ثقافة وفن

«لن تخبو الأضواء» في احتفالية قومي الحسكة بيوم المسرح العربي

| الحسكة - دحام السلطان

احتفلت فرقة المسرح القومي في الحسكة بيوم المسرح العربي في سابقة تُنفذ لأول مرة احتفاءً بهذه المناسبة، قدمت خلالها لوحة مسرحية منوّعة بعنوان: «لن تخبو الأضواء» على خشبة مسرح الثقافة بمدينة الحسكة، وتناولوا فيها هموم وآمال وآلام وتطلعات المسرح والمسرحيين وطموحاتهم التي تهدف إلى ملامسة الواقع والارتقاء بالكلمة والتماس المباشر مع الجمهور من على الخشبة بوجود الممثل والإضاءة والموسيقي أيضاً الذي شاهدناه مجسّداً بشخص الممثل! من أجل تقديم رسالة مضمونها وعنوانها المطلق، أن المسرح موجود ولن تخبو أضواؤه.

وبيّن مدير ثقافة الحسكة عبد الرحمن السيد أن الاحتفال بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات السنوية، يؤكد حالة التجدد المستمر للمسرح القومي في الحسكة المستمر بالعطاء أيضاً، على الرغم من كل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، لافتاً إلى أن هناك حضوراً متميزاً ومؤثراً للمسرح في كل عام من خلال مهرجان أو مهرجانين من صلب عمله الأساسي والمنوط به، وهذا دليل عافية لركن أساسي ومهم من أركان الثقافة الوطنية.
وأضاف السيد: إن هذا الحضور المتميز للمسرح موجود أيضاً في مختلف النشاطات والمهرجانات الثقافية الأخرى، انطلاقاً من عملية التعاون المتبادل والمتناغم والشراكة الحقيقية بين مديرية الثقافة وفرقة المسرح القومي طيلة الفترة الماضية التي لم نشعر بغياب المسرح عن الحراك الثقافي بمجاميعه في المحافظة، ونحن بدورنا باسم مديرية الثقافة نهنئ جميع المسرحيين بذكرى عيدهم السنوي، وأشكر فرقة المسرح القومي على هذا العمل المتميز، حيث قدموا وتناولوا وجمعوا فيه بين التراجيديا وبين الفرح وبين التأمل والفلسفة المسرحية بشكل عام.
ولفت مدير المسرح القومي في الحسكة الكاتب والمخرج المسرحي إسماعيل خلف، إلى أن احتفال اليوم، بيوم المسرح العربي هو الأول من نوعه، وعلى عكس ما اعتاد عليه الجمهور من خلال ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمسرح الذي يصادف سنوياً في اليوم السابع والعشرين من شهر آذار، والعرض الذي جسده ممثلو فرقة المسرح القومي تناول الشأن العام والهم العام المسرح وآمال وآلام المسرحيين من خلال شخصية شخص مغمور كان يحلم بيوم من الأيام أن يلقي كلمة يوم للمسرح، لكن في النهاية نكتشف أنه كومبارس، وضمن هذه الصيرورة حاولنا أن نقدم توليفة مسرحية لها بشكل أو بآخر بالشأن المسرحي، متمنياً أن تكون عملية الاحتفال هذه، تقليداً سنوياً على اعتبار أنها الأولى وكانت بتكليف من مديرية المسارح والموسيقا ونحن نريدها ألا تكون الأخيرة.
وأشار خلف إلى أن الموسيقا التي كانت موجودة على الخشبة في العمل بشخص الموسيقار يحيى عبد الجبار، هي بطبعها جزء لا يتجزأ من المسرح وهي بشكل أو بآخر نصف الفعل الداخلي للممثل، وخصوصاً إن كانت هناك حالة «هارموني» بين الحالة الدرامية والحالة الموسيقية، وفرقة المسرح القومي في الحسكة اعتمدت خلال الفترة الأخيرة على الموسيقار يحيى عبد الجبار الذي أضفى على الأعمال المسرحية جمالية متميزة، مبيناً أن رسالة المسرحيين في الاحتفالية هي عنوان العمل.
وأكد الموسيقار يحيى عبد الجبار الذي كان موجوداً على الخشبة مع عناصر فريق العمل، أن كل صوت وكل كلمة تخرج عن الممثل من على الخشبة لها نغمة إذا ما ترافقت مع أحاسيس الممثل، وأنا بدوري من وضع الموسيقا التصويرية للعمل وكأني أحد الممثلين على خشبة المسرح وقد يبدو هذا الأمر غريباً بعض الشيء، ولكن أنا أعتبرها تجربة جديدة وجميلة لأني شعرت وكأنني أحد الممثلين ولست العازف فقط.
وقال الممثل عبد اللـه الزاهد: إن عمل اليوم يعني أن المسرح موجود بأضوائه التي لن تخبو أبداً باعتبار أن خشبة المسرح هي الحياة والمتنفس بالنسبة للممثل المسرحي الذي لن يبخل بالعطاء وتحقيق عملية التواصل مع الجمهور وتناول كل قضاياهم الحياتية، وصور الممثل فيصل حميد دوره في العمل بأنه الحامل لمعاناة ممثل المسرح وظروف عمله على الخشبة، وهو يحاول قدر المستطاع تأمين دور له ضمن مجموعة من الممثلين ولكن من دون جدوى، في حين أشار الممثل يوسف شاكر إلى أن لوحات العرض تناولت هموم الناس والمجتمع من خلال أدائهم في العمل، وأنهم كمسرحيين يريدون بناء جسور للتواصل وإيصال رسائل محبة من على الخشبة مع الناس على الرغم من الظروف الصعبة الراهنة، وأشار الممثل الشاب أحمد الصالح إلى أن العرض تناول عدة لوحات وبأشكال متباينة، وتناول دوره شخصية الممثل المسرحي الشاب المبتدئ في عمل المسرح، الذي يريد إرسال ذلك إلى الجمهور من خلال الدور الذي لعبه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن