عربي ودولي

قمة «العلا» تنهي الأزمة الخليجية … مصر: حتمية البناء على هذه الخطوة لتعزيز العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة

| وكالات

أنهت قمة دول مجلس التعاون الخليجي الـ41، أمس، الخلاف المستمر منذ سنوات بين دول في مجلس التعاون ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية، في حين أكدت القاهرة «حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقاً من علاقات قائمة على حُسن النيات وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وعلى وقع ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط من توترات ساخنة، وقع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أمس، على البيان الختامي للقمة الخليجية الـ41، التي استضافتها مدينة العلا السعودية.
وعلى اعتبارها جزءاً من الأزمة الخليجية التي استمرت سنوات، وقعت مصر ممثلة بوزير خارجيتها سامح شكري على البيان الختامي.
وبعد انتهاء أعمال القمة، كتبت وزارة الخارجية المصرية في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن وزير الخارجية سامح شكري قام بالتوقيع على «بيان العلا» الخاص بالمصالحة العربية.
وأضافت: «يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي وتوجهها نحو تكاتف الصف وإزالة أي شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم؛ مع حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة انطلاقاً من علاقات قائمة على حُسن النيات وعدم التدخُل في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وأعربت الوزارة عن تقديرها وتثمّينها «كل جهد مخلص بُذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية».
وترأس القمة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نيابة عن الملك سلمان بن عبد العزيز، وأشار في كلمة افتتح بها القمة إلى أن الملك سلمان وجه بتسمية القمة الخليجية الـ41 «باسم السلطان قابوس والشيخ صباح (الأحمد الصباح) رحمهما الله».
وأشاد بن سلمان الذي كان في استقبال أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني في المطار، بالدورين الكويتي والأميركي لرأب الصدع بين دول المنطقة، مؤكداً دور القمة في تعزيز أواصر الأخوة.
بدوره، قال أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح: «نهنئ الجميع بما تحقق من إنجاز تاريخي في قمة العلا. نسعى لدعم العمل الخليجي والعربي المشترك»، في حين أشاد حاكم دبي محمد بن راشد آل ـمكتوم الذي يمثل الإمارات، بالقمة الخليجية، واصفاً إياها بـ«الإيجابية وموحدة للصف».
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» عن حاكم دبي قوله: إن «المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسكاً وتعاوناً خليجياً حقيقياً وعمقاً عربياً مستقراً».
وفي البيان الختامي، أكدت القمة، حسب موقع «العين» الإماراتي، تعزيز التعاون العسكري بين دول المجلس وصياغة سياسة خارجية موحدة».
وشدد البيان على أن «توقيع مصر على بيان العلا يؤكد على العلاقات القوية التي تربطها بدول مجلس التعاون الخليجي».
وأوضح أنه «تم الاتفاق على استكمال المنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وصياغة سياسة خارجية موحدة لدول المجلس».
كما أكد البيان تعزيز الدور الإقليمي والدولي للمجلس من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأوضح، أنه تم اعتماد قانون الإجراءات الوقائية من الأمراض المعدية والوبائية ومكافحتها في دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاء التوقيع في اختتام الجلسة الافتتاحية للقمة، التي أكدت ضرورة التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي.
وكان مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، كشف أول من أمس أنه تم التوصل إلى انفراج في العلاقات بين قطر والسعودية وبلدان أخرى، لافتاً إلى أنه سيتم التوقيع على اتفاق لإنهاء الخلاف.
وأوضح المسؤول الأميركي، حسب وكالة «رويترز»، أنه بموجب الاتفاق ستنهي الدول الأربع الحصار المفروض على قطر، على أن تتخلى الأخيرة في المقابل عن الدعاوى القضائية المتعلقة بالحصار، وأضاف: «حققنا انفراجاً في الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي».
وفرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظراً دبلوماسياً على قطر، وقطعت روابط التجارة والسفر معها منذ منتصف عام 2017 متهمة إياها بدعم الإرهاب.
وتصاعدت الحرب الإعلامية ضد قطر، التي وقّعت معاهدة للدفاع المشترك مع النظام التركي حيث أنشأ قاعدة عسكرية له على أراضيها، ووصل العداء بين الدول الخليجية الثلاث ومصر من جهة وقطر من جهة ثانية إلى حد تقديم الدوحة قبل عدة أيام شكوى في الأمم المتحدة ضد البحرين لاختراقها مجالها البحري، ليحمل الإعلان السريع عن المصالحة الكثير من التساؤلات لاسيما أنه جاء على وقع التصعيد الأميركي الإسرائيلي ضد إيران، وفي آخر أيام عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن