سورية

عفرين منذ احتلالها: مقتل 604 مدنيين و7343 مخطوفاً ونزوح مئات الآلاف وقطع مئات آلاف الأشجار

| وكالات

أكدت «منظمة حقوق الإنسان في عفرين»، أن مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي والمحتلة من النظام التركي ومرتزقته الإرهابيين، شهدت منذ احتلالها في آذار 2018 مقتل 604 مدنيين، و7343 حالة اختطاف، ونزوح نحو 300 ألف شخص، وقطع ما يزيد على 314400 شجرة، والاستيلاء على الآلاف من منازل المهجرين.
وقالت المنظمة في تقرير حول الانتهاكات والممارسات الإجرامية لقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها من الإرهابيين في مدينة عفرين، حسب موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن المدينة شهدت العام الماضي مقتل 58 شخصاً و987 حالة خطف بينها 92 امرأة، وقطع أكثر من 72 ألف شجرة، إضافة إلى تدمير وسرقة 50 موقعاً أثرياً.
وحول الإحصاءات المتعلقة بالأعوام الثلاثة الماضية، منذ احتلال النظام التركي للمدينة، أشارت المنظمة، حسب الموقع إلى أن 604 مدنيين قتلوا خلال تلك السنوات، منهم 498 نتيجة قصف قوات الاحتلال التركي والميليشيات المسلحة الموالية لها، مشيرة إلى أنها وثقت تعرض 696 شخصاً لجروح نتيجة ذلك القصف، منهم حوالي 303 أطفال، أما حوادث الألغام والمفخخات فبلغت 207 حالات.
وعن حالات الاختطاف، التي ذكرت أنها أصبحت «تجارة رابحة»، قالت المنظمة: إنها «وثقت 7343 حالة اختطاف خلال السنوات الثلاث الفائتة من السيطرة التركية على المدينة (احتلالها)، وأن مصير أكثر من نصفهم ما زال مجهولاً»، موضحة أن بعض المدنيين تعرضوا لاختطاف متكرر بهدف طلب «فدية مالية».
ولفتت المنظمة، إلى أن مئات الآلاف من أهالي المدينة نزحوا عنها، مقدرة أعداد النازحين منذ آذار 2018 حتى اليوم بنحو 300 ألف نازح، بينما «النزوح ما زال مستمراً».
واحتلت قوات النظام التركي ومرتزقته من الإرهابيين مدينة عفرين في 18 آذار عام 2018، بعد أن رفضت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية تسليم المدينة للجيش العربي السوري ليتولى الدفاع عنها، حيث قامت قوات الاحتلال وإرهابيوها حينها بأعمال تخريب ونهب في المنازل والمنشآت، بعد تدمير مئات المنازل وتهجير آلاف المدنيين.
وقالت المنظمة: إنها «وثقت قطع ما يزيد على 314400 شجرة زيتون وأشجار حرجية أخرى، وذلك للاتجار بحطبها»، مشيرة إلى أن ما يزيد على ثلث المساحة المخصصة للزراعة المقدرة بـ11 ألف هكتار، تعرضت للحرق، خلال السنوات الثلاث الماضية.
ولفتت أنه تم الاستيلاء على الآلاف من منازل المهجرين وأن العشرات منها تم تحويله إلى سجون ومعتقلات ومقرات تابعة للإرهابيين التابعين للاحتلال التركي.
أما ما يخص المواقع الأثرية في عفرين مثل «معبد عين دارا، النبي هوري، كهف الدودرية، قبر مار مارون»، فقد أكدت المنظمة أن أغلب المواقع تعرضت للتدمير خلال الاعتداءات على المدينة، وأن معظم تلال المدينة الأثرية البالغة 75 تلاً أثرياً، تعرضت للحفر والتنقيب، بحثاً عن الآثار واللقى الأثرية.
وأوضحت، أنه حسب إحصاء لمديرية آثار عفرين، فقد «تم تخريب وتدمير 28 موقعاً أثرياً ومستودعاً، و15 مزاراً دينياً لمختلف المذاهب والأديان، إضافة إلى تجريف العديد من المقابر وتحويل إحداها إلى سوق للماشية».
وأشارت المنظمة إلى أن النظام التركي، يسعى منذ ثلاثة أعوام إلى «تغيير هوية عفرين ومعالمها وصبغها بالهوية التركية عبر تغيير أسماء الشوارع والميادين والمرافق العامة والمستشفيات ورفع العلم التركي فوق المدارس والمرافق العامة».
وأعطت المنظمة بعض الأدلة على ذلك، ومنها تغيير أسماء الساحات الرئيسة في مركز المدينة، حيث أطلقت أسماء: «ساحة أتاتورك» «دوار غصن الزيتون»، كما غيرت أسماء بعض القرى فقرية «قسطل مقداد» تحولت إلى «سلجوق أوباسي»، وقرية «كرزيله» إلى «جعفر أوباسي».
وبيّنت، أن تغيير أسماء الأماكن الاستراتيجية ترافق مع وضع العلم التركي وصور رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في كل مكان وعلى لوحات الدلالة في كل قرية وناحية ومركز مدينة، فضلاً عن تعليم اللغة التركية في المدارس ووضع العلم التركي على ألبسة التلاميذ.
وناشدت المنظمة في ختام تقريرها، الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للضغط على حكومة النظام التركي «لوقف اعتداءاتها بحق كل المواطنين السوريين عامة وعفرين خاصة والضغط عليها لسحب كل قواتها من الأراضي السورية والسماح للمهجرين بالعودة إلى ديارهم، داعية المنظمات الحقوقية والإنسانية ووسائل الإعلام للدخول إلى عفرين لتوثيق انتهاكات الاحتلال التركي والإرهابيين التابعين لها ونقل صورة ما يجري على الأرض للعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن