سورية

النقاش لـ«الوطن»: أميركا دخلت في حالة إرباك كبيرة وانقسام حاد بين مكونات الشعب

| منذر عيد

اعتبر منسّق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الإستراتيجية في لبنان، أنيس النقاش، أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي عقدت قبل أيام، ليست في توقيتها وشكلها، إلا محاولة أميركية وعبر الإكراه لترتيب بيت حلفائها من أجل تجميع القوى لمواجهة دول محور المقاومة، ورأى أن ما حصل في الولايات المتحدة من اقتحام لمقر الكونغرس من قبل مناصري الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، يدلل على دخول البلاد في حالة إرباك كبيرة وانقسام حاد بين مكونات الشعب الأميركي.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش حفل تأبين أقامته السفارة الإيرانية في دمشق، الخميس الماضي، إحياء للذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني قائد «فليق القدس» ورفاقه، قال النقاش: «إن مجلس التعاون الخليجي أنشئ بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران، ولم يكن في يوم من الأيام متوجها لمقاومة الاحتلال الصهيوني بل كان مساعدا لكل تآمر على الأمة العربية والإسلامية».
وأشار النقاش إلى أن الولايات المتحدة تخرج من المنطقة وتريد ترتيب بيت حلفائها فيما بينهم، ولذلك قامت بالضغط عليهم للكف عن هذه الصراعات الجانبية، وإعادة جمع الأمن فيما بينهم من أجل تجميع القوى لمواجهة محور المقاومة.
وبيّن النقاش، أن هناك تفاوتاً في دول مجلس التعاون الخليجي، فهم ليسوا بالمستوى نفسه، فعمان لديها سياسة معتدلة نسبيا، حيث لديها علاقة مع الولايات المتحدة، وحتى مع الكيان الصهيوني لكنها لا تتدخل في الصراع، على حين بقية الدول كالإمارات والسعودية، فقد وضعت نفسها في صراع مفتوح، وكذلك قطر وضعت نفسها بالصراع في بعض الأماكن، لافتاً إلى أنه «ولذلك يجب أن نراقب عن قرب أي مدى يستطيع الحلف الشيطاني، أن يقف في وجه المقاومة ويمكن أن يدعّم أسسه ويخرج إلى العلن بمشاريع محددة»، مشدداً على أن هذا أمر خطر لأنه يغير في الجغرافيا السياسية للمنطقة، وبناها التحتية، والأخطر منه أنه يسمم العقول في المنطقة».
وبالنسبة للأحداث التي شهدتها واشنطن، من اقتحام أنصار ترامب لمقر الكونغرس خلال جلسة التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن الأربعاء الماضي، أشار النقاش إلى أن معركة ترامب الأساسية هي في الداخل الأميركي، مستبعدا أي اشتباك في الخارج رغم كل التهويلات.
وأضاف: إن ما حدث في الكونغرس يشير إلى أن المعركة الأساسية بدأت في واشنطن، معربا عن اعتقاده أن تداعياتها لن تنتهي بسهولة، فلدى ترامب متطرفون يريدون دعمه وهو لن يستسلم وهذا لا يعني أنه سينتصر في معركته.
وقال النقاش: المؤكد مئة بالمئة أن الولايات المتحدة دخلت حالة إرباك كبيرة وانقسام حاد بين مكونات شعبها فأنصار ترامب ليسوا مجموعة منعزلة، وبالتالي لن تستقر الولايات المتحدة أمنياً ولا اقتصادياً ولا في سياستها الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن