رياضة

كرة الفتوة وسط الطوفان فهل بالإمكان أفضل مما كان؟

| شادي علوش

لم يكن أشد المتشائمين بكرة رجال الفتوة يتوقع أن يصل الحال فيه إلى ما وصل إليه الآن بعد مرور عشر جولات من بداية الدوري السوري الممتاز حيث تقبع كرة الأزرق في الترتيب ما قبل الأخير بنقطتين يتيمتين وبتعذّر الفوز وشح التهديف وبتبديل ثلاثة طواقم فنية.
حكاية عدم الفوز لم يعان منها أزرق الدير منذ موسم ٩٤/٩٥ حين عجز يومها عن الفوز حتى المرحلة ١١ على حساب الوثبة بهدفين مقابل هدف وحيد.
فيما عدا ذلك لم يسبق لنادي الفتوة أن عاش صياماً مستمراً عن تذوق طعم الانتصار طيلة الربع قرن الماضية.

وفرة مالية وتعاقدات بالجملة
بعد تشكيل الإدارة المتأخر وتعذر التوصل لاتفاق مع بعض الأسماء التي كانت مطروحة للعمل بقيادة الجهاز الفني لفريق كرة الرجال أمثال عساف خليفة وأيمن الحكيم وأحمد الشعار تم الاتفاق مع المدرب إياد عبد الكريم الذي بدأ تعاقداته بشكل مباشر وانطلق بالفترة التحضيرية قبل ٣ أسابيع من بداية الدوري.
الفريق انتدب بعض الأسماء اللامعة كالحارس يزن عرابي والهداف التاريخي للدوري السوري رجا رافع والمدافع ليث علي ولاعبي الوسط عادل عبد اللـه وكنان نعمة وإياد العويد، إضافة للظهيرين محمود عنز وعبيدة الســقي مع الحارسين عماد المنجد وأحمد شيحا.
كذلك حافظ النادي على أبنائه ميسرة العرسان وزين الفندي وشمس الدخيل وعبد الكريم فتيح وسليمان السليمان وعلي بعاج.
منذ الوهلة الأولى بدا أن الفريق بحاجة للتجانس والانسجام مع الافتقار الواضح للهداف رغم التعاقد مع أسماء مهمة هجومياً كرجا رافع كما أسلفنا ومحمد عبادي وأسعد الخضر وياسر إبراهيم ومحمد حرب والإبقاء على محمد كنيص.
الضخ المالي وصل إلى رقم غير مسبوق بتاريخ النادي إذ تجاوزت قيمة التعاقدات مبلغ ٣٠٠ مليون ليرة ســورية.

ثلاثة مدربين ونتائج لا تسر
بداية الموسم كانت بتعادل وأداء مقبول أمام الشرطة بنتيجة ١/١ تبع ذلك ثلاث هزائم أمام جبلة بهدف وتشرين بهدفين والجيش ١/٣ كانت كفيلة باعتذار المدرب إياد عبد الكريم والاستعانة بخدمات عساف خليفة.
الخليفة قاد الفريق في خمس مباريات تعادل في واحدة منها أمام الطليعة ١/١ مقابل ٤ هزائم أمام حرجلة والاتحاد والكرامة وحطين بنفس النتيجة ١/صفر ليعتذر هو الآخر عن إكمال المشوار.
لتتفق إدارة النادي مؤخــراً مع المدرب سائد سويدان الذي افتتح المشوار بالهزيمة المتوقعة أمام الوحدة ولكن النتيجة الرقمية بهدف لأربعة تعد كبيرة بكل المقاييــس.

ما الذي حدث؟
مدير الفريق وعضو مجلس الإدارة تموز العبيد أعاد سبب ما حصل من تردي للنتائج إلى قلة الحظ وعدم التوفيق في أغلبية المباريات التي لم يستطع الفريق التسجيل فيها بمرمى الخصوم مقابل تلقي أهداف في الدقائق القاتلة تجعل مهمة العودة للمباراة شبه مستحيلة.
كذلك تحدث العبيد عن تأخر فترة التحضير وعدم الوصول للانسجام وكثرة الغيابات للإصابات بين عناصر الفريق ما جعل الفتوة لا يدخل بتشكيلة ثابتة ولو لمباراتين متتاليتين فقط.
وأضاف العبيد: إن الفتوة بحاجة فوز واحد فقط كي يتم تصحيح المسار فما يحصل الآن سببه الضغط النفسي الكبير الذي يعيشه اليوم كل من يعمل داخل نادي الفتوة وهذا الضغط لا يمكن له أن ينتهي إلا بالفوز.
أما مدافع الفريق شمس الدخيل فقد أضاف إلى كل تلك الأسباب عدم ظهور بعض اللاعبين بالمستوى المعروف عنهم وحالة الضغط التي يعيشها المدافعون والحارس بسبب عدم التسجيل رغم الاعتراف بيسر الأمور المالية وعدم الشكوى مطلقاً من هذه الناحية.

ما الذي بقي؟
الفتوة تبقى له ثلاث مباريات ليختتم رحلة الذهاب حيث سيلاقي الساحل في طرطوس ثم يعود لاستقبال الوثبة في دمشق قبل أن يختتم المرحلة بمواجهة الحرية في حلب.
وميزة المباريات القادمة أنها ستجمع الفتوة باثنين من المنافسين المباشرين له في صراع المؤخرة ما يعني أن النقاط ستكون مضاعفة فهل سـيدرك الفتــوة طوق النجاة؟ هذا ما ستجيب عنه المراحل الثلاث المقبلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن