قضايا وآراء

إرهاب داعش المستجد

| ميسون يوسف

يبدو أن كلاً من تركيا وأميركا عادتا إلى استخدام داعش في إستراتيجية وصيغة منقحة، إذ بعد أن أخفق مشروع داعش الذي عمل به في سورية منذ العام 2014 برعاية أميركية تركية مشتركة، في إسقاط الدولة السورية وفشل في تسليم زمام سورية للغرب رغم كل أعمال الإجرام والإرهاب والتلفيق والتدخل الأميركي والإسرائيلي والأطلسي، رغم كل ذلك فشلت داعش في تحقيق ما أرادت أميركا فرضه وتمكن الجيش العربي السوري بدعم من الحلفاء الصادقين أن يجهز على داعش ومشروعها ويستعيد معظم الأراضي السورية من سيطرتها.
اليوم تعود داعش إلى الميدان بصيغة جديدة وإستراتيجية جديدة يرى الخبراء الإستراتيجيون أنها تقوم على عناصر ثلاثة تختلف عن إستراتيجيتها السابقة. وأهم ما في هذه العناصر إحداث الإرباك والخلل الأمني على طرق المواصلات التي تربط القلب السوري بالأطراف وإشغال الجيش العربي السوري وإرباكه لمنعه من التحشيد للانطلاق في عمليات تحرير جديدة يستعيد بها ما تبقى من أرض خارج سيطرة الدولة، وأخيراً زعزعة الأمن والاستقرار العام لمنع عودة الحياة الطبيعية واستعادة النازحين.
إن المستفيد المباشر الآن من عمليات لا بل من إستراتيجية داعش الإرهابية بشكل خاص هي أميركا وتركيا وإسرائيل حيث إن هذه العمليات الإجرامية الإرهابية التي استهدفت حتى الأمس خطوط المواصلات وقوافل عسكرية، ويخشى أن تتوسع لتشمل المدنيين على الطرق أو الأماكن الآهلة، من أجل بث الرعب والخوف في صفوفهم، وقطع طرق المواصلات عامة وطرق الاتصال البري بين مكونات محور المقاومة، كما أنها تضغط على المستثمرين من أجل التراجع والامتناع عن المشاركة في إعادة إعمار سورية.
أما تركيا فإنها ترى في عمليات الإرهاب تلك فرصة لها لكسب الوقت وإشغال الجيش العربي السوري عن استكمال عملية التحرير خاصة إدلب، ما يمكنها من السير قدماً في تنفيذ مشروعها الخاص في سورية وهو مشروع يناقض وحدة سورية وسيادتها على أرضها.
لكن سورية التي عرفت كيف تتصدى للمؤامرة الأصلية وتسقطها ستعرف حتماً كيف تجهض المؤامرة الجديدة، وبكل ثقة نقول من هزم بالأمس سيهزم غدا وسورية ستنتصر.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن