سورية

أكد الاتفاق على تقديم ما يلزم للعمالة السورية واستمرار التواصل والتنسيق … السفير الغانم لـ«الوطن»: هناك إيجابية مطلقة لدى الجزائر ورغبة بإعادة تفعيل العلاقات بين البلدين

| سيلفا رزوق

وصف سفير سورية في الجزائر، نمير الغانم، العلاقات السورية الجزائرية بأنها كانت جيدة على الدوام، ولم تمر بأي حالة انقطاع على كل الصعد، مؤكداً أن الجزائر هي من الدول الصديقة والشقيقة، والدولة الأكثر وضوحاً في علاقتها مع الجمهورية العربية السورية والحكومة السورية، ولافتاً إلى أن العلاقة كانت طيبة وتاريخية على الدوام بين الشعبين الشقيقين.
وفي تصريح لـ«الوطن»، أشار الغانم إلى اللقاء الذي جمعه أول من أمس مع وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري الهاشمي جعبوب، والذي تم بناء على طلب السفارة، حيث جرى عرض ما وصلت إليه سورية من انتصارات بفضل الجيش العربي السوري، والوضع السياسي الحالي، وما تقوم به الحكومة السورية لتفعيل الوضع الاقتصادي وخاصة من الناحية المعيشية للمواطنين.
وبيّن الغانم أنه نظراً للعلاقة التاريخية التي تجمع سورية والجزائر وشعبي البلدين، وما يربط بينهم من علاقات أخوية، يوجد الكثير من العمالة السورية المقيمة في الجزائر، حيث جرى استعراض المشاكل التي يعانون منها، وما يمكن تقديمه من حلول ليتمكنوا من الاستمرار، وبقائهم بالشكل الأمثل حتى يتمكنوا من العودة إلى وطنهم الأم الذي يرحب دائماً بكل مواطنيه أينما كانوا في بقاع الأرض.
وشدّد السفير الغانم على الإيجابية المطلقة التي أبداها وزير العمل والأشغال والضمان الاجتماعي الجزائري في التعاون، حيث وجه كل إدارات وزارته للتعامل مع العمال السوريين الموجودين في الجزائر، مشدداً على أن هذا ليس بغريب على الجزائر والحكومة الجزائرية، وهذا التعاون والإيجابية الدائمة التي يلاقيها السوريون منهم.
ولفت السفير الغانم إلى أنه جرى بحث الاتفاقيات الثنائية والتي كان آخرها ما جرى توقيعه عام 2010، والتي تتعلق بالعمال والعلاقات الثنائية لناحية العمالة، والتي وقّعت بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية ووزارة العمل والتشغيل الجزائرية، لافتاً إلى أنه جرى الاتفاق على العمل بها إلى حين تحديثها أو إعادة صياغة اتفاقية جديدة، ومعرباً عن أمله في أن يتم ذلك قريباً، وموضحاً في الوقت نفسه أن الوزير الجزائري أكد على استمرار التواصل، كما وجه المعنيين في وزارته لتقديم مقترحاتهم حول هذا الأمر.
وأشار السفير الغانم إلى أن هذه الاتفاقية وبعد عشر سنوات من الحرب الكونية وما مرت به سورية نتيجة لذلك، ربما تحتاج لإعادة تفعيل وتنشيط بشكل تسمح الجزائر باستقبال العمالة السورية بما يضمن حقوق الطرفين، مشدداً على أن السفارة السورية تؤكد على السوريين الموجودين بالجزائر على الالتزام بالقوانين الناظمة بالجزائر، فهذه القوانين تشكل الأسس الناظمة للعمل واستمرار العمالة السورية في الجزائر، «على أمل أن يتم استقبال عمالة أكثر في المستقبل القريب»، ومبيناً أنه كان هناك شروط وضوابط بسبب هواجس عدة من الممكن تجاوزها الآن.
ووصف السفير الغانم الاجتماع بالودي والإيجابي جداً، معبراً عن ارتياحه الشديد لما لمسه من إيجابية لدى شخص الوزير جعبوب ولدى طاقم الوزارة الذين حضروا الاجتماع، ومعرباً عن أمله في أن يحصل اجتماع قريب بين المعنيين بين وزارتي البلدين.
وأشار السفير الغانم إلى أن كل الاتفاقيات بين الدول تخضع لإعادة تقييم في كل فترة، والآن سورية والجزائر في مرحلة إعادة تقييم للاتفاقيات الثنائية، مشدداً على أن الأمر الأساسي الذي جرى خلال لقاء أول من أمس، هي الإيجابية المطلقة في الرغبة بإعادة تفعيل العلاقات بين البلدين، بحيث تكون بشكلها الأمثل، وأفضل مما كانت سابقاً، وهذا ما نأمله ونطمح إليه، وما نتوقعه من الأشقاء في الجزائر.
ولفت السفير الغانم إلى الزيارة الناجحة التي قام بها وزير الخارجية الجزائرية السابق لسورية عام 2017، معرباً عن أمله في حصول زيارات رسمية في المستقبل القريب بما يعزز العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين.
وكان اللقاء الذي جمع أول من أمس السفير الغانم ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري الهاشمي جعبوب، بحث فرص التعاون والشراكة القائمة، في مجالات العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي.
وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، أن اللقاء شكّل «فرصة للطرفين لاستعراض علاقات الصداقة التاريخية التي تجمع الجزائر وسورية»، حيث جرى بحث «المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما فرص التعاون والشراكة القائمة بين البلدين في مجالات العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي».
وجرى الاتفاق على «العمل المشترك من أجل توحيد الرؤى والعمل مستقبلاً على رفع مستوى التعاون الثنائي، حسب تطلعات البلدين الشقيقين والدفع بديناميكية جديدة لتنويع مجالات الشراكة».
وعبّر وزير العمل والأشغال الجزائري عن الاستعداد «لبحث سبل وآليات إعادة تعزيز التعاون الثنائي بين الجزائر وسورية في الميادين ذات الصلة بنشاطات القطاع».
من جهته، رحب السفير الغانم بالمقترحات المقدمة من طرف وزير الأشغال الجزائري، مؤكداً الرغبة في «وضع أطر لتطوير علاقات التعاون الثنائي وتقريب التشاور، ولاسيما من خلال تبادل الخبرات والتجارب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن