سورية

بدء تطبيق الاتفاق النووي يشكل أفقاً جديداً في العلاقات الاقليمية والدولية … إيران: التعاون بين روسيا وسورية وإيران والعراق لمواجهة الإرهاب هو معيار لتقويم إخفاق الإجراءات الاستعراضية الأميركية

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ضرورة الاستفادة من السبل السياسية في تسوية الأزمات الإقليمية وتجنب اللجوء إلى استخدام القوة والعنف، معتبراً أن التعاون بين روسيا وسورية وإيران والعراق لمواجهة موجة الإرهاب والانتصارات على الأرض هي نتيجة الصدق في المكافحة الحقيقية للإرهاب.
وقال شمخاني في كلمة ألقاها في الجلسة الختامية للاجتماع التمهيدي لمؤتمر ميونيخ الأمني: «إن الاستقرار والأمن هما الحاجة الرئيسية المشتركة لدول المنطقة للتنمية والتطوير وإن إيران أعلنت مراراً استعدادها للحوار مع الدول الرئيسية المتورطة في الأزمات الإقليمية لتسوية هذه الأزمات».
وأضاف: «إن البيئة الأمنية في غرب آسيا متأثرة بقمع الشعب الفلسطيني من الكيان الصهيوني ونشر الإرهاب في سورية والعراق والاعتداء السعودي على اليمن».
واعتبر شمخاني التعاون بين روسيا وسورية وإيران والعراق لمواجهة موجة الإرهاب والانتصارات على الأرض هي نتيجة الصدق في المكافحة الحقيقية للإرهاب وهي معيار لتقويم إخفاق الإجراءات الاستعراضية الأميركية التي شكلت تحالفاً مع 60 بلداً لمكافحة داعش.
كما اعتبر شمخاني أن الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وبدء مرحلة تطبيقه يشكل أرضية وأفقاً جديداً في العلاقات الإقليمية والدولية، وأن إيران تسعى في مرحلة ما بعد الحظر إلى توفير ظروف مناسبة للتعامل الإقليمي والدولي البناء المرتكز على الحوار والتفاهم.
بدوره أكد مساعد القائد العام للقوات المسلحة للشؤون الإستراتيجية والرقابة في هيئة الأركان العامة الإيرانية اللواء مصطفى ايزدي أن التجربة التاريخية تؤكد أنه لا ينبغي الثقة بالولايات المتحدة الأميركية.
وأضاف إيزدي في تصريح له أمس: «إن الطريق الذي سلكناه كان مملوءاً بالتقلبات وعلى الثورة الإسلامية مواصلة طريقها بقوة».
بدوره قائد قوات الشرطة الإيرانية العميد حسين أشتري أدان في تصريح له ممارسات الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي ووصفهما بأنهما من أسوأ أمثلة الإرهاب في المنطقة.
من جانبه أكد رئيس مؤسسة تعبئة المستضعفين في إيران بسيج العميد محمد رضا نقدي أن المرحلة الحالية ستنتهي إلى وضع نهاية لتنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف نقدي في تصريح له: إن الولايات المتحدة أوجدت تنظيم داعش الإرهابي لتوفير الأمن للصهاينة.
وأكد ضرورة أن يصون الجميع الوحدة والعزيمة والتكاتف الوطني من أجل استمرار نهج مقارعة الاستكبار حتى إزالته وأن المرحلة اللاحقة للاتفاق النووي تتمثل بمرحلة انهيار هذا الاستكبار.
وعن التهديدات التي يوجهها تنظيم داعش والتنظيمات التكفيرية لإيران قال: «إن الشعب الإيراني شل حركة ممول تنظيم داعش المتمثل بالولايات المتحدة وإن التحرك الذي بدأ سيخرج المواضع الإستراتيجية العالمية من أيدي الولايات المتحدة».
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد أن طهران وبرلين تستطيعان التعاون في مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأشار روحاني خلال لقائه وزير الخارجية الألماني فالتر شتاينماير أمس الأول إلى موضوع انتشار الإرهاب وضرورة التعاون بين جميع البلدان في مجال مكافحته وقال: «إن إيران وألمانيا تستطيعان التعاون في مسار إيجاد حلول للمشكلات الإقليمية والدولية ولا سيما في مجال التصدي المؤثر للإرهاب وإرساء السلام والاستقرار على صعيد المنطقة فضلاً عن تمتين الأواصر بينهما». وأكد روحاني أن التعاون لإيجاد حلول للمشكلات كالإرهاب يتطلب التزاماً من جميع البلدان والابتعاد عن اعتماد معايير انتقائية وعلى البعض أن يقتنع بأن التنظيمات الإرهابية لا تعد أداة مناسبة لتحقيق أهدافه مضيفاً: إن فقدان الإرادة الجادة لدى بعض البلدان من بين المشكلات التي تواجه الكفاح المؤثر والحازم لضرب الإرهاب.
واعتبر روحاني أن التنفيذ الدقيق للاتفاق النووي يصب في مصلحة الجميع وأن مساعي جميع أطراف المفاوضات النووية ينبغي أن تركز على التنفيذ الدقيق لجميع الالتزامات لكي تشعر جميع البلدان السبعة أنها استفادت من الاتفاق، مضيفاً: إن الفائدة العامة من الاتفاق إلى جانب التعاون الاقتصادي بين إيران وألمانيا تشكل مفتاحاً يستطيع تعزيز أسس هذا الاتفاق.
من جهته قال شتاينماير: «إن جهوداً مشتركة وكثيرة بذلت للتوصل إلى الاتفاق النووي وإنني هنا لإيجاد تحرك جاد في مسار إحياء العلاقات على مستوى رفيع وتعزيز الطاقات التي يمتلكها البلدان». وأشار إلى زيارة ثلاثة وفود اقتصادية ألمانية كبيرة إلى طهران خلال الأسابيع الأخيرة واعتزام وفدين اقتصاديين ألمانيين آخرين كبيرين زيارة إيران واصفاً ذلك بالمؤشرات الطيبة إلى وجود طاقات كبيرة لدى الطرفين لتعزيز العلاقات وفي مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية.
إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن العمل بدأ لتنفيذ الخطة المشتركة لتسوية الملف النووي الإيراني وأن الأطراف المعنية تنوي متابعة تطبيق كل الشروط.
ونشرت الخارجية على موقعها الإلكتروني أمس أنها تنوي متابعة بذل الجهود من أجل التطبيق العملي للخطة الشاملة المشتركة لتسوية قضية البرنامج النووي الإيراني، الخطة التي دخلت أمس حيز التنفيذ رسمياً.
وقد صدق البرلمان الإيراني في 13 تشرين الأول على مشروع قانون تطبيق الاتفاق النووي.
وترى الخارجية الروسية ديناميكية إيجابية في تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يتناسب مع خريطة الطريق الخاصة بتوضيح مسائل مرتبطة ببرنامج إيران النووي، وتنتظر تعزيز التعاون بين الطرفين.
وكانت إيران ودول مجموعة خمسة زائد واحد توصلوا في 14 تموز الماضي إلى الاتفاق النهائي لتسوية الملف النووي الإيراني، وصدق مجلس الأمن الدولي عليه في العشرين من الشهر ذاته كما صدق مجلس الشورى الإيراني في 13 تشرين الأول الجاري على مشروع قانون تطبيق الاتفاق النووي.
(سانا – روسيا اليوم)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن