اعتقالات ومحاسبة بالجملة و«تويتر» يحظر ترامب نهائياً … ترامب لن يستقيل.. والمؤسسات تتحرك لعزله ومعاقبته

مازالت تداعيات واقعة اقتحام مبنى «الكابيتول» تلقي بظلالها الثقيلة على الساسة والمؤسسات الأميركية، التي حاولت ولا تزال، بكل ما تستطيع من إعلام وقوانين وأدوات، ترميم الشرخ الذي كشفته تظاهرات الأربعاء الفائت، وإعادة تحصين ما ظهر من هشاشة في النظام والقوى الحاكمة.
الاتجاه الأميركي لتحميل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، مسؤولية ما جرى أمام الكونغرس، سار بخطا متسارعة، لتظهر وللمرة الأولى وبشكل علني دعوات ومطالبات رسمية بتنحيته، ومحاسبته على ارتكابات شكلت خطوطاً سياسية حمراء ولعشرات السنين لدى المؤسسات الأميركية الحاكمة، لتأتي أول المطالب من حزبه نفسه، حيث وزّع زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل، أول من أمس، وثيقة تحدد إجراءات تنفيذ محاكمة أخرى للرئيس دونالد ترامب، في حال تم عزله.
رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قالت في تصريحات لها أمس: إنها أصدرت تعليماتها إلى لجنة القواعد للاستعداد للمضي قدماً في مساءلة ترامب، ما لم يقدم استقالته بعد أعمال شغب لأنصاره في مبنى الكونغرس.
وأضافت بيلوسي خلال اجتماعها مع الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب: «يأمل الأعضاء أن يستقيل الرئيس على الفور، سيحافظ مجلس النواب على كل الخيارات، نواصل مداولاتنا باحترام كبير».
وفي وقت سابق، قالت بيلوسي: إن النواب أمامهم «عدة خيارات» لمساءلة ثانية محتملة للرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
ورداً على سؤال عن الجدول الزمني للمضي قدماَ في مجلس النواب بشأن المساءلة، قالت بيلوسي للصحفيين: «حديثنا مستمر. لدينا عدة خيارات حتى الآن».
أعضاء تابعون للحزب الديمقراطي، كانوا وزعوا بدورهم مسودة مادة لعزل الرئيس الأميركي، تحمل عنوان «التحريض على التمرد».
وتتهم المسودة، التي نشرتها شبكة «إن بي سي» الأميركية، دونالد ترامب بالمشاركة في جرائم وجنح كبيرة من خلال التحريض عمداً على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة، كما تعتبر أنه هدد سلامة النظام الديمقراطي وتدخل في انتقال سلمي للسلطة، وعرّض قطاعاً من الحكومة للخطر وخان الأمانة بصفته رئيساً.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت بدورها أن ترامب المنعزل في البيت الأبيض أبلغ مقرّبين بأنه لا يعتزم الاستقالة.
يأتي ذلك في وقت حظر فيه موقع «تويتر» حساب الرئيس ترامب نهائياً، وقالت المنصة: إن الإجراء يأتي خشية نشر مزيد من التحريض، ليتصدر وسم «حظر ترامب» قوائم الترند العالمية.
بالتوازي، بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «إف بي آي»، ومؤسسات أميركية متعددة محاسبة أنصار ترامب المشاركين في اقتحام مبنى الكونغرس، مؤخراً عبر إلقاء القبض على بعضهم وفصل آخرين من وظائفهم.
وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن الأمور تتجه نحو مزيد من الاعتقالات خلال الأيام المقبلة، بعد تفاعل القضية بشكل أكبر بين الأوساط الأميركية والعالمية وتزايد المطالبات على الصعيدين الشعبي والسياسي، داخل الولايات المتحدة باستقالة ترامب لكونه المحرك الرئيس، وراء ما حدث ومعاقبة أنصاره الذين اقتحموا الكونغرس ووصفتهم الصحافة الأميركية «بالغوغائيين».
جهات التحقيق الأميركية وجهت اتهامات بالمشاركة في أعمال التخريب لسياسي يدعى ديريك إيفانز بعدما نشر فيديو لنفسه، وهو بصحبة أنصار ترامب قبل اقتحام الكونغرس وأثناء دخوله معهم، وقد يواجه المشاركون في اقتحام مبنى الكونغرس عدداً كبيراً من الاتهامات التي تبدأ من التعدي على ممتلكات الغير وصولاً إلى حيازة عبوات ناسفة وغيرها من التهم التي تعتبر من المخالفات الجسيمة.