس ياغي، جاد أبو علي، ميا سعيد، نور علي، ليا مباردي، رفيق علي أحمد، كارلا بطرس، ريتا حرب.

أداء مبهر

رُوّج للعمل من قبل القناة التي أخذت حقوق إنجاز نسخة عربية مشابهة تماماً للمسلسل التركي «عروس إسطنبول»، تمثيل نخبة من الممثلين العرب والسوريين الذين أضافوا للعمل نكهة خاصة، وبعد عرض عدة حلقات من المسلسل العربي المشترك، ظهر الممثل محمد الأحمد بأداء مبهر، حيث تقمص شخصية صعبة ومركبة بهذا القدر، وكأنه هو فعلاً «آدم» في حياته الواقعية، فسبق أن جسد أدواراً تركت بصمة خاصة في عالم التمثيل، ولكن هذا الدور بـ«عروس بيروت» كان من أصعب الأدوار التي قدمها مؤخراً بعمقها وازدواجيتها.

كما تحقق الممثلة القديرة ضحى الدبس التوازن المطلوب بين الشخصيات ببراعة أدائها، وقد يُصدم المشاهد للوهلة الأولى من ملامح وجهها، وطريقة كلامها القاسية، في دور امرأة تحمل الكثير من الوجع والحنين والكثير من الحب.

أتركة الدراما العربية

في ظل النقمة التي تشنها إدارة قنوات عربية على المسلسلات التركية، وهي من أولى القنوات التي استقطبت تلك الأعمال، وسوقت لها، وأدخلتها في المجتمع، رغم كل الانتقادات، إلا أنها اليوم استعاضت عن ذلك بأتركة الدراما العربية، حيث إنها تقوم بإنتاج أعمال عربية مسلوخة عن التركية، كما هو الحال في مسلسل «عروس بيروت»، حيث يجسد النجوم العرب شخصيات ويؤدون أدواراً، بعيدة عن المنطق العربي، لا نشترك معها بأسلوب الحياة، والسكن والطعام وطريقة التفكير وردات الأفعال.

وربما هذا الموقف المعادي للدراما التركية يبتعد اليوم عن الدبلجة المقيتة ويعيد صياغة العمل التركي بالشخوص نفسها والسيناريو وطريقة الإخراج، ومن هنا نرى أن الموقف من طغيان الدراما التركية له أكثر من وجه بعد أن شكل عقدة لدى أغلب شركات الإنتاج والفنانين لأنها تقاسمهم أرزاقهم، وبالفعل من أهم أسباب تراجع أجور الفنيين والفنانين في الأعوام الأخيرة هو توفر البديل التركي الرخيص نسبياً، ثمن المسلسل التركي «المدبلج» باللهجة السورية لا يتجاوز10 في المئة من ثمن المسلسل العربي، ولهذا صارت المحطات الفضائية تفضله على الطريقة التركية.

العصمة بيد المشاهد

وكان اتحاد كتاب الدراما العرب ومقره القاهرة قد اتخذ قراراً بمناشدة شركات التوزيع بالتوقف عن استيراد الأعمال التركية، وقصر المجال فقط على الدراما العربية بحجة الحفاظ على الهوية، ولم يدركوا أن العصمة بيد المشاهد، عندما نكتشف أن الدراما التركية امتدت اليوم لتصبح منكهة عربياً نعرف أن نجاحها امتد في الفضائيات على مدى تجاوز سبع سنوات فإن هذا يعني شيئاً واحدا هو أن هناك حالة من التماهي مع تلك المسلسلات وأن الأمر لم يعد ظاهرة مؤقتة ولكنه قاعدة تحقق نجاحاً مضموناً.

أخيراً

ونقول أخيراً: إن من يملك قرار إيقاف تدفق المسلسل التركي عبر الفضائيات ليس شركات الإنتاج ولا النقابات الفنية ولكنها المشاعر، وهذا ما حدث بعد هزيمة 67 عندما أصدرت وزارة الثقافة المصرية قراراً بمقاطعة الفيلم الأميركي ومنعه من دور العرض، لأن أميركا هي الداعم الأكبر لإسرائيل، ورغم أن هذا القرار صدر قبل زمن الفيديو والفضائيات أي إن الدولة كانت تملك كل منافذ العرض والمقاطعة ممكنة، إلا أنه لم يستمر سوى بضعة أسابيع فقط لأن الناس تفضل الفيلم والنجم الأميركي بقدر ما ترفض السياسة الأميركية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن