الأولى

في رثاء المطران لوقا الخوري

| بقلم: بشار الجعفري

رددت الشام اليوم صدى خبر حزين هو ترجل فارس دمشق القديمة عن صهوة حصان الحياة. مطعم «النارنج» في باب شرقي يتقبل التعازي من مرتاديه الذين يعرفون نيافة المطران لوقا الخوري ويدركون أن شجر النارنج داخل المطعم قد فقد رائحته الزكية تعاطفاً مع زائرها اليومي الذي حرمه فيروس كورونا اللعين من حاسة الشم قبل أن يغتاله بلؤم شديد.
المطران لوقا صديق قريب مني ومن عائلتي، جمعتنا محبة الوطن وعناء الأزمة ووحدة النظر إلى مشهد التحديات الجسام. صداقتنا الثنائية امتدت لتصبح حديقة غناء من الصداقات مع كثير من الناس والمعارف.
كان الرجل ذا مبدأ، حافظاً للود، يبادر للاتصال من حين لآخر للاطمئنان، وعندما تسعفه الظروف كان يزورنا في نيويورك على هامش زياراته الرعوية الدافئة، أما عندما كنت أزوره أنا وعائلتي في دمشق فقد كان يصطحبنا إلى دير صيدنايا التي نحبها ونجد فيها صومعة لراحة النفس والروح.
حمل نيافة المطران لوقا على أكتافه العديد من المسؤوليات الكهنوتية التي جعلته معاوناً لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، الكنيسة المشرقية، في مقرها المضياف في نهاية سوق مدحت باشا، لكن هذه المسؤوليات لم تحجب عنه الاهتمام بكمٍ واسع من العلاقات الاجتماعية والصداقات المتنوعة من خارج سلك الكهنوت بما جعله منفتحاً على جمالية وغنى تلك العلاقات.
الوداع يا صديقي العزيز والرحمة لروحك الآدمية المميزة.
ارقد بسلام بعد أن شهدت هزيمة مشاريع تخريب بلادنا وانحسار أعاصير الموت وتمزيق رايات الإرهاب السوداء.
إنَّا لله وإنّا إليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن