ثقافة وفن

كورونا ينهي حياة تلميذ «مدرسة المشاغبين» هادي الجيار

| وائل العدس

فارق الممثل المصري هادي الجيار الحياة يوم أمس متأثراً بإصابته بفيروس كورونا عن عمر ناهز 71 عاماً، هذا المرض الذي طالما حذر محبيه ومتابعيه منه، حيث إنه كان يخشاه بشدة، إلا أن قدره كان الموت به، لكنه أعلن منذ أيام إصابته فكتب منشوراً قال فيه: «ضربني فيروس كورونا اللعين، نسألكم الدعاء بالشفاء»، وخلال أيام تدهورت حالته الصحية، ما استلزم دخوله المستشفى لتلقي العلاج، ليكون ثالث ضحايا الفيروس في الوسط الفني المصري، بعد رجاء الجداوي وفايق عزب.
واكتسب الراحل شهرة كبيرة بمشاركته في مسرحية (مدرسة المشاغبين) مع عادل إمام وسعيد صالح ويونس شلبي وأحمد زكي، لكنه لم يحقق البطولة المطلقة مثلما حققها كل من هؤلاء النجوم لاحقاً.

وأصاب هذا الخبر الوسط الفني وجماهيره في مصر والعالم العربي بحالة من الصدمة والحزن بعد مشوار لم يكن طويلاً مع الإصابة بالفيروس، تاركاً مسيرة فنية ممتدة ومتنوعة من مسرح ودراما وسينما.
الراحل حاصل على بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، وقد بدأ مشواره الفني عندما جاءته الفرصة للاشتراك في مسرحية «مدرسة المشاغبين» بدور «لطفي» ثم اتجه إلى التلفزيون والسينما.
الجيار ترك مكانه فارغاً في مسلسل «موسى»، الذي بدأت أعمال تصويره أخيراً في العاصمة المصرية القاهرة، تمهيداً لعرضه في رمضان المقبل، وها هو يودع زملاء له بعد أن غادر مشهد الحياة، ليرثيه ثلة من النجوم الذين عملوا معه عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن ألبسوها ثياب الحداد، مستحضرين في الوقت ذاته، جملة من أعماله، فهو أحد الذين تركوا علامة فارقة في مسلسل «المال والبنون» وكذلك «الراية البيضا»، و«الضوء الشارد» و«الأسطورة» و«ولد الغلابة» و«أبناء ولكن»، إضافة إلى عدد كبير من الأعمال الدرامية، وهو إحدى شخصيات أفلام «ثم تشرق الشمس»، و«احترس عصابة النساء»، وأيضاً «رحلة المشاغبين» التي رأت النور في فترة الثمانينيات من القرن الماضي.
ويتوقع أن يحدث رحيله ارتباكاً في مسيرة مسلسل «الاختيار 2»، حيث كان الراحل قد صور خلال الفترة الماضية جزءاً من مشاهده التي يجسد فيها دور والد الفنان أحمد مكي.

الراحل والمرض

في لقاء تلفزيوني قديم تحدث هادي الجيار عن رؤيته للمرض، وقال: «المرض ده امتحان من ربنا.. وأكتر حاجة مرعبة.. أنا بترعب من المرض وبخاف منه.. بيبقى الإنسان في حالة ضعف ومش قادر، وعيان وتعبان، ومفيش إنسان يتمنى يكون في الحالة دي».
وأضاف: «لما اضطريت أعمل عملية قلب مفتوح منذ سنوات، وكنت عايز أكتب وصيتي، ولكن ربنا أكرمني بإني دخلت وعملت العملية.. وقبلها بليالي كنت محجوز في المستشفى والأيام كانت قاسية قوي.. وأنا داخل أوضة العمليات مليون صورة قدام عينك.. وفضلت متماسك والناس اللي في الكوردور كانوا بيدعولي، وابتديت أبكي، ولكن أحمد ربنا إني نفدت منها».
وعندما انطلقت شرارة جائحة كورونا في كل العالم، انعكس انطباع الفنان الراحل على هذه الأزمة، وأخذ على عاتقه مهمة التحذير لمتابعيه ومحبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال في أحد المنشورات: «المسألة بجد.. يا جماعة.. احذروا.. ربنا يستر»، وقال في منشور آخر، منتقداً من يروجون الشائعات حول المرض: «ليه الناس مش مصدقة إنو إحنا في خطر.. خليك في البيت، يا ناس.. العالم بجد في خطر شديد.. خليك في البيت».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن