ثقافة وفن

ثنائيات تمثيليّة تبقى محفورة في الوجدان … دريد ونهاد في الأعمال التلفزيونية.. فرادة وجسر عبور لواقعنا نحو العالم العربي

| سوسن صيداوي

كما ذكرنا في مقال سابق حول الثنائية في العمل الفني، تطرقنا بالإشارة إلى ترسيخ الثنائيات للذكرى الوجدانية لدى المشاهد، عبر أعمال متنوعة: سينمائية، مسرحية وأخيراً تلفزيونية، دخلت فعلاً في قائمة الأعمال الخالدة، وكانت سبباً لنشر المفاهيم والثقافة المحلية السورية، وحتى الحياة الشعبية إلى كل الدول العربية، وليس هذا فقط بل تكون محل عرض متكرر كلما كانت الفرص مواتية، على الشاشات المحلية والعربية، وفي الوقوف عند ثنائية غوار الطوشة وحسني البورظان، نشير إلى أنها نشأت، منذ انطلاقة بث التلفزيون السوري عام 1960، مقدماً لنا مسلسلات تميزت بثناء جمهوري واسع، عبر مفارقات فكاهية قائمة على الفعل وردّات الفعل الكثيرة. واليوم نقف عند الذاكرة لننعشها معاً ببعض المحطات.

في الثنائية التلفزيونية

الفنان نهاد قلعي أثناء تأسيس التلفزيون السوري كان كاتب سيناريو، وممثلاً إلى جانب الرواد الأوائل من أمثال عبد اللطيف فتحي ورفيق سبيعي إضافة إلى آخرين، بمعنى أنه كان قد سبق شريكه الفني دريد لحام في امتهان الفن، ومن هنا نتابع بأن قلعي هو مبتكر شخصية حسني البورظان، وكان أول لقاء جمعه بـلحام بدءاً من الأسبوع الثاني من بدء الإرسال في التلفزيون السوري، في أول عمل للفنان لحام في إسكتش «الإجازة السعيدة» من إخراج خلدون المالح الذي عرض في التلفزيون المصري أيام الوحدة.
وبالنسبة للثنائية بين غوار وحسني فهي قائمة على مقومات مدروسة بين الشخصيتين، فلم يكن الأمر اعتباطياً أو على سبيل المصادفة، فالتناقضات بين الشخصيتين بداية من حيث الشكل، إلى الفارق الفكري والثقافي، وحتى في طبيعة الأسلوب الحياتي بين الاثنين مع ردات الفعل في مواقف الحياة المشتركة بينهما، ما بين الخبث والسذاجة، الطيبة والمكر، كلها في مقالب شدت الجمهور إليهما في أعمال عديدة.

في المسلسلات

بداية تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التالية: صح النوم – حمام الهنا – مقالب غوار – مغامرات كارلو، قام نهاد قلعي بتأليفها، أما عن الأعمال الذهبية والتي ما زالت رفيقة أوقات فراغنا ونسعى لمتابعتها مرة تلو الأخرى نقدم لكم القائمة من البدايات:
في عام 1960 تم إنتاج مسلسل «الإجازة السعيدة» ويشارك الثنائية محمود جبر، ومن إخراج خلدون المالح.
في عام 1963 تم إنتاج المسلسل الكوميدي «فقاقيع» والذي يناقش قضايا اجتماعية في حلقات منفصلة، من بطولة الثنائي دريد لحام ونهاد قلعي، بمشاركة رفيق سبيعي، طلحت حمدي، ملك سكر، وإخراج نقولا أبو سمح.
في عام 1968 تم إنتاج المسلسل الكوميدي «مقالب غوار» من إخراج خلدون المالح، بطولة دريد لحام، نهاد قلعي، عبد اللطيف فتحي، رفيق سبيعي، ناجي جبر، زياد مولوي، نجاح حفيظ، ياسين بقوش.
في عام 1968 كذلك تم إنتاج المسلسل التلفزيوني «حمام الهنا» بالأبيض والأسود، من تأليف نهاد قلعي وإخراج فيصل الياسري. يقع في 13 حلقة، مدة كل منها ساعة تلفزيونية. أخذ المسلسل عن رواية بعنوان «الكراسي الاثني عشر» للكاتبين السوفييتيين إيلف وبتروف. تقع الأحداث في حمام دمشقي تقليدي، وتتناول المواقف اليومية التي يتعرض لها أصحاب الحمام مع الزبائن في إطار كوميدي. بطولة: دريد لحام، نهاد قلعي، رفيق سبيعي، هالة شوكت، لينا باتع، زياد مولوي، عمر حجو، فهد كعيكاتي، محمد طرقجي إضافة إلى آخرين.
في عام 1972 تم إنتاج مسلسل «صح النوم» وهو من أشهر المسلسلات الكوميدية العربية. من تأليف نهاد قلعي وبطولة دريد لحام بدور غوار الطوشة، ونهاد قلعي بدور حسني البورظان، ومشاركة شخصيات أخرى منها ناجي جبر بدور أبو عنتر، ونجاح حفيظ بدور فطوم حيص بيص، وعبد اللطيف فتحي بدور رئيس المخفر بدري أبو كلبشة، وياسين بقوش بدور ياسين وغيرهم من الفنانين السوريين الذين ما زالت شخصياتهم الفلكلورية الدمشقية تنعش الذاكرة.
وأخيراً في عام 1973 تم إنتاج مسلسل «ملح وسكر» مسلسل كوميدي سوري بطولة دريد لحام ونهاد قلعي بالاشتراك مع ياسين بقوش وناجي جبر ونجاح حفيظ، وعبد اللطيف فتحي وصباح الجزائري وغيرهم. وهو من إخراج خلدون المالح. المسلسل هو استمرار للجزء الأول من مسلسل صح النوم، وتدور أحداثه في سجن حارة «كل مين إيدو أُلو»، ولا تخلو الحلقات من النقد الاجتماعي البنّاء بقالب كوميدي، ويتضمن المسلسل عدداً من الأغنيات الجميلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن