اقتصاد

قرارات ذات رائحة!

| هني الحمدان

ماذا وماذا…؟

ماذا يعني فسخ قرارات إدارية كانت بوقتها تشكل ثقلاً إدارياً وربما اقتصادياً صادرة عن مجلس الوزراء بوقت سابق..؟! وفسخ قرارات على درجة من الثقل ظهرت للضوء من جانب بعض الوزارات أيضاً..؟
وعلام يدل إعادة عقود بقيم كبيرة تعدت عشرات الملايين إلى بعض الإدارات المختصة بعد حين من العمل فيها..؟!
نبش مسائل كهذه بعد مرور زمن على وقوعها يعد من الأهمية، وبلا شك يؤكد أن لا أحد فوق سلطة القضاء، ولا قرار منزهاً أو محصناً كلياً أمام السلطات القضائية، وتلك الرقابية التي تقوم بمهامها ومسؤولياتها.. ومن جانب آخر يستشف منه أن هناك حالة ليست بالصحية، وقد تكون على تماس مع مصفوفات الفساد وأشكاله، اللهم إذا ما كانت غارقة بمستنقعه لدرجة لم تفلح معها أي من ترقيعات «تمشاية الأمور» ولملمة القضايا.!
وماذا يعني إحالة موظفين على درجة عالية من المركز الوظيفي المهم لنوع من التساؤلات والتحقيقات..؟! وأيضاً.. وأيضاً.. هناك بعض الممارسات الخاطئة كثيراً.
لا نغمز أو نتهم أحداً، هناك جهات ذات موثوقية عالية بعملها، وسجلت نتائج يشار لها بالبنان بأوقات مضت، ما يشيع جواً أن المحاسبة قائمة، ويجب ألا تستثني أحداً، ارتكب فعلاً أو أصدر قراراً خاطئاً، إلى ما هنالك من ألاعيب تصل لآفة الفساد..!
لا نقول إن حاميها حراميها، قد يلحق الإجحاف والأذى، وقد يكون الخطأ غير مقصود إلا أنه خطأ، وألحق ويلات ونكبات وهيأ جواً للتلاعب والإهمال، لكن يمكن القول: هناك أشخاص خطأ تبوؤا منصباً ما أو وظيفة ما بمسؤوليات كبرى، ولبسوا ثياب أمانة ليست لهم، تناسوا أن هناك عيناً رقيبة لم تعد تغفل عن أحد، فالزمن زمن كشف عورات الفساد وليس إخفاءها.!
معالجة مسائل كتلك المتعلقة بالفساد والترهل الإداري يجب أن تكون فوق الطاولة، بمعنى أوضح غير مستساغة أن تتم خلف الأبواب المغلقة وتحت الغطاء، فالمكاشفة الكاملة تفوت الفرص على من تسول له نفسه العبث بمقدرات المؤسسات وربما الاعتداء على حقوق الآخرين، وتالياً يظهر تمكن العدالة وقوة التشريعات الناظمة للمهام والأعمال.
هناك تحديات كبيرة ضاغطة على كل مرافق الحياة، وهناك حصار اقتصادي خانق وعقوبات ظالمة، مع حالات ترهل ولا مبالاة عند البعض، وهذا يستدعي إيقاظ الحس الغيري عند من مات هذا الحس به، تصحيح الاعوجاج وكشف العورات ليس عيباً، بل تلافٍ من البقاء في تلافيف وباء عانت المجتمعات كثيراً من آثاره..!
قد لا يكون العموم يلبس لبوس الصالحين المخلصين، ممن يقسمون على حمل الأمانة، وهذا شيء من المستحيل في وقت تغيرت المفاهيم وشاب النفوس المرض وضيق الأفق، إلا أن المرحلة والواجب يحتمان أن يكون الجميع ببوتقة الإيمان الكامل، بمحاربة الاعوجاج والإشارة إلى السلبيات بعين من الحرص لا النقد والتجريح!.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن