رياضة

شح تهديفي في الدوري الممتاز.. ومشاهدات تحتاج إلى حلول … الكبار هزمهم التعادل والمهددون بالخطر غارقون

| ناصر النجار

على عكس الأسبوع العاشر من الدوري الكروي الممتاز، فإن الأسبوع المنصرم لم يكن سارّاً لكبار الدوري سواء على صعيد النتائج أم الأداء، والاستثناء الوحيد هذا الأسبوع كان تشرين الذي فاز، لكن فوزه لم يكن مقنعاً أمام وافد الدوري الجديد حرجلة وقد ارتقى بأدائه إلى مستوى البطل في بعض تفاصيل المباراة، وربما الرهبة أو الخبرة منعت الضيف من الوصول إلى التعادل على أقل تقدير.
ما جنته فرق الكرامة وحطين والوحدة في الأسبوع المذكور أضاعته هذا الأسبوع بتعادل غير مريح، فالكرامة خسر فارقاً كان سيقيه أذى القادمات، وحطين خسر فرصة تقليص الفارق مع الكبار، والوحدة ابتعد أكثر عن فرق الصف الأول.
أما الجيش فإن التعادل أحبطه لأنه الثاني له على التوالي على أرضه، وبالأرقام نجد أنه خسر أربع نقاط من المفترض أن تكون بحوزته إن كان هدفه استرجاع لقب الدوري، وهذا الأمر بحاجة إلى الكثير من التفكير ومراجعة الحسابات قبل فوات الأوان.
من جهة أخرى نجد أن كبار الهدافين في فرق الجيش والكرامة وحطين والوحدة فشلوا بالتسجيل، وحمل الدالي المهمة عن زحمة الهدافين بفريقه تشرين.
وهذا العقم له مؤشرات سلبية لا تدعو إلى الخير، ودوماً البحث عن حلول مجدية يجب أن يكون في طليعة اهتمام المدربين، وهنا نؤكد أننا نفتقد اللاعب الذي يصنع الفارق، وربما كان علاء الدين الدالي من اللاعبين القلائل الذي يصنعون الفارق وهذا ما لاحظناه في كامل مرحلة الذهاب، لذلك بتنا نتساءل عن قيم اللاعبين الحقيقية ودورها في المباريات ومدى تأثيرهم في ملاعبنا.
ونصل إلى جملة مفادها أن حشر المميزين والهدافين في فريق أو اثنين يضرّ بالفريق أولاً، وباللاعب ثانياً، وإذا كان نصف لاعبي تشرين هدافي فرقهم في السابق فإننا لا نجد هذه الشهية مفعّلة في هذا الدوري فخفت بريق الكواية على سبيل المثال، وضاع البري في الجيش وسط زحمة اللاعبين وفقدنا حارساً مميزاً (وليم غنام) الذي نام على مقاعد الاحتياط كثيراً وغير ذلك من الأمثلة.
هنا نجد أن المال أفسد كرة القدم، وكان من الطبيعي حسب تعاقدات تشرين أن يكون متصدراً بفارق مريح، لكننا ورغم ذلك ما زلنا نراهن على البحارة ولابد لجوقته أن يثبتوا لجماهير الكرة أنهم الأفضل عبر الأداء والنتائج.

حلول غير مجدية

الصراع على الهبوط بدأ هذا الموسم بشكل مبكر ونجد أكثر من خمسة فرق تتصارع على البقاء وإثبات الذات، والأمور ليست محسومة الآن وتقلبات الدوري قد تقلب صورة هذا الصراع رأساً على عقب.
والفكر الذي نتحدث عنه محدد بالأرقام، حتى الأداء يوازي هذه الأرقام، ولا يظن المتابع أن طفرة واحدة أو طفرتين تشفع للفرق المتأخرة وتضعها في أماكن النجاة، فتعادل الشرطة مع الجيش لا يعني الكثير إن لم يتبعه بنتائج تدل على أنه عالج مشاكله الدفاعية القاتلة ووجد الحلول الناجعة في المقدمة، وتعادل الوثبة مع المتصدر لا يعني بالضرورة أن الأسلوب الدفاعي ناجع على الدوام، ولابد من تطبيق مقولة الهجوم خير وسيلة للدفاع مع عدم إهمال الخط الخلفي.
التعادل الحاصل بين الساحل والفتوة هو خسارة للفريقين، فأي فرصة جاءت للساحل على طبق من ذهب ليحقق فوزه الأول، وأي فرصة أيضاً أضاعها الفتوة وهو يواجه الساحل بأسوأ حالاته وبلا جمهور، وإذا أضفنا إليهما الحرية الذي ما زال يعيش حالة القلق الفني والاضطراب الإداري فإن خريطة الدوري تشير إلى أن الحرية مع الساحل والفتوة الأشد خطراً وتهديداً بالهبوط.
والشرطة وحرجلة ليسا بمأمن إن استمرت نتائجهما على حالها دون أي تغيير مؤثر وفرق الوسط باتت محصورة بالطليعة وجبلة والوثبة والاتحاد وستبقى كذلك هذا الموسم.
الفرق الخمسة الأولى تسير نحو المنافسة بقوة وإن كانت النسب مختلفة، لكنّ الآمال ما زالت مشروعة للجميع.

أزمات جديدة

يدخل الدوري الكروي في أزمات جديدة وهي تحتاج إلى حلول جذرية قبل أن تتفاقم ويصبح بعضها داء يجرّ مشاكل نحن بغنى عنها، والجديد الازدحام على أبواب الملعب، ونحن نناقش هذا الموضوع من زاويتين.
الأولى: عدم تنفيذ مضمون قرار المكتب التنفيذي الذي طلب من المتعهدين فتح كل أبواب الملعب، وإذا كان المتعهدون للمباريات همهم ما سيجنونه من مال، فالمفروض بالمسؤولين عن الملاعب أن يكون همهم تنفيذ قرارات القيادة الرياضية وتأمين الأمن والسلامة للجمهور.
الثانية: اتحاد كرة القدم أصدر قراراً بعدم السماح بالحضور لأكثر من أربعين بالمئة من سعة الملاعب، لكن هذا القرار رغم التأكيد عليه أكثر من مرة لم ينفذ في أي من المباريات، لذلك فالمشكلة بمن ينفذ القرار، والمشكلة الأكبر بغياب المحاسبة، إلا إذا كان صدور هذه القرارات لا يتعدى رفع العتب ليس إلا!
المشكلة الثانية وهي تدخل باب الخطورة البالغة بتجمهر الجمهور على أسطح الأبنية المجاورة لمتابعة فرقها في المباريات التي تقام بلا جمهور، قد تدخل هذه المشكلة في اختصاص الجهات المعنية، لكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى الجمهور لضبط النفس حتى لا يواجه مصير الخطر المحدق في تسلق الأبنية والعمارات.
ربما التذكير بالمشكلة الدائمة يأتي من باب الحرص، فملاعبنا في أسوأ أحوالها، ونحن هنا لا يهمنا زخرفة المدرجات والمنصة والجدران بقدر ما يهمنا صلاح أرض الملاعب، فالمفترض أن تجد ملاعبنا الحلول المجدية، وخصوصاً أننا نسعى لفك الحصار الجائر عليها، فبأي ملعب سنستقبل زوارنا؟

أرقام وألوان

عشرة أهداف كانت حصيلة مباريات الأسبوع الماضي، فبلغ مجموع الأهداف 155 هدفاً، محمود البحر هداف الدوري بتسعة أهداف غاب عن التسجيل وبقي في المقدمة، علاء الدين الدالي مهاجم تشرين قلص الفارق إلى هدف وارتقى بهدفية بمرمى الحرجلة لمرتبة الوصيف.
مهاجم الطليعة أحمد العمير رفع رصيده إلى خمسة أهداف وزميله صلاح خميس صار رصيده أربعة أهداف، لاعب جبلة مصطفى الشيخ يوسف رفع رصيده إلى ثلاثة أهداف.
محمد لولو (الجيش) محمد عدرا (الاتحاد) أيمن صلال (الحرية)، سجلوا الهدف الثاني هذا الموسم، بينما سجل كل من: نور الحلبي (حرجلة)، عقبة المرعي (الشرطة) أول أهدافهما هذا الموسم مع الإشارة إلى أن هدفي التعادل بلقاء حرجلة مع جبلة لم يدخلا قائمة الأهداف والمسجلين.
جزاء أيمن الصلال من الحرية بمباراة الطليعة كانت الجزاء الـ27، وقد فشل اللاعبون بتسجيل ثماني ركلات، وغابت الحمراء عن لقاءات هذا الأسبوع فتوقف الرقم عند (16) بطاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن