في الحديث الشريف ويل لأقماع القول.. والقمع كما نعرفه جميعاً هو الشيء الذي يوضع برأس الإناء الضيق حتى يصب به سائل ما مثل الماء لكن القمع لا يحتفظ به ولا ينتفع منه. الفكرة هنا عن أولئك الذين ينقلون المواعظ والحكم ولا يعملون بها ولا يستفيدون منها.
الذي يحدث الآن إن كثيراً من الأفكار يتم تداولها، وتستمع في كل يوم إلى عدد كبير من المقترحات لحل هذه المشكلة أو تلك، ويتبرع كثيرون بوضع اقتراحات تشمل قضايا مختلفة، لكن كل هذه القضايا لا يستفاد منها، ولا تصل أبداً إلى مبتغاها.
وبعض الاقتراحات والحلول تأتي من مسؤولين سابقين قضوا سنوات في العمل الحكومي على رأس مؤسسات مهمة وهم الآن يقدمون أفكاراً وحلولاً وأحياناً يستعرضون اقتراحاتهم لأسباب مختلفة.
أول سؤال.. بل أول تهمة يتعرض لها هؤلاء أنه لماذا لم تفعلوا كذا وكذا أيام كنتم على كراسيكم؟
والتهمة الثانية أن هؤلاء يقدمون أنفسهم من جديد وهم بهذا الشكل طلاب مناصب.
أقول تهمة أولى وثانية وربما هناك أكثر من ذلك، لكن تبقى مجرد تهم لم يصلنا ما يؤكدها إنما هي توقعات نقرؤها بين السطور.
الذي يجعل هذه التهم قابلة للتصديق أن هذه النصائح من المسؤولين السابقين أصبحت كثيرة، ويتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
شخصياً أنا أدعم أي صاحب فكرة أو صاحب اقتراح حل أن يقدمه بأي وسيلة شاء، لكن لو كان لدينا آلية تسمح لهؤلاء بلقاء أصحاب القرار في اختصاصاتهم فإن ذلك سيكون مفيداً جداً ونتجنب الطريقة التي تُعرض فيها هذه الاقتراحات.
لماذا لا يوجد في كل وزارة مجلس يضم السابقين في هذه الوزارة يلتقون شهرياً ويستعرضون هموم هذا القطاع ويستمعون لاقتراحات من السابقين والحاليين في نقاش يراد منه المصلحة العامة.
ثمة مشكلة أكبر عندما تصل هذه الحلول والاقتراحات ولا أحد يعمل بها استخفافاً بصاحبها.. هؤلاء هم أقماع القول الذين يسمعون القول وينقلونه لكنهم لا يعملون به.
أقماع القول أيضاً الذين ينقلون الكلام على علاته كاذباً كان أم صحيحاً، هؤلاء كثرة في السابق وهم الآن أكثر وأخطر.
ويل لنا منهم، ويل لأقماع القول!
أقوال:
• هدف الحياة الأسمى ليس المعرفة بل الفعل.
• من لم يقدر على فعل الفضائل فلتكن فضائله في ترك الرذائل.