سورية

روسيا: «حظر الكيميائي» مصابة بمرض التسييس وتحوّلت إلى أداة لعقاب الأطراف غير المرغوب فيها

| وكالات

انتقدت روسيا بشدة سياسات الأمانة التقنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إزاء الملف السوري، واعتبرت أن المنظمة «مصابة بشكل خطير بمرض التسييس»، وأنها تحولت الآن إلى أداة للتلاعب السياسي وعقاب الأطراف غير المرغوب فيها، داعية إلى ضرورة التأكد من قدرتها على تطبيق تفويضها.
وشدد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، خلال جلسة افتراضية عقدها مجلس الأمن الدولي أول من أمس بشأن سير تطبيق قراره رقم 2118، حسبما ذكر موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، على أن حجم الأدلة على وقوع مخالفات في عمل أمانة المنظمة تخطى حتى أوائل عام 2021 عتبة حرجة.
وأكد بوليانسكي، أن المشكلة أوسع بكثير من الملف السوري وتحمل طابعاً نظامياً، حيث يدور الحديث عن «أزمة الثقة بإحدى المنظمات الدولية الأكثر مصداقية في العالم سابقاً والتي تتحول الآن إلى أداة للتلاعب السياسي وعقاب الأطراف غير المرغوب فيها».
وأشار إلى أن التقييمات، التي أدلى بها خوسيه بستاني أول مدير عام للمنظمة أمام مجلس الأمن في تشرين الأول الماضي، تعكس الوضع الداخلي الذي يهدد بمشكلات خطيرة سمعة المنظمة وفاعليتها، مؤكداً أن موسكو كانت تصر على دعوة المدير العام الحالي للمنظمة فرناندو آرياس إلى المناقشات بشأن ما يسمى «ملف الكيميائي» في سورية في مجلس الأمن بغية توضيح المسائل العالقة لكنه استخدم «حججاً مختلفة» لتفادي حضور المناقشات.
وسبق لبستاني أن أكد أمام جلسة لمجلس الأمن مؤخراً، أن كل الاتهامات التي تم تلفيقها ضد سورية غرضها تنفيذ أجندات سياسية أميركية وغربية.
وأوضح الدبلوماسي الروسي، أن سورية انضمت طوعاً إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وأتلفت ترسانتها الكيميائية وأغلقت برنامجها الكيميائي بالكامل في عام 2014، لكن بعض الدول تستمر في استغلال «ورقة كيميائية» بهدف تصعيد الضغط في مسعى للإطاحة بحكومة دمشق من خلال توجيه اتهامات خطيرة إليها استناداً إلى «أدلة غير مقنعة إطلاقاً».
وحذّر بوليانسكي من أن دور الأمانة التقنية للمنظمة في هذه المساعي ازداد سلباً، محملاً إياها المسؤولية عن التخلي عن الإجراءات الاعتيادية في مجال جمع الأدلة والتلاعب بالحقائق وقمع وإخافة المسؤولين المعارضين لمثل هذه الأنشطة.
وأكد أن أمانة المنظمة تقوم بتضخيم المسائل المتعلقة بإعلان الحكومة السورية الأولي بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى مثل هذه القضايا تمثل أمراً عادياً وواجهتها العديد من الدول الأخرى، منها كندا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا وأميركا وليبيا والعراق.
وشدد على ضرورة التأكد من قدرة المنظمة على تطبيق تفويضها، مضيفاً: إن الملف السوري أصبح اختبارا سلط الضوء على المشاكل التي تقوض أنشطة أمانتها التقنية.
وأكد الدبلوماسي الروسي ضرورة بذل جهود جماعية لمواجهة هذه «النزعة الخطيرة للغاية»، مضيفاً: «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مصابة بشكل خطير بمرض التسييس، ولن تؤدي الدعوات إلى صرف الأنظار عن هذه المشكلة إلا إلى تفاقم الوضع».
وأدانت سورية الضغوط الغربية الرامية لإرغام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ودول أعضاء فيها على اعتماد مشروع قرار فرنسي غربي يزعم زوراً وبهتاناً «عدم امتثالها» لالتزامها بموجب اتفاقية الحظر، مؤكدة أن أي قرار سيصدر عن المجلس التنفيذي استناداً لفبركات «فريق التحقيق وتحديد الهوية» هو قرار مسيّس يهدف إلى إلصاق تهمة استخدام أسلحة كيميائية بسورية وتبرئة الإرهابيين ورعاتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن