ثقافة وفن

«ضيوف على الحب».. الغوص في خفايا الروح والجسد وتقلبات النفس البشرية

| وائل العدس

يستمر المخرج فهد ميري في تصوير مشاهد مسلسل «ضيوف على الحب» من تأليف سامر محمد إسماعيل في أولى تجاربه التلفزيونية، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وإشراف ماهر عزام، علماً أن التصوير انطلق منتصف الشهر الماضي.
ويؤدي أدوار البطولة في هذا العمل كل من شكران مرتجى وفادي صبيح وفايز قزق ونظلي الرواس وجرجس جبارة وزهير رمضان وجيني إسبر ورنا العظم وعلي سكر وخلود عيسى وكرم الشعراني وعاصم الحواط ووضاح حلوم ورنا كرم ووهبة زهرة وبلال مارتيني.

خفايا الروح والجسد

العمل اجتماعي، تدور أحداثه خلال العام 2018، يتحدث العمل عن حياة مجموعة من الأصدقاء شباب وشابات يقطنون بيتاً واحداً في دمشق القديمة ويلاحقون أحلامهم وسط ظروف قاسية تجعل بعضهم يغير من قناعاته، في حين ينكفئ آخرون إضافة إلى أن بعضهم يقرر الهجرة، كما يتناول تجارب حب تفشل وأخرى تذبل وتذوى بفعل اصطدام الأحلام بمرارة الواقع ما بعد سنوات الحرب.
وتمتلك المنزل الذي يقطنون فيه امرأة تكون بمثابة أم وأخت لهم، ويبحثون عن فرصة عمل طلباً للاستقرار، ويسعون لخلق مكانة لهم في المجتمع، فتبدأ معركتهم مع الحياة ومعاناتهم لبلوغ أحلامهم، فمنهم من يصيب، ومنهم من يخيب. هذه الشخصيات تغادر البيت ونتابع حكاياتها ومصائرها، والبيت هو سورية وفيه يعيش هؤلاء الناس ومنهم من ينجح والبعض يفشل، ولكل شخصية مسارها.
ويغوص العمل في خفايا الروح والجسد وتقلبات النفس البشرية بين المثل والمادة حيث يظل الحب عملة نادرة وتنهض الكراهية والعنف ضد شخصيات تجد نفسها رهينة حصار نفسي ومادي وعاطفي وبعد كل مواجهة يتم اكتشاف أوجه متعددة للصراع.
كما يحاكي الحياة السورية الراهنة وما طرأ عليها من ظروف صعبة وخصوصاً على الجيل الجديد وفق صيغة درامية وفق ما وصفها كاتبها بالكورالية لأن جميع شخصيات العمل في قلب الحدث ومؤثرة فيه والشرائح التي يتناولها متنوعة جداً بعيداً عن دراما الحارات المغلقة ومسلسلات المافيا.
ويحمل المسلسل وجهاً جديداً من حيث تناول الأحداث الاجتماعية التي عاشتها سورية قبيل انتهاء سنوات الحرب من خلال ما تم توثيقه للحياة الاجتماعية التي جرت.
يتعامل المسلسل مع حالة رمزية تحمل دلالات حكائية تعني الوطن السوري كله وترمز إليه، فالبيت العتيق القديم المتجذر هو سورية، والشباب الذين يسكنونه هم الأجيال المتوالدة.
ويعد العمل محاولة لتقليد الحياة، بالاتكاء على محاكاة الواقع السوري، ولاسيما لدى جيل الشباب.

بعض الشخصيات

تقدم شكران مرتجى شخصية «صباح»، وهي سيدة دمشقية تعيش في بيت كبير عتيق في قلب المدينة القديمة، تؤجر غرفه لعدد من الشباب والصبايا الباحثين عن الحياة بعد نزف أصاب وطنهم في مقتل فيرسمون أحلامهم بالكثير من الأمل والتعب، وهي لا تؤجر هؤلاء لحاجتها إلى المال بل لأنها تشعر تجاههم بعاطفة الأمومة.
ويظهر جرجس جبارة بدور رجل ثري وأب لشابين يعيشان خارج البلاد، يتعرض لوعكة صحية حادة يدخل على إثرها المستشفى ليلتقي إحدى الممرضات التي تعطيه العطف والحب والحنان.
وتجسد رنا العظم شخصية «نورة» التي تعيش قصة حب مع أحد الشباب الذي تلتقيه من خلال السكن الذي يجمع ست شخصيات نسائية وثلاثة شباب ويعيشون ضمن بناء واحد نتيجة الظروف الاقتصادية الخانقة.
وتقدم رنا كرم شخصية «منال»، وهي فتاة تبحث عن شكل حياتها وعن أمانها وعن حب حياتها.
وتؤدي خلود عيسى شخصية صحفية، وهي حسب صاحبتها شخصية جميلة جداً، مشيرة إلى أنها تشبه الكثير من تفاصيل حياتها، إضافة إلى أنها مليئة بالتقلبات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن